في بادرة جميلة لإحياء التراث واعتزازاً بتاريخ تراث المنطقة وماضيها الجميل، قام يعن الله عبدالله بن صالحة الغامدي وإخوانه بإعادة ترميم وتأهيل المبنى القديم الأثري الواقع في قرية الظفير في مدينة الباحة . وهدفت هذه المبادرة إلى إعادة الذكريات والمحافظة على هذا الإرث الجميل من خلال ترميم المبنى الأثري وعرض بعض الأدوات المستخدمة وذلك بهدف تعريف الأجيال كيف هي حياة الأولين وما يتبعها من مشقة كذلك مواكبة للرؤية الوطنية 2030 والتي تضمنت إعادة إحياء الموروث الشعبي. وأوضح يعن الله بن صالحة الغامدي أن إعادة ترميم المبنى جاءت بجهود ذاتية، متطلعاً إلى إعادة ترميم القرية كاملة كونها كانت مركزاً للمنطقة وشهدت عدة أحداث تاريخيّة ويوجد فيها عدد من المساجد التاريخية والأثرية والتي شملها مشروع سمو ولي العهد لإعادة بناء وترميم المساجد الأثرية كما أن مسجد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- يقع فيها وتعتبر القرية شاهداً على التاريخ من خلال فصول عدة منذ مراحل تأسيس هذا الكيان العظيم. وأكد أنه يمكن الاستفادة منها في التسويق التاريخي والأثري لاحتوائها على العديد من الأبنية والتي كانت مقراً لأفرع الوزارات قديماً، وفيها أول مدرسة نظامية بالمنطقة التي تأسست عام 1353ه وكانت تسمى المدرسة الأميرية الابتدائية بالظفير بعد توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351ه على يد موحد هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله تعالى-، مشيراً إلى أن قرية الظفير كانت مركزاً لربط بعض المناطق المجاورة للباحة. وأضاف الغامدي أنه تم تصنيف القرية من أهم المواقع الأثرية بالمنطقة متطلعاً من وزارة الثقافة أن تتبنى إعادة ترميمها وصياغة أحداثها التاريخية خاصة في وقتنا الحالي لوجود عدة مراجع موثوقة وبعض شهود العيان من كبار السن وما نقل عن من كان قبلهم، في ظل اهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة الذي حث الأهالي إلى المبادرة والاهتمام بإعادة إحياء موروثهم وتاريخهم العريق والمحافظة عليه. وبين أن القرية تشهد إقامة عدد من البرامج والأنشطة التي ينفذها الأهالي كانت ناجحة ومشوقة وذات أثر إيجابي لدى الجيل الجديد من الشباب، مفيداً بأن المبنى يحتوي على عدد من المعروضات التي كان يستخدمها والده الطبيب الشعبي الشيخ عبدالله بن حسن بن صالحة في مهنة الطب الشعبي التي تميزت بها الأسرة لأكثر من 230 عاماً ساهموا خلالها -يرحمهم الله- في معالجة العديد من الحالات في ذلك الوقت داخل الظفير وخارجها في المناطق المجاورة نظراً لما كان يتمتعون به من مهارة عالية ومهنية دقيقة وفق الإمكانيات في ذلك الزمان. وختم يعن الله حديثه بالدعاء لولاة أمرنا وقادتنا وأن يحفظ للمملكة أمنها واستقرارها ورغد عيشها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، يحفظهما الله.