ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب قبل خمسة أشهر إلى 31112 شخصًا غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في القطاع. وأكدت الوزارة في بيان «ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 31112 شهيدًا و72760 إصابة منذ السابع من أكتوبر، 72 % منهم من الأطفال والنساء». ومع بدء شهر رمضان، اتهمت الوزارة الجيش الإسرائيلي بارتكاب «7» مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 67 شهيدًا و106 جرحى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية». وقالت إن عددًا من الضحايا ما زالوا «تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم». كما أعلنت «ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف الى 25 شهيدًا»، فيما يعاني معظم سكان القطاع من نقص الماء والطعام والوقود وتنذر الأممالمتحدة من مجاعة وشيكة جراء الظروف الإنسانية الكارثية فيه. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في مدينة غزة الإثنين مما أسفر عن استشهاد 16 شخصا. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا» أمس عن مصادر طبية في القطاع قولها إن 16 مواطناً أغلبهم من الأطفال والنساء استشهدوا وأصيب العشرات بجروح مختلفة، بعد قصف طيران الاحتلال لمنزل يعود لعائلة أبو شمالة في حي الصبرة بمدينة غزة». واعتقلت القوات الإسرائيلية، الأحد وأمس، 25 فلسطينياً على الأقل من الضّفة، بينهم أسرى سابقون. وأوضح نادي الأسير، في بيان صحفي أمس أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة رام الله، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات قلقيلية، وبيت لحم، والخليل، وسلفيت، والقدس. ووفق البيان ، «تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين، بالإضافة لتخريب البنية التحتية». وأضاف أن حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر الماضي ارتفعت إلى نحو 7530، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن. وبينما يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والمعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، في وقت يواصل المجتمع الدولي تعبئته لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين المهدّدين بمجاعة مع بدء رمضان في القطاع المحاصر. في اليوم السادس والخمسين بعد المئة للحرب وفيما فشلت جهود التوصل الى هدنة بحلول رمضان الذي يبدأ الاثنين، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية. في مدينة رفح الجنوبية، قال مؤمن أحمد لوكالة فرانس برس «توقّعنا أن يأتي أول يوم رمضان ونعود إلى منازلنا وأن تكون الحرب قد انتهت. لكن ماذا نفعل؟ كما ترون... القصف مستمرّ منذ الصباح!»، مضيفا أن إحدى الغارات استهدفت سيارة وأوقعت ضحايا. وقال مصدر مطلّع على المفاوضات التي تشارك فيها الولاياتالمتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة، «كان من الأفضل لو تمّ التوصل الى اتفاق» قبل بدء رمضان، لكن «سيتمّ تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة» بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان. وتبادل الجانبان الاتهامات بالفشل بعد أن طالبت إسرائيل بقائمة بكامل أسماء الرهائن الأحياء الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، ودعت حماس إسرائيل إلى سحب جميع قواتها من غزة وبوقف إطلاق نار دائم. واتهمت إسرائيل حماس «بالتشبّث بمواقفها وعدم إبداء اهتمام بالتوصل لاتفاق وبالسعي إلى إشعال المنطقة خلال شهر رمضان». وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في كلمة وجهها مع حلول رمضان أن الحركة منفتحة على التفاوض رغم فشل المحادثات مع إسرائيل التي حملها مسؤولية عدم التوصل لاتفاق. وقال «أي اتفاق يجب أن يكون شاملاً على مراحل متلازمة، وبضمانات دولية.. إذا تسلمنا من الاخوة الوسطاء موقفاً واضحا من الاحتلال بالتزامه الانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين، فنحن جاهزون لأن نصل إى استكمال حلقات الاتفاق وأن نبدي مرونة في قضية التبادل». من جهته، قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن حماس تريد أن يتحول شهر رمضان «من شهر صلاة إلى شهر دماء». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري إن إسرائيل تستعد «لجميع السيناريوهات المحتملة» خلال رمضان. وفيما يخيّم شبح المجاعة الوشيكة على غزة، وفق الأممالمتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية من القطاع الفلسطيني المدمّر، أحصى المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة 25 شخصاً توفوا حتى الآن «غالبيتهم أطفال نتيجة سوء التغذية والجفاف والمجاعة». في مدينة غزة، قالت براق أبهر وهي تحمل طفلتها الباكية بين ذراعيها «وصلت إلى حدّ أنني أرضع طفلتي الماء حتى لا تفقد حياتها. أنا مضطرة. ابنتي لا تشبع. لا توجد تغذية لا للأم ولا للطفل، ولا يوجد حليب. وإن توافر، فهو غال ويصعب الحصول عليه»، ويوميا تقريباً منذ أسابيع، ألقيت طرود غذائية ومساعدات طبية على قطاع غزة بمظلات. ونفّذ الجيش الأردني الأحد عملية إنزال مساعدات جديدة بمشاركة طائرات أميركية وفرنسية وبلجيكية ومصرية. وتجمّع مئات الأشخاص لالتقاط المساعدات وفق مصوّر لفرانس برس رافق العملية من على متن إحدى طائرات سلاح الجو الملكي الأردني. لكنّ الأممالمتحدة ترى أنّ عمليّات إلقاء المساعدات جوًّا وإرسال المساعدات من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأحد إن المنظمة تمكنت السبت من تسليم «مستلزمات جراحة العظام والصدمات ل 150 مريضاً» وبعض الوقود إلى مستشفيي الأهلي والصحابة في شمال القطاع. وكتب غيبريسوس على منصة «إكس» أن المستشفيين يعملان «بقدرات محدودة، ويفتقران إلى الغذاء والوقود والكوادر المتخصصة وأدوية التخدير والمضادات الحيوية وأجهزة التثبيت الداخلي». وقال «نحن بحاجة إلى الوصول المستمر والآمن إلى المرافق الصحية من أجل تزويدها مستلزمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها وعلى أساس منتظم. أوقفوا إطلاق النار».