أعلنت الصحة الفلسطينية في غزة، أمس الأحد، استشهاد 15 طفلا نتيجة سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان في جباليا شمالي قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في منشور على موقع "فيسبوك" أمس: "نخشى على حياة ستة أطفال يعانون من سوء التغذية والجفاف في العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان نتيجة توقف المولد الكهربائي والأكسجين وضعف الإمكانيات الطبية". وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي، حربا واسعة النطاق على قطاع غزة عقب تنفيذ حركة حماس هجوما غير مسبوق على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة وقتل عدد من الإسرائيليين وأسر آخرين. ولأول مرة منذ عام 2014، ينفذ الجيش الإسرائيلي مناورة برية في مختلف مناطق القطاع وسط اشتداد المعارك بين عناصره والمقاتلين الفلسطينيين. حصيلة قصف الاحتلال: 30 ألفاً و410 شهداء كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 30 ألفا و410 شهداء و71 ألفا و700 مصاب منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقالت الوزارة، في منشور أوردته على حسابها بموقع "فيسبوك" أمس، إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب تسع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 90 شهيدا و177 إصابة خلال ال 24 ساعة الماضية". وأضافت أنه في "اليوم ال 149 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم". وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس عدة مناطق، وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرى عرانة وعربونة ودير غزالة، وداهمت عدة أحياء فيهما، دون أن يبلغ عن اعتقالات. كما اقتحم جيش الاحتلال بلدتي عزون وجيوس شرق قلقيلية، وسير آلياته العسكرية في شوارع البلدتين دون أن يبلغ عن أي اعتقالات. واعتقلت القوات الإسرائيلية، منذ مساء السبت وحتّى صباح الأحد، 12 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية، بينهم أطفال وأسرى سابقون. وقال نادي الأسير، في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات بيت لحم، ونابلس، ورام الله، رافقها عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الفلسطينيين. وأضاف أن "حصيلة الاعتقالات ارتفعت بعد السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 7340، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن". وأشار إلى أنّ "الاحتلال يواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة بعد مرور 149 يوما على العدوان والإبادة الجماعية، حيث يرفض الاحتلال تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدّولية والفلسطينية المختصة أي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتّى اليوم، بما فيهم الشهداء من معتقلي غزة". 90 شهيداً و177 جريحاً في تسع مجازر إسرائيلية إلى ذلك تبدأ في مصر جولة جديدة من المباحثات الهادفة للتوصل الى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، مع مواصلة اسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة في القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة بعد زهاء خمسة أشهر على اندلاع الحرب. وأعلنت الولاياتالمتحدة السبت أن إسرائيل وافقت مبدئيا على بنود مقترح جديد للتهدئة، يأمل الوسطاء، أي واشنطن والدوحة والقاهرة، أن يتم الاتفاق بشأنه قبل حلول شهر رمضان في 10 مارس أو 11 منه. من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته في خان يونس، كبرى مدن جنوبغزة. ووصل ممثلون للولايات المتحدة وقطر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى مصر "لاستئناف جولة جديدة من مفاوضات التهدئة بقطاع غزة"، وفق ما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" الأحد. وقال مصدر في حماس إن الاتفاق ممكن في حال "تجاوبت" إسرائيل مع مطالب الحركة. وحول المساعدات الإنسانية، تحولت عملية توزيع مساعدات في شمال قطاع غزة الخميس إلى مأساة أدت إلى مقتل أكثر من مئة شخص في ظل تصريحات متضاربة وظروف لم يتم تحديدها بدقة، لكنها تشمل إطلاق جنود إسرائيليين النار وتدافع الحشود. وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن نيران الجيش الإسرائيلي أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات في شمال القطاع المحاصر. من جهته، أقر الجيش بوقوع عمليات إطلاق نار "محدودة"، مرجحا أن غالبية الضحايا قضوا جراء "الازدحام الشديد والدهس". وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس على لسان المتحدث أشرف القدرة عن "ارتفاع حصيلة مجزرة شارع الرشيد التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس إلى 118 شهيدا و760 إصابة". وتابع "ما زال عشرات الإصابات في حالة الخطر مما قد يرفع عدد الشهداء في أي لحظة نتيجة عدم توفر الامكانيات الطبية لإنقاذ حياتهم". وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري تحدث مساء الخميس عن مقتل أو جرح "عشرات الغزيين". ومساء السبت، شدد هاغاري على أن الجيش قام ب"تأمين" عملية توزيع المساعدات. وتابع "نحن قمنا بهذه العملية الإنسانية. لا أساس للزعم بأننا هاجمنا القافلة وآذينا الناس عمدا". من جهتها، أعلنت الأممالمتحدة أن فريقا تابعا لها زار الجمعة مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي استقبل مئات الجرحى، وذلك غداة مطالبتها مع دول عدّة بإجراء تحقيق في هذه الحادثة. وأظهرت صور لوكالة فرانس برس مشيعين متجمعين حول جثث سجيت بأكفان بيضاء في مستشفى الشفاء. وأثار استشهاد العشرات أثناء إيصال المساعدات سلسلة من الإدانات الدولية والدعوات المتجددة لوقف إطلاق النار. مباحثات جديدة سعياً للتوصل إلى هدنة وبدأت الولاياتالمتحدة السبت إنزال مساعدات إنسانية من الجو فوق قطاع غزة، غداة تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه "علينا القيام بالمزيد، والولاياتالمتحدة ستقوم بالمزيد" حيال الوضع الإنساني في القطاع. وأكد بايدن أن الولاياتالمتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا، "ستصّر" على ضرورة سماح الدولة العبرية بدخول كميات إضافية من المساعدات. وأوضح "لا توجد أعذار لأن الحقيقة هي أن كمية المساعدات التي تدخل غزة بعيدة كل البعد عن الكمية الكافية. حياة الأبرياء على المحك، حياة الأطفال على المحك". وانتقد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في مقابلة مع صحيفة "لوموند" نشرت السبت السلطات الإسرائيلية معتبرا أنها مسؤولة عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.