أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبدالرحمن بن فيصل بن معمر    المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة تبرم عدداً من الاتفاقيات    وقاء الباحة" يبدأ حملة التحصين لأكثر من 350 ألف رأس ماشية ضد مرض الحمى القلاعية لعام 2024م    الفضلي: المملكة تواجه تحدي تدهور الأراضي بمنظور شمولي    أشباح رقمية    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية الجزائر    خادم الحرمين الشريفين يهنئ رئيس جمهورية توغو بمناسبة ذكرى يوم الإستقلال لبلاده.    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    أمير دولة الكويت يصل إلى الرياض    مؤتمر أورام الكبد يختتم فعالياته بالخبر بتوصياتً هامة    برئاسة وزير الخارجية.. «اللجنة الوزارية»: نرفض اجتياح رفح.. يجب وقف تصدير السلاح لإسرائيل    ساعة أغنى رُكاب "تيتانيك" ب1.46 مليون دولار    النصر يؤمن مشاركته في السوبر السعودي    صدور الموافقة السامية علي تكليف الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز التميم رئيساً لجامعة الأمير سطام    رسمياً.. الزي الوطني إلزامي لموظفي الجهات الحكومية    11قطاعًا بالمملكة يحقق نموًا متصاعدًا خلال الربع الأول ل 2024    السعودية ترسم خارطة جديدة للسياحة الصحية العالمية    محافظ خميس مشيط يدشن مبادرة "حياة" في ثانوية الصديق بالمحافظة    وزير البيئة يفتتح أعمال منتدى المياه السعودي غدًا بالرياض    "واحة الإعلام".. ابتكار لتغطية المناسبات الكبرى    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    لرفع الوعي المجتمعي.. تدشين «أسبوع البيئة» اليوم    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    وصمة عار حضارية    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    حكم و«فار» بين الشك والريبة !    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    انطلاق بطولة الروبوت العربية    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    تجربة سعودية نوعية    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير النرويجي ل«الرياض»: زيارة الملك سلمان لأوسلو كانت نقلة في تاريخ العلاقات
نشر في الرياض يوم 04 - 03 - 2024

أكد السفير النرويجي توماس بول، في حواره مع «الرياض» أن العلاقات السعودية النرويجية متينة ووثيقة، وأن التنسيق بين قيادتي البلدين في أعلى مستوياته، وهو ما عكسته الاتفاقيات والشراكات التي أقرت في السنوات الأخيرة بين الجانبين.
كما عبر السفير النرويجي، عن إعجابه بما حققته المملكة، وأن ما يحدث فيها « ملهم » بكل المقاييس.
وقال: يتمتع البلدان بعلاقات صداقة وتواصل مستمر، وثقة وطيدة وعلاقات تجارية قوية، ولدينا كثير من الاستثمارات المشتركة، في مجالات عدة، أبرزها: الطاقة وصناعة السفن، والمنتجات الكيميائية، والأسماك والمعدات الطبية وغيرها.
وأضاف: النرويج، لديها تمثيل دبلوماسي في المملكة منذ عام 1961، وانتقلت سفارتنا من جدة إلى الرياض في عام 1985 وقد تعززت العلاقات الثنائية بشكل أكبر، من بعد افتتاح السفارة السعودية في أوسلو في عام 2012، عقب زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عام 2010 عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، وعلى مر السنين، كان الحفاظ على العلاقات الثنائية الجيدة أولوية بالنسبة للجانبين.
وفيما يلي نص الحوار:
* لعبت النرويج دوراً كبيراً ومهماً، في دعم برامج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وكان آخرها تقديم 26 مليون دولار، وبذلك تعد أوسلو، واحدة من أكبر المانحين للوكالة التابعة للأمم المتحدة في العالم.
هل سيتم زيادة المبلغ خصوصاً بعد تحذير(الأونروا) من أنها قد توقف جميع أنشطتها قريباً؟
* لقد قمنا بتسليم مساهمتنا السنوية المتفق عليها للأونروا في الأسبوع الماضي، بمبلغ 275 مليون كرونة نرويجية (26 مليون دولار). ونحن نقوم بتقييم أفضل الطرق وأسرعها، لتوزيع أي مساعدات إضافية وإيصالها للفلسطينيين في المستقبل.
* ما الدور الذي من الممكن أن تلعبه بلادكم، في إقناع الدول المانحة للرجوع عن قرار وقف التمويل؟
* تشعر النرويج بقلق عميق، إزاء المزاعم المتعلقة بتورط موظفي الأونروا في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، ونرى أنه يجب محاسبة الأفراد المتورطين في الهجوم إن ثبت ذلك، من خلال الملاحقة الجنائية، ونرحب بالإجراء السريع الذي اتخذته الأمم المتحدة لإثبات تلك الحقائق من عدمها، ونحن نثير هذه القضية باستمرار مع المانحين.
ومع ذلك، فإننا نشعر بالقلق إزاء قيام العديد من البلدان بوقف مساعداتها للشعب الفلسطيني من خلال الأونروا، لكن النرويج قررت مواصلة تمويلها، ونحث الجهات المانحة الأخرى على التفكير في العواقب الأوسع نطاقا لقطع التمويل عن الأونروا، في هذا الوقت الذي يعاني من ضائقة إنسانية شديدة، ولا توجد وكالة قادرة على تولي الدور الرئيس للأونروا على المدى القصير، ويجب علينا أن نميز بين ما قد يفعله عدد قليل من الأفراد، وبين ما تمثله الأونروا. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا نجازف بمعاقبة 5.9 ملايين إنسان بشكل جماعي، ليس في غزة فحسب، بل في المنطقة أيضا.
* هل هناك أمل لسلام دائم في غزة، والأراضي الفلسطينية، ووقف لرحى هذه الحرب المروعة؟ لا سيما أن النرويج كانت وسيطاً في الصراع بالشرق الأوسط، وتم توقيع معاهدة أوسلو في عام 1993م؟
* من المهم جداً أن نفكر في الحاضر والمستقبل القريب وكذلك البعيد، وباعتبارنا رئيساً للجنة الاتصال المخصصة، فإننا نرى الحاجة ملحة إلى وجود أفق ذي مصداقية أعلى، ومسار سياسي نحو إقامة الدولة الفلسطينية، ومنذ توقيع اتفاقيات أوسلو قبل 31 عامًا، التزمت النرويج بحل الدولتين، ونعتقد أن السعي إلى إقامة دولة فلسطينية هو أمر مهم وضروري، وهو أفضل طريق نحو وضع يستطيع فيه كلا المجتمعين العيش بسلام، مع أنفسهم ومع بعضهم البعض، والنرويج تعترف بحق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته الخاصة.
لقد أظهرت الأزمة الحالية، أن الاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون معالجة القضية الفلسطينية، وتعتقد بلادنا أن السعي إلى إقامة الدولة يجب أن يرتبط بفكرة السلام الإقليمي الأوسع، والتسوية الإقليمية مع الضمانات الأمنية الضرورية والمشروعة للجانبين، وحتى في خضم هذه الحرب الرهيبة، فما زال لدينا أمل وقناعة بأن السلام ممكن، بل ضروري.
الوضع في البحر الأحمر قد يخرج عن السيطرة
* صوتت النرويج لصالح قرار في الأمم المتحدة، يدعو إلى هدنة إنسانية دائمة وفورية في غزة.
ما أبرز التحديات التي واجهتكم في ايصال مساعداتكم الانسانية، في ظل معاناة الناس ونقص المياه والكهرباء والطعام، وعدم احترام القانون الدولي الإنساني؟
* النرويج، دعت منذ فترة طويلة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ويجب كذلك إطلاق سراح الرهائن على الفور، كما أكدت بلادنا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن.
بالنسبة للتحديات، فنحن في الواقع، لا نقدم مساعدات عينية حالياً في غزة، ولكن قدمنا الدعم المالي لشركائنا في المجال الإنساني والإغاثي، ومع ذلك، فإننا نعلم أنهم واجهوا العديد من التحديات والصعوبات، وقد طالبنا منذ وقت مبكر جداً من الصراع، ودعينا علناً وسراً، إلى ضرورة حصول الناس على المياه والوقود والغذاء، وفتح نقاط عبور إضافية، واحترام الحماية المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني.
* العلاقات السعودية - النرويجية علاقات صداقة وتعاون تاريخية، ويشترك البلدان في العديد من مجالات التعاون.
نريد أن نعرف تقييمك لمستوى العلاقات الحالي بين البلدين؟ وكيف تنظرون إلى مستقبل هذه العلاقات الثنائية؟
* النرويج، لديها تمثيل دبلوماسي في المملكة منذ عام 1961، وانتقلت سفارتنا من جدة إلى الرياض في عام 1985 وتعززت العلاقات الثنائية بشكل أكبر، من خلال افتتاح السفارة السعودية في أوسلو في عام 2012، عقب زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عام 2010 عندما كان أميراً لمنطقة الرياض، وعلى مر السنين، كان الحفاظ على العلاقات الثنائية الجيدة أولوية بالنسبة للجانبين، وواصلنا حواراتنا البناءة في العديد من المجالات، أبرزها الطاقة والشؤون البحرية والتعاون الإقليمي والأمن.
* حظيت المبادرة السعودية بشأن الأزمة اليمنية بالدعم من حكومة النرويج، ما الدور الذي من الممكن أن تقوم به أوسلو في الملف اليمني، بما يعزز أمن واستقرار المنطقة، ويعود بالنفع على الأمن والسلم الدوليين؟
* النرويج، دعمت كل المبادرات التي يمكن أن تساهم في التوصل إلى تسوية سلمية في اليمن، وقد شجعنا جميع الأطراف على الحوار المباشر في هذا الصدد، ونرى أنه من المهم أن تكون الخطوة التالية، هي عملية تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية، كما أن مبعوث الأمم المتحدة "هانز جروندبرج" يحظى بدعمنا الكامل في مساعيه.
بالطبع، نشعر بالقلق إزاء تأثير التطورات الأخيرة في البحر الأحمر على عملية السلام، وفي اتصالاتنا مع جميع الأطراف، ندفع نحو مبادرات يمكن أن تؤدي إلى وقف هذا التصعيد، ونخشى أن يتصاعد الوضع ويخرج عن نطاق السيطرة، وندرك أن من سيعاني في نهاية الأمر هم المدنيون في اليمن.
* حدثنا عن العلاقات الاقتصادية، خصوصاً في مجال الطاقة، ومبادرات التحول الأخضر في صناعة النفط والغاز، والتعاون في ملفات التغير المناخي؟
* باعتبارهما دولتين منتجتين للطاقة، ومصدرتين رئيستين على مستوى العالم، تتقاسم النرويج والمملكة الخبرات والتجارب في قطاع البترول، وفي مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وقد وضع كلا البلدين أهدافا طموحة لحياد الكربون، وكلاهما يستخدم الموار الهيدروكربونية الوفيرة لديه، لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
لقد قمنا بالترتيب لزيارة العديد من وفود الطاقة للمملكة على مر السنين الأخيرة، وكان آخرها في بداية فبراير، عندما عقدت 31 شركة نرويجية ورشة عمل مكثفة مع أرامكو السعودية، بمدينة الظهران، كما زارت العديد من الشركات والمسؤولين السعوديين النرويج، لتوسيع الشراكات وتطويرها في مجال الطاقة، ومن المتوقع أن يغادر وفد سعودي في شهر مارس.
وبالتالي، فإن المملكة والنرويج تشتركان في الطموح للتحول الأخضر، من خلال التقنيات المثبتة والناشئة، ولدى شركاتنا منافع متبادلة لتعزيز التعاون من أجل هذا الغرض.
* ما أبرز السلع التجارية التي تصدها بلادكم للمملكة، وفي المقابل، ماذا تستورد النرويج من المملكة؟
* تعد السفن والقوارب والسفن البحرية، من أهم صادرات النرويج إلى المملكة، وهذا يتماشى مع خبرة النرويج في الصناعة البحرية، علاوة على ذلك، تعد الأسماك الطازجة القادمة من النرويج، وخاصة سمك السلمون، منتجاً شائعاً في السوق السعوي، حيث إن تربية الأحياء المائية المستدامة في النرويج، تجعل المأكولات البحرية لدينا مختلفة ومرغوبة للغاية.
إلى ذلك، كانت أهم الواردات إلى النرويج من المملكة تتمثل في المواد الكيميائية العضوية (المواد الكيميائية والبلاستيك في أشكالها الأولية)، والآلات، وبعض أنواع الخضروات والفواكه.
* كانت النرويج وما زالت تؤمن بأهمية التشاور المستمر والحوار البناء، فيما يتعلق بالتطورات في الشرق الأوسط، وهي تتفق في ذلك مع المملكة، في أهمية تشجيع الحلول الدبلوماسية للأزمات، والتقيد بمبادئ القانون الدولي، وتحقيق السلم والأمن.
هل ذلك ممكن برأيك في معالجة الملف السوري والسوداني، ما طبيعة الدور الذي من الممكن أن تلعبه النرويج، إذا علمنا أنها عضو غير دائم في مجلس الأمن، وعضو فاعل في حلف شمال الأطلسي، وكذلك في الاتحاد الأوروبي؟
* نعم، نعتقد أنه من الممكن تحقيق تقدم من خلال الحوار الجاد، وبخصوص الملف السوري، فقد لا يكون الأمر سهلاً، لكن البديل أسوأ بلا شك.
إن الوضع السياسي في سورية، والسياق المحيط به، معقد للغاية، وهناك انعدام للثقة بين الأطراف المعنية، ومع ذلك، فإن العملية التي تيسرها الأمم المتحدة، توفر فرصة لبناء الحد الأدنى من الثقة، التي يمكن توسيعها، وتدعو النرويج جميع الأطراف المشاركة لحسن النية.
ودائماً نؤكد على هذه الرسالة في اجتماعاتنا مع السلطات، سواء في دمشق أو العواصم الإقليمية وأوروبا والولايات المتحدة، ومع الجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة، ونعتقد أنه ينبغي وضع كل الخلافات جانباً، والبدء بعقد الجنة الدستورية من جديد، كما أننا ندعم نهج المبعوث الخاص للأمم المتحدة خطوة بخطوة لتوليد الثقة، ولدول المنطقة على وجه الخصوص، وأبرزها المملكة العربية السعودية، دور إيجابي مهم يمكن أن تلعبه في هذا الصدد.
نحن في سورية، نجمع بين تهيئة الأجواء السياسية، والالتزام الإنساني تجاه الشعب السوري، وقد كانت النرويج من أكبر المانحين الإنسانيين لسنوات، ولسوء الحظ، فإن الاحتياجات تتزايد يوماً بعد يوم، ونأمل أن تتمكن جميع الدول القادرة على المساهمة في احتواء هذا التطورات المثيرة للقلق.
وكما تعلمون، فإننا لم نقطع علاقاتنا الدبلوماسية مع سورية، وحافظت بلادنا على وجود دبلوماسي منتظم في دمشق، طوال فترة الصراع وحتى اليوم، مع انقطاع بسيط في 2013 إلى 2014 لأسباب أمنية.
أما في السودان، فالتقدم نحو تسوية سياسية مستدامة هو أمر ممكن، إذا وقف المجتمع الدولي صفاً واحداً لخدمة هذه الغاية، لأنه من الضروري جداً أن تتوقف هذه الحرب بشكل عاجل.
وتعمل النرويج بشكل وثيق مع دول المنطقة والشركاء الدوليين، ولا سيما مع شركائنا في الترويكا، أميركا والمملكة المتحدة. وتقدر النرويج عالياً، الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لوقف إطلاق النار، واستضافة المفاوضات من خلال منبر جدة. ولسوء الحظ، فإن الطرفين لم يلتزما بالاتفاقيات التي وقعا عليها، وبدون وقف فعال وحقيقي لإطلاق النار، فسيكون من المستحيل إجراء مفاوضات سياسية شاملة وناجحة، كما يجب أن تؤدي أي المفاوضات إلى استعادة حكومة مدنية ديمقراطية، وهذا ما يريده الشعب السوداني.
تشعر النرويج بقلق عميق إزاء هذه الأزمة الإنسانية، التي أثرت سلباً على الملايين من السودانيين، الذين أصبحت أوضاعهم كارثية ومتدهورة.
* ما حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين المملكة والنرويج؟
* في عام 2022، بلغ إجمالي حجم التجارة بين البلدين 1،420 مليار ريال، بحسب الهيئة العامة للإحصاء، ويمثل هذا الرقم القيمة الاجمالية لكل من الصادرات والواردات، وفي العام الماضي أيضاً، صدرت النرويج ما يقرب من 270 مليون ريال سعودي من المأكولات البحرية فقط إلى المملكة، وهو ما يعكس العلاقة القوية بين البلدين في هذا المجال، ويبرز مكانة النرويج كمورد رئيس للمأكولات البحرية عالية الجودة للسوق السعودي.
* كانت النرويج منذ زمن طويل وما زالت مركزاً للإبداع الثقافي، كما أنها تمتلك مجموعة واسعة من التقاليد الشعبية والفنون الفريدة.
نثمن المساعي السعودية للتهدئة في اليمن والسودان
هل هناك خطة لتطوير التعاون في المجال الثقافي والفني بين البلدين؟ وهل هناك نية لإقامة فعاليات في المملكة؟
* في العام الماضي، زارنا مؤلف كبير مختص في أدب الطفل، وحضر معرض الرياض الدولي للكتاب، وكان لدينا مهرجان حضرة المنتج الموسيقي النرويجي الشهير( Soundstorm (Mdl Beast)، وكذلك العازف آلان ووكر، الذي قدم عرضاً فنياً في الرياض.
كما استضفنا أيضًا طاهياً نرويجياً مشهوراً، قدم نماذج من المطبخ النرويجي، وقام بإعداد المأكولات البحرية الفاخرة، علاوة على ذلك، كنا فخورين عندما أطلقت شركة الهندسة المعمارية النرويجية، خطتها مع شركائها السعوديين، لإنشاء دار الأوبرا الملكية الجديدة في الدرعية.
وفي السابق، استضفنا أيضاً فعاليات سينمائية في السفارة، وفي دور السينما في الرياض، ونأمل أن نبني على هذه التجارب الناجحة لمواصلة وتطوير تعاوننا الثقافي مع المملكة، وهناك أيضا خطط جارية لمشروع تبادل أوسع في هذا المجال.
* كم عدد الطلاب السعوديين الدارسين في النرويج؟ وما أغلب تخصصاتهم؟
* عدد قليل من السعوديين يدرسون في النرويج، وربما يعد حاجز اللغة أحد أسباب ذلك، لكن لدينا العديد من المؤسسات الأكاديمية عالية الجودة، وهناك فرص أيضا للطلاب فيما يتعلق بالدراسات التي تتم باللغة الإنجليزية بشكل أساسي، وهذا ما سوف تبحثه السفارة في الفترة المقبلة.
* كيف ينظر سعادة السفير إلى الحراك الثقافي والاجتماعي الحاصل في المملكة خلال السنوات الأخيرة، والمتزامن من رؤية 2030؟
هذا الوقت أعتبره "ملهم" بالنسبة لي، حيث تشهد المملكة كل هذه التغييرات المتسارعة في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وقد شدني كثيراً وبشكل خاص، الفرص الجديدة التي أتيحت للنساء والشباب، لأن تمكين المرأة هو الشيء الصحيح والضروري الذي ينبغي القيام به، في أي بلد، حتى تشارك المرأة في ازدهار الحياة العملية وبناء المجتمع مع الرجل، وتساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد، نحو تمهيد الطريق للتنمية المستدامة.
* هل من المتوقع أن تكون هناك زيارات رسمية قريبة بين الجانبين؟
* لم يتم تأكيد أي زيارات رسمية حتى الآن في عام 2024، ولكن هناك الكثير مما سيتم البناء عليه ومواصلته من عام 2023، بالإضافة إلى العديد من زيارات وفود الأعمال، ونتذكر عندما زار وزير خارجية النرويج السابق الرياض الصيف الماضي، في حين زار وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أوسلو مع مجموعة من وزراء الخارجية قبل نهاية العام، وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك زيارة مهمة لفيصل الإبراهيم، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، إلى النرويج في شهر سبتمبر.
* كيف يمكن أن تساهم مملكة النرويج في معالجة ظاهرة الخوف من الإسلام في أوروبا (الإسلاموفوبيا) والحد من مشاعر الكراهية ضد العرب والمسلمين؟
* في عام 2020، أطلقت الحكومة النرويجية خطة عمل، لمكافحة التمييز والكراهية تجاه المسلمين في النرويج، والهدف منها هو منع وردع العنصرية والتمييز ضد المسلمين، أو الأشخاص الذين يعتقد أنهم مسلمون، وتحتوي الخطة على أربعة مجالات ذات أولوية، أبرزها الحوار، والسلامة والأمن، والمعرفة والكفاءة تجاه المسلمين، وكذلك بذل الجهود لمكافحة التمييز خارج النرويج، وسيتم تقديم خطة جديدة في ذات الشأن في ربيع عام 2025
وبلا شك، فإنه تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية كبيرة في مكافحة التحيز والعنصرية، سواء في بلداننا أو خارجها، وهذا ينطبق أيضا على كل الدول، ولا يزال أمام الجميع الكثير من الجهود التي يجب بذلها، للحد من التمييز ضد الأقليات الدينية.
* كيف تقيمون جهود المملكة في استقرار أسعار الطاقة، واستمرار إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية؟
* تلعب المملكة دوراً رئيساً في سوق النفط العالمية، ويشترك بلدانا في الإيمان بالحاجة إلى أمن الطاقة العالمي، إن الجهود والتسويات والتفاهمات الدولية ضرورية لتحقيق الاستقرار، وتعد المملكة منتجاً رئيساً ومهماً في أوبك، وبالتالي فهي تلعب دوراً مؤثراً في استقرار الاقتصاد العالمي.
* ما حجم التعاون السياحي بين السعودية والنرويج؟
* للأسف، لم يتم تفعيل الكثير من الشراكات والتعاون في هذا المجال، خلال السنوات الماضية، رغم أن عدد الزوار في تزايد مستمر، ففي العام الماضي تم إصدار أكثر من 1100 تأشيرة للسعوديين المتوجهين إلى النرويج، بالإضافة إلى ذلك يأتي كل من يسافر بتأشيرات صادرة عن دول شنغن الأخرى، أما بالنسبة للمواطنين النرويجيين القادمين إلى المملكة، فقد بلغ العدد في العام الماضي 5144 ولا شك أن هناك إمكانية وضرورة لمزيد من النمو في المجال السياحي.
* حدثنا عن «لجنة الصداقة السعودية النرويجية» وكيف ستسهم فى دعم التعاون بين البلدين؟ خصوصاً في المجال البرلماني.
* خلال عامي الأول في المملكة، قمت بزيارة مجلس الشورى، حيث التقيت برئيس اللجنة الأستاذ هزاع بن بكر القحطاني، وخمسة أعضاء آخرين، وقد كان لي شرف مقابلة العديد من أعضاء اللجنة في مناسبات لاحقة، وكانت لدينا دائمًا قضايا مثيرة للاهتمام لمناقشتها.
وهذه الجنة تهدف إلى تنمية وتوثيق روابط الصداقة والتواصل بين الجانبين، بما يعزز علاقات الشعبين، ولتحقيق أكبر قدر من التواصل والتنسيق في مختلف الميادين.
* كم يبلغ عدد الشركات النرويجية العاملة في المملكة؟ وما أبرز المشروعات التي نفذتها؟
* هناك العديد من الشركات النرويجية العاملة في المملكة، والتي تساهم في تنفيذ رؤية 2030 الطموحة مع شركائها السعوديين، ولكن من الصعب تحديد عدد هذه الشركات، نظراً لأن الأرقام تعتمد على العقود الحالية، ولكن من أبرزها، الشركة الرائدة في مجال تصنيع الطلاء "جوتن".
كما أن مجموعة CNTXT أنشأت عدة شركات أخرى تابعة لها في الآونة الأخيرة، ودخلت في مشروع مشترك مع أرامكو السعودية، وشركة أكير كوجنايت، كما تشارك الشركات النرويجية في العديد من المشاريع الكبرى الجاري تنفيذها في، مثل مشروع "حوض بناء السفن" الضخم IMI في منطقة رأس الخير.
* كم عدد مواطني مملكة النرويج المقيمين في السعودية؟ وما أبرز الوظائف التي يعملون فيها؟
* النرويجيون الموجودون في المملكة حاليا هم حوالي (182 مسجلين) ويعمل أكثر من نصفهم في قطاع الطاقة، والقطاعات الأخرى المتعلقة بالأعمال والتجارة، وبعضهم أيضًا في الأوساط الأكاديمية، بالإضافة إلى وجود 22 نرويجيًا كطلاب، والعديد منهم من أبناء الجالية المسلمة في النرويج، وهم يأتون لدراسة الثقافة الإسلامية واللغة العربية، سواء في المدينة المنورة وأماكن أخرى، وأعتقد أن عدد النرويجيين في المملكة سوف ينمو في السنوات المقبلة.
* كيف تصف طبيعة العلاقة بين الشعب السعودي والنرويجي؟
* العلاقة بين شعبينا ودية، ولاحظت أن الشيء المشترك بيننا، هو حبنا للطبيعة والأنشطة والتنزه، فمثلما يسافر السعوديون بعيداً لزيارة قراهم أو التخييم في الصحراء، يقضي العديد من النرويجيين وقتاً في الجبال أو الغابات، أو في البحر خلال العطلات وعطلات نهاية الأسبوع.
وعندما يتعلق الأمر بالعلاقات التجارية، فإننا قريبون بشكل كبير من بعضنا البعض، كوننا جميعاً مهتمين بقطاع الطاقة، وقد أقام الكثير من السعوديين علاقات صداقة وثيقة مع النرويجيين وعلى مر السنين، كما يشعر النرويجيون العاملون في مجال الطاقة بالمنطقة الشرقية، أنهم في وطنهم وبين أهلهم.
* كلمة أخيرة تحب توجهها سعادة السفيرة من خلال "الرياض".
* أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي للحديث عن أهمية العلاقات السعودية - النرويجية، وسأبذل قصارى جهدي كسفير، لتعزيز هذه العلاقات وتنميتها خلال فترة وجودي في المملكة، وأنا أقدر وأثمن عالياً تعاون زملائي في وزارة الخارجية السعودية، والشركاء الآخرين في المملكة.
السفير النرويجي توماس ليد بول خلال حديثه للزميل عبدالعزيز الشهري - (عدسة/ بندر بخش)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.