أكد وزير خارجية النرويج يوهانس غار ستوره أن أمام المملكتين (السعودية والنرويج) تحدياً في البحث عن بدائل للمصادر الأحفورية الصديقة للبيئة من مصادر الطاقة المتجددة. مضيفاً في هذا الشأن إلى تطلع النرويج تحقيق مزيد من التواصل بين الباحثين والعلماء في البلدين في هذا المجال، مبدياً تطلعه لمعرفة المزيد عن مدينة الملك عبد الله للطاقة النووية والمتجددة والدور المحتمل لتلك المدينة فيما يتعلق بالتعاون المنشود في مجال الطاقة. وأشار الوزير ستوره إلى أن إعلان افتتاح سفارة للسعودية في أوسلو والذي أعلن خلال زيارة الأمير سلمان الأخيرة إلى النرويج من شأنه تحقيق المزيد من التواصل بين البلدين. مؤكداً بأن زيارة أمير الرياض كانت فرصة لمناقشة العديد من المواضيع أبرزها قضايا المناخ والطاقة والمسائل المتعلقة بحقوق الإنسان بالإضافة إلى المزيد من التعاون بين القطاعات الأكاديمية والبحثية والقطاع الخاص في المملكتين. وتطرق الوزير النرويجي إلى عملية السلام في الشرق الأوسط مؤكداً دعم بلاده للمفاوضات المباشرة ومبدياً أسفه من الانشقاق الفلسطيني. مشيراً إلى أن هذه المفاوضات ستكون محفوفة بالتحديات. ولفت الوزير الذي ترأس بلاده لجنة الاتصال الخاصة بتنسيق المساعدات المقدمة من الدول المانحة للفلسطينيين، إلى أن مسألة المساعدات وتعاون الدول المانحة له مغزى سياسي ويتوقف على المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وصولاً إلى اتفاق يفضي إلى تسوية النزاع بينهما حول الأراضي. فإلى نص الحوار: * اكتسبت العلاقات السعودية - النرويجية زخماً وشهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. ما هي الإستراتيجية التي تستند عليها العلاقات بين البلدين؟ - تثمِّن النرويج الحوار البناء الذي أجرته مع القيادة السعودية، ذلك أن اللقاء الذي يتم على المستوى السياسي؛ سواء تم في المملكة العربية السعودية أو في النرويج أو في أحد المحافل الدولية؛ إنما يعد أمراً لازماً وأساسياً لتحقيق الأهداف المشتركة للبلدين. فضلاً عمّا تقدم فإننا نسعى أيضاً للمزيد من التواصل والتعاون بين رجال الأعمال والمنظمات غير الحكومية والمنابر الأكاديمية ومراكز الأبحاث في البلدين. وفي هذا الصدد، فإنني لعلى يقين تام بأن افتتاح السفارة السعودية في أوسلو من شأنه التمكين من تحقيق المزيد من التواصل بين البلدين. * ما هي المجالات الرئيسية التي تسعى النرويج إلى تطويرها والتوسع فيها مع المملكة ؟ - بما أن الدولتين تعدان من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم فإن مملكتينا يجمع بينهما هدف مشترك يتمثل في ضمان تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة. هنالك أيضاً فرص كامنة للمزيد من التعاون بين رجال الأعمال في البلدين في مختلف القطاعات والمجالات الصناعية والتجارية. وآمل أن تفضي اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي (ومن ضمنها المملكة العربية السعودية) والرابطة الأوروبية للتجارة الحرة (ومن ضمنها النرويج) إلى ترسيخ العلاقات التجارية بين الجانبين. تقديم مساعدات الدول المانحة للفلسطينيين يتوقف على تقدم مفاوضات السلام * قبل عدة أشهر قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود بزيارة النرويج – إلى أي مدى أسهمت هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بين الدولتين وعبَّدت الطريق أمام المزيد من الروابط المتميزة؟ - خلال زيارته لأوسلو أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان عن افتتاح السفارة السعودية في أوسلو وكان ذلك بمثابة خبر سار لنا، وهو دليل أكيد على العلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين. لقد سنحت لي الفرصة للتباحث مع الأمير سلمان حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والتي تهم البلدين مثل عملية السلام في الشرق الأوسط والدعم المقدم من الدول المانحة للسلطة الفلسطينية والمناخ والطاقة والمسائل المتعلقة بحقوق الإنسان بالإضافة إلى المزيد من التعاون بين القطاعات الأكاديمية والبحثية والقطاع الخاص في البلدين. * ما هو الدور الذي يمكن أن يضطلع به البلدان (المملكة والنرويج) فيما يتعلق بالاحتباس الحراري والتغيرات المناخية لا سيما وأن النرويج هي إحدى الدول الرئيسية المنتجة للطاقة المتجددة؟ - تضطلع كلتا مملكتينا بمسؤولية مشتركة فيما يتعلق باستغلال إيراداتنا من النفط في تطوير منتجات صديقة للبيئة وتقليل معدلات الانبعاث الكربوني من إنتاج الطاقة من المصادر الأحفورية. وينبغي لنا أيضاً أن نعمل سوياً على تطوير مصادر الطاقة المتجددة. وتتمتع المملكة العربية السعودية بقدر كبير من مصادر الطاقة الشمسية بينما يوجد لدى النرويج العديد من الشركات العاملة في مجال تطوير الطاقة الشمسية وعليه فإنني آمل السعي لترسيخ المزيد من التعاون بين شركات الطاقة المتجددة في البلدين. * وكيف ترون خطوة المملكة بتأسيس مدينة الملك عبد الله للطاقة النووية والمتجددة؟ - أؤيد هذه الخطوة من المملكة في التركيز على المزيد من مصادر الطاقة المتجددة. ويلزمنا البحث عن بدائل للمصادر الأحفورية. وإن المملكة العربية السعودية والنرويج تواجهان تحديات مشتركة في هذا المجال. وعليه فإنني أقدِّر تحقيق المزيد من التواصل بين الباحثين والعلماء بالبلدين في هذا الخصوص؛ كما يهمّني كذلك معرفة المزيد عن مدينة الملك عبد الله للطاقة النووية والمتجددة وعن الدور المحتمل لتلك المدينة فيما يتعلق بالتعاون المنشود في هذا المجال. * فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط هل يبعث مستقبل المفاوضات المباشرة على التفاؤل في غياب حماس؟ - أنا أؤيد تماماً استئناف المفاوضات المباشرة والتي تكون فيها منظمة التحرير الفلسطينية هي الشريك الشرعي من قبل الجانب الفلسطيني. وفي حين أن من دواعي أسفي حدوث الانقسام الفلسطيني فإنني أعتقد أنه يلزمنا أن تكون علاقتنا مع قيادة الرئيس عباس. ستكون المفاوضات بطبيعة الحال محفوفة بالكثير من التحديات ولكنني أعتقد أن الطرفين أدركا على حد سواء أن عدم انخراطهما في الحوار والمفاوضات ليس بديلاً سليماً. وحريٌّ بالذكر في هذا السياق أن النرويج ترأس لجنة الاتصال المعنية بتنسيق المساعدات المقدمة من الدول المانحة للفلسطينيين وتنسيق الدعم المقدم من المجتمع الدولي لبناء المؤسسات الفلسطينية تمهيداً للحل القائم على أساس الدولتين. ووفقاً لخطة الحكومة الفلسطينية التي تغطي مدة سنتين فإن من المقرر أن تكتمل هذه الجهود في موعد غايته خريف عام 2011م. إن تعاون الدول المانحة ذو مغزى سياسي وهو يتوقف على المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين وصولاً إلى اتفاق يفضي إلى تسوية النزاع بينهما حول الأراضي. وسوف ينعقد الاجتماع القادم للجنة تنسيق المساعدات المقدمة من مجموعة الدول المانحة في نيويورك في اليوم الحادي والعشرين من شهر سبتمبر. وكرئيس للجنة التنسيق الخاصة بمجموعة الدول المانحة سوف أبذل قصارى جهدي لدعم هذه العملية.