نبارك للحكومة القطرية وجماهيرهم الرياضية ولاعبيهم الأبطال حصولهم على البطولة الآسيوية المستحقة بجدارة واقتدار، وما تحقق لهم ما هو إلا تتويج لجهودهم المتميزة والمتواصلة في الاستضافات التي نالت استحسان الجميع، وكذلك منتخبهم الذي أُعد إعدادا رائعا من الأشبال حتى أصبحوا لاعبين أفذاذ. الحصان الأسود للبطولة الآسيوية المنتخب الأردني الذي لم يخسر البطولة حقاً؛ فقد كسب احترام الجميع، وخرجوا مرفوعي الرأس بروح لاعبيهم المتوقدة، ومنافستهم أقوى المنتخبات المرشحة بلعب رجولي خالص. نهائي عربي مثير أبهجنا جميعاً واتضح ذلك في المدرجات وانعكس هذا الشيء في الملعب، مما أضفى على المشاهدين شيئاً من المتعة والإثارة والتشويق. المنتخب القطري يكسب البطولة الآسيوية للمرة الثانية على التوالي، وماذا يعني هذا الأمر؟ أي يعني أنه اكتسب الخبرة والثقة في هذه البطولة، وشاهدنا الهدوء والخبرة مع التركيز العالي الذي ظهر على لاعبي المنتخب القطري، في النهائي الآسيوي الذي تغلب على الحماس الزائد مع التركيز المنخفض للاعبي المنتخب الأردني. وهذا مما رجح كفة العنابي على النشامى وهو عامل الخبرة لديهم وبلا شك هذا هو الفارق بينهما. جيل تاريخي لقطر في البطولة الأولى الآسيوية التي أقيمت بالإمارات بقيادة سعد الشيب، وعبدالكريم حسن، وحسن الهيدوس، والمعز علي، الذين كانوا الأبرز في ذلك الإنجاز الذي لا يستطيع الجمهور القطري نسيانه. وجيل هذه البطولة الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب بقيادة النجم القطري الأسطوري أكرم عفيف الذي توج بلقبي الهداف وأفضل لاعبي البطولة، وكذلك الحارس العملاق مشعل برشم المتوج بالقفاز الذهبي للبطولة، وهما يستحقان ما حققا من أفضلية نظير تميزهما وتأثيرهما في هذا الإنجاز الكبير. مثلما يحصل لأغلبية المنتخبات التي أنجزت وحققت، يأتي بعدهم جيل يسير على نفس دربهم وخطاهم وثقتهم لمواصلة الانتصارات والإنجازات والبطولات، حصل مع منتخب قطر مع جيلي الهيدوس وعفيف، وفي النهاية الفرحة واحدة لعشاق العنابي. أكاديمية أسباير هي البذرة التي زرعها القطريون، وجنت جيلين كسبا بطولتين آسيويتين في ظرف أربع سنوات، ويجب أن نتعلم الصبر من خلال هذه الأكاديميات، ولا نستعجل نتائجها لنجني ثمارها مع مرور السنوات. حسين البراهيم - الدمام