قد يحفظ الناس الكثير من الأرقام الرسمية كرقم 911 أو 937 أو 940 أو حتى 1919، لكن 930 بالتحديد أو الرقم الخاص مركز الاتصال السياحي قد لا يعرفه البعض أو يخطر ببالهم الاتصال به، وأجد أنه من المهم أن يكون هناك وعي من الناس حول دورهم المحوري في نجاح المشروع الوطني الضخم والمعني بتنشيط السياحة وبناء قاعدة معرفية وممارسات مهنية وإنسانية تخدم كافة الأطراف، وقد يغيب عن البعض أن وزارة السياحة قد تأسست بالفعل منذ عام 2000 وهي الوزارة المعنية بتحقيق تنمية مستدامة في القطاع السياحي، من خلال تنظيمها لمختلف البرامج والأنشطة والمبادرات ودعمها للشراكات الفاعلة، وتنميتها للقدرات البشرية الوطنية وسعيها لإيجاد فرص عمل جديدة للمواطن السعودي بما يتوافق مع مكانة المملكة ورؤيتها. ولأننا مجتمع خير فإن الإفراط ببعض الممارسات "الطيبة" والشهامة والمبالغة بالكرم قد تؤدي لنتائج عكسية إن استمرت، ونشاهد بين الفينة والأخرى مشاهد تثلج الصدر لكرم وجمال مجتمعنا، لكن يقابلها إساءة تفسير وتصعيد من أصحاب الثقافات المغايرة والمفرطة بالتوجس والقلق. "نحن نغير قواعد اللعبة" من القيم المعلنة للوزارة أنهم مهتمون بالفعل بتغيير قواعد اللعبة سواء عبر الإبداع أو الابتكار والانفتاح والمرونة، وأجد أن هذه القيمة على وجه التحديد جديرة بالمشاركة والتشرب الجماهيري، وقد شاهدنا بالفعل على سبيل المثال لا الحصر كيف تفوقت مناطق عديدة مثل عالم البوليفارد الذي أجد أنه لم يأخذ حقه من الإشادة سواء بالتنوع الثقافي أو الحضور العالمي أو حتى احتضان الرياض لمئات الآلف من الزوار، نعم المملكة اليوم بفضل الله، ثم جهود وسواعد قيادات القطاعات السياحية والترفيهية تتفوق بسرعة هائلة وباهرة، وأصبحت بالفعل وجهة سياحية فاخرة وآمنة وذات طابع أخاذ. في 2020 تأسست الهيئة السعودية للسياحة كذراع داعم للعديد من برامج ومبادرات الوزارة الأم، والتي بثت "روح السعودية" و"تنفس" وفي يوم أمس 13 فبراير 2024 رفع معالي وزير السياحة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - بمناسبة اعتماد مجلس الوزراء لتنظيم الهيئة السعودية للسياحة، وهو ما يؤكد الدعم المستمر من قبل القيادة الرشيدة لمنظومة السياحة السعودية، من أجل تحقيق مستهدفات القطاع المتوافقة مع رؤية المملكة 2030؛ وجاء ذلك ضمن اجتماع مجلس الوزراء الذي انعقد أمس، وتم خلاله اعتماد التنظيم الخاص بالهيئة السعودية للسياحة. ويأتي هذا الاعتماد لتأكيد ان المملكة عازمة على تمهين وتمكين هذا القطاع الحيوي، بل أكد معالي الوزير الخطيب مفهوم "الترويج للمملكة كونها وجهة سياحية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي، كل هذه التحركات تعطي دافع ومحفز للمهتمين بالقطاع للاندماج به، بل توجد أيضا مبادرة "خبير السعودية" والتي يمكن التعرف على مزاياها أكثر من خلال موقع الهيئة. أخيرا، فإن كل مدينة وحي في مملكتنا له بصمته وأهله وناسه الذين يؤنسون قاطنيه والزوار وتفاعل الناس مؤشر عالمي، وقد شاهدنا كيف انهارت اقتصادات دول سياحية بسبب سلوكيات مجتمعاتهم سواء بالابتزاز أو الاستفزاز أو العنصرية والسرقة، بلا شك أننا بعيدون تماما عن هذا، لكن لا يمنع أن تكون هناك جولات ميدانية للأماكن السياحية للتعزيز السلوكيات الإيجابية ورصد ما دونها.. دمتم بخير.
