المقارنة ظالمة كما يقول المثل، ولكن توقيتها يكون في وقت الغضب؛ وجميعنا في أوقات الغضب يغيب عنا الوعي ونقول كلاماً نحن لا ندركه، ويجب أن نعلم أن ما بين إنسان وإنسان ونجم وآخر فروقات ومميزات وسمات مختلفة فريدة. لا نلوم جماهير نادي الاتحاد إذا انفعلت وغضبت على لاعبيها نتيجة الكوارث التي يعيشها فريقهم بالمجمل، والأمر هنا لا يقتصر على كريم بنزيما لوحده، لو نرى من بداية الموسم أن جماهير الاتحاد وجهت سهام نقدها على أكثر من لاعب غير اللاعب الفرنسي المذكور. وصل حد الغضب أنهم يقارنون كريم بكريستيانو رونالدو وبما يقدمه مع فريقه النصر من تسجيل أهداف وصناعة فارق وتأثير واضح داخل الملعب، ولا يعلمون أن رونالدو حالة خاصة وفريدة في عالم كرة القدم! أتذكر بداية كريستيانو مع ريال مدريد حينها كان في بداية نضوج نجوميته، سجل هدفاً في مرماه، ومع ذلك جمهور الريال لم يشن عليه الهجوم، لأن فريقه كان في وضعية جيدة، عكس كريم الذي أضاع ركلتي جزاء في بطولتين مختلفتين مع هجمات أنا أرى أنه من الطبيعي أن تحدث للاعب كرة قدم، ولكن وضع فريقه السيىء تسبب في احتقان جماهيري عليه وصل لحد المطالبة بإبعاده عن تشكيلة الفريق وسحب منه شارة القيادة. حقيقةً ثمة فروقات بين الاثنين قد لا تقارن بين النجم البرتغالي التاريخي والنجم الفرنسي الذي نجح فقط لفترة محدودة وهو كبير في السن، نتذكر عمر رونالدو وهو بعمر 17 عاماً والكل تنبأ بنجوميته القادمة، والآن وصل لمقاربة 39 سنة، وهو لا زال بنفس العطاء والشغف والحب للنجاح. عكس تماماً كريم بنزيما الذي لم ينجح ولم يتفرد بنجوميته إلا بعدما تخطى وتجاوز الثلاثين من عمره، وهذا دليل على عدم ترجيح كفة المقارنة بينهما. حتى في الشخصية هناك اختلاف شاسع، كريستيانو رونالدو يصنف أنه من أقوى اللاعبين في العالم الذي يملك شخصية فولاذية وروحاً حماسية وثابة تنعكس على اللاعبين الذين يلعبون معه في الملعب، والمعروف عن كريم بنزيما الهدوء في الطباع والتفاعل على حسب نوعية اللاعبين الذي يتناغمون مع نمط لعبه وفي الحماس أقل مما هو متوقع. لو نقوم بإحصاء الأمور والصفات والتواريخ المشهودة والأرقام المسجلة التي يتفوق فيها رونالدو على بنزيما ستطول أسطر المقال وستصل إلى الملل الذي سيصيب القارىء العزيز. ويكفي إنجازات الدون الفردية التي لم تتوقف عند حد معين وهو بهذا السن المتقدم، ولعل آخرها عندما حقق إنجاز هداف العالم متفوقاً على النجم الفرنسي كليان مبامي، وعلى النجم النرويجي الهداف إرلينج هالاند برصيد 54 هدفاً، وكمان يقول في تصريحه الأخير إنه ما زال يأمل ويطمح لتحقيق المزيد والمزيد. في العادة اللاعب عندما يتخطى سن الثلاثين نترقب نهاية مسيرته في أقرب وقت ولكن رونالدو غيّر المعادلة تماماً. حسين البراهيم