حمود الذي يلقبونه بالمنتفخ ظن نفسه أنه ممثل وبالصدفة وجد باب التمثيل مشرعاً لحاجة الدراما التلفزيونية للكومبارس، تدرج في التمثيل دون أي أسس علمية وخطوات فنية مدروسة، مع التجارب اكتسب خبرات فظن نفسه أيضاً قد أصبح نجماً لامعاً، استهوته فكرة التأليف فكتب للمسرح والتلفزيون مستعيناً بأحد الكتاب من غير جنسيته، وبعد دورة قصيرة في الإخراج صار مخرجاً، توفي والده فورث بضعة ملايين فتح بها مؤسسة إنتاج ليكون منتجاً مع التأليف والإخراج والتمثيل، خطرت في باله تأليف مسلسل مستمد من قصة حياته، قام هو بدور البطولة والإخراج فضلاً عن ذلك الإنتاج، بعد المسلسل أراد أن يضيف لنفسه نجومية أخرى كمقدم برامج حوارية تلفزيونية، فقدم فكرة إنتاج برنامج "أنت ضدي" لقناته الخاصة "حمود نت" استضاف في أولى الحلقات ضيفين أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله تتوسطهم طاولة، بدأ متحدثاً وعيناه للكاميرا قائلاً: أعزائي المشاهدين أنا حمود أحييكم في أولى حلقات برنامجكم الجديد أنت ضدي، في ظل تعدد القنوات وتزاحمها بالفضاء، وفي ظل فقدان الجو للإشارات الضوئية، الأمر الذي أدى إلى الفوضى الفضائية والتصادم الجوي، السؤال من المتضرر ومن المستفيد؟ لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ أسئلة عديدة نطرحها على ضيفينا بالإستديو، الأول الأستاذ "جاري البعيد" مؤلف رواية سور الطين العظيم، وضيفنا الثاني الإعلامي الأستاذ "عمود كردان" رئيس تحرير جريدة بلنتي الإلكترونية المختصة في الشؤون الرياضية، أطرح السؤال أولاً على الأستاذ جاري، ماذا تقول في موضوع هذه القنوات وتزاحمها في الفضاء؟ أجاب جاري: أنا في تصوري أن مسألة القنوات الفضائية أمر واقع لابد منه، شئنا أم أبينا، ولابد لنا أن نعرف أن الفضاء يتسع لملايين القنوات، وأعتقد أن ما نشاهده الآن من قنوات فضائية لا يفي بالغرض ولا يشبع حاجات المشاهد، فمازلنا بحاجة إلى المزيد من القنوات جواً وبحراً وأرضاً، المذيع حمود: أستاذ عمود كيف ترد على كلام الأستاذ جاري الذي يقول إننا بحاجة لمزيد من القنوات؟ يجيب عمود قائلاً: الحقيقة أنا لا أتفق مع هذا الرأي، وأقول مع الأسف الشديد إن الإنسان دائماً يشيل حتفه على كتفه، وينطبق علينا المثل القائل، "يا من شرى من حلاله عله"، وأرى أن هذه القنوات ما هي إلا قرصنة فضائية ومؤامرة كونية، تتولاها وتشرف عليها منظمات هدامة، الهدف منها القضاء على أجيال الأرض، لم يجد مقدم البرنامج حمود المنتفخ والذي بدأ ممثل كومبارس إلا أن يشعل الفتيل بين ضيفيه ليتحول الاختلاف بينهما في الرأي إلى خلاف حاد، مما جعل عمود يقول لجاري: خسئت أنت أكذب الناس كلهم # بطنك كرش بين رجليك يسحب، فيرد جاري عليه: خسئت أنت الطبل يذهب جوفه # وباطنه خلو من الخير أخرب، حدثت بينهما مشادة بالأيدي وحاول حمود المنتفخ أن يفك التشابك، لكن الاتصال من مسؤول كبير خارج القناة وعلى الهواء مباشرة، قال لهم: أوقفوا هذا البرنامج حالاً وكل واحد يصلح سيارته، فتحولت القناة وبرنامجها وأحداثها وشخوصها إلى مسرحية عنوانها جاري وكردان.
