يواصل الشريك الأدبي "مقهى سرمدي" في مدينة جازان، أحد الشركاء المعتمدين من هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلسلة فعالياته الثقافية والأدبية المتنوعة وضمن فعالياته، حيث نظم المقهى لقاءً بعنوان "المسرح.. صناعته وتأثيره الوطني"، استضاف من خلاله الفنان والكاتب المسرحي عبدالله عقيل، والذي أخرج العديد الأعمال المسرحية والاستعراضات واللوحات، إلى جانب مشاركته كممثل كان آخرها مشاركته في العرض المسرحي (هملت) ضمن الورش التدريبية لهيئة المسرح والفنون الأدائية. في البدء، أشاد عقيل بما تقدمه هيئة المسرح من جهود وعمل متواصل ودعم كبير للمسرح بكل أدواته، من تشجيع واكتشاف المواهب وتقديم كافة الإمكانات للشباب والشابات من هواة المسرح، وكذلك جهود الهيئة العامة للترفيه، وما تسعى إليه من خلال الاهتمام بكافة الفنون ومنها المسرح والتناغم الكبير بين الهيئات سواء الموسيقى أو المسرح والفنون الأدائية التي تحظى بدعم واهتمام وزارة الثقافة، انطلاقاً من توجيهات سمو الوزير الأمير بدر بن فرحان، وتناغمها مع عمل الهيئة العامة للترفيه، ودور معالي المستشار تركي آل الشيخ. ثم تطرق عقيل في حديثه إلى التعريف بمرتكزات صناعة العرض المسرحي، واصفاً إياه بأنه عمل جماعي يشمل ظواهر ثقافية وتقنية واقتصادية. وبين أن أي عمل مسرحي يستند إلى أركان أساسية بدءًا من المنتج سواء كان شخصاً أو مؤسسة ربحية أو غير ربحية، لتأتي بعدها حكاية صناعة العرض المسرحي إذ يختار المنتج النص وتسليمه للمخرج لتنفيذه، وهناك أكثر من طريقة وأسلوب في التعاملات بين المنتج والمخرج بعد أن يقوم المخرج بقراءة النص ويضع رؤيته الإخراجية واختيار مكان العرض وفق أدواته وخبرته وثقافته والمقومات التي يمتلكها في صناعة مشاهد مسرحية بصورة إبداعية، ثم يتم اختيار الفريق الفني وتوزيع مهامه من مصمم، مهندس، منفذ، إضاءة وديكور وأزياء واكسسوارات وغيرها من مكملات العرض المسرحي، ليأتي الدور المهم وهو الأساس لإنجاح العمل المسرحي وهم فريق التمثيل والرقص أو الاستعراضات والكروغرافيا. ثم تحدث الفنان المسرحي عبدالله عقيل، عن حالة الزهو التي نعيشها نحن السعودين واصفاً أنها حالة من الفخر والاعتزاز، حين ترى الأحلام وهي تتحقق تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد -حفظهما الله-. وأوضح عقيل أن المسرح مدرسة للأخلاق وبالمسرح يبنى الإنسان وبالمسرح يتعزز السلوك الإيجابي. مؤكداً أن على أهمية المسرح في المملكة. ويرى عقيل أن صناعتنا للاحتفالات والمناسبات الوطنية التي تقام في ربوع الوطن، تعزز النهضة الفنية، وتعد رافداً للمسرح وتبنى عليها أحداثاً تاريخية واجتماعية، ولوحات فنية وأدائية. وختم الفنان والمخرج المسرحي حديثه حول المسرح بالقول: إن المسرح مكسب كبير في ميدان الفكر والذوق، مما يجعل الحقيقة تعبّر عن نفسها وتلك الحقيقة هي الفنان الممارس لهذا الفن الحيّ.