كانت أزمة الصواريخ الكوبية هي الأزمة المركزية في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي، ومثلت تلك الأزمة أقرب ما وصل إليه العالم من استخدام الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة. بدأت الأزمة في بداية شهر أكتوبر 1962م، عندما قرر زعيم الاتحاد السوفياتي السابق نيكيتا خروتشوف وضع صواريخ نووية في كوبا على بعد 90 ميلاً من سواحل فلوريدا. كانت تلك الخطوة بالغة الخطورة وانتهاك صريح لمبدأ مونرو البالغ من العمر 138 عامًا، كانت خطوة يمكن أن تخرج عن السيطرة بشكل كارثي. تلك الصواريخ كانت تهديد كبير لاستقرار الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي لأنها أعطت السوفييت القدرة على الضربة الأولى، مما يعني أنه يمكنهم ضرب الولاياتالمتحدة قبل أن تتمكن من الرد. برر المكتب السياسي السوفيتي في ذلك الحين قراره بالقول إن الصواريخ النووية الأمريكية في دولة تركيا، التي تحد الاتحاد السوفيتي، لا تختلف عن الصواريخ السوفيتية القريبة جدًا من الولاياتالمتحدة في كوبا. وضمن مفهوم المعاملة بالمثل انطلقت التحركات الدبلوماسية لتحقيق الغرض الذي كان خلف وضع تلك الصواريخ في ذلك المكان وذلك التوقيت. في 26 أكتوبر 1962م ، تلقى الرئيس الأمريكي كينيدي رسالة من خروتشوف بدا أنها تعطي مؤشرات حول التوفيق والتسوية. علم كينيدي أن السوفييت كانوا على استعداد لإزالة الصواريخ مقابل اعتراف أمريكي رسمي بحكومة فيدل كاسترو في كوبا وأن تتعهد بعدم غزو كوبا وإسقاط كاسترو والثاني إزالة صواريخ الولاياتالمتحدة في تركيا، وهذا ما حدث بالفعل. اليوم يعيد التاريخ نفسه، حيث أقدمت القيادة الروسية في موسكو بالتوافق مع زعيم نيكاراغوا على خطوة مشابهة تماماً لما حدث في عهد الزعيم السوفييتي السابق نيكيتا خروتشوف، حيث أعلن زعيم نيكاراغوا دانييل أورتيغا الأسبوع الماضي توقيع مرسومًا يسمح للقوات والطائرات والسفن الروسية بالانتشار في نيكاراغوا لأغراض التدريب أو إنفاذ القانون أو الاستجابة للطوارئ! هذه الخطوة من قبل القيادة الروسية تأتي في مرحلة تصعيد في غاية الخطورة، حيث أعلنت هولندا والدنمارك عزمهما تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز F-16، وكذلك أعلنت السلطات البولندية عن عزمها إرسال جنود إلى أوكرانيا للقتال ضد روسيا. فهل نحن أمام حرب نووية وشيكة أم انفراج دبلوماسي في الأزمة الأوكرانية كما حدث في عام 1962م؟