مع تحول التراث القديم لتربية الإبل إلى صناعة كاملة، تبرز المملكة العربية السعودية كمركز عالمي يقود هذه الثروة الحيوانية الحيوية في رحلتها من كونها رمزًا ثقافيًا إلى أن تصبح مركزًا ل»اقتصاديات الإبل العالمية». نجحت المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية وبدعم كبير من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إعادة تشكيل الحركة العالمية في قطاع الإبل بشكل لم يسبق له مثيل من خلال حشد الجهود العالمية وتأسيس المنظمة الدولية للإبل (ICO)، وهي منظمة غير ربحية تضم في عضويتها أكثر من 100 دولة، بهدف تنظيم وتعزيز تراث الإبل في جميع أنحاء العالم. تقوم المنظمة غير الربحية التي تتخذ من الرياض مقراً لها، بمعالجة جميع القضايا المتعلقة بالإبل كتراث من أجل تعزيز صناعة الإبل في جميع أنحاء العالم، واستطاعت وبنجاح كبير، تنظيم العديد من الفعاليات والمبادرات لإعادة هيكلة الصناعة على نطاق واسع ونشر الوعي بتراث الإبل في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك عقد أول مؤتمر لأصحاب الإبل في أوروبا وإنشاء الجمعية الأوروبية لمالكي الإبل في سويسرا. وفي الآونة الأخيرة، عقدت المنظمة مؤتمرًا مخصصًا لتعزيز تربية الإبل عبر اقتصادات آسيا الوسطى كوسيلة لتحقيق أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة في تلك البلدان. تحت قيادة رئيس مجلس إدارتها الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين، قادت المنظمة الدولية للإبل، الجهود الدولية لنشر الثقافة الكامنة وراء صناعة الإبل. كما تركزت جهودها على زيادة الدراسات الميدانية المتعلقة برعاية الإبل وإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجه أصحاب المزارع، مع تشجيع إنشاء مزارع جديدة، وكذلك بناء قاعدة بيانات دولية حول رعاية الإبل. في حين أن تربية الإبل كانت دائمًا تقليدًا راسخًا في المملكة العربية السعودية، إلا أن جهود المملكة لإضفاء الطابع المؤسسي على الصناعة قد بدأت بعد ظهورها لأول مرة في عام 2017 مع إنشاء أول نادٍ متخصص، نادي الإبل السعودي. في وقت سابق، في عام 2015 أطلقت المملكة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وهو حدث سنوي للاحتفال بتراث الإبل، ويجمع عشاق الإبل من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى فعالياته التي تشمل السباق، وجوائز مزاين الإبل، والمزادات، وتدريب الإبل. جعلت المنظمة الدولية للإبل المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا لقطاع الإبل، مما يمهد الطريق لدور أكبر للمملكة في تطوير هذا القطاع، لتذهب إلى أبعد من الحفاظ على التراث، بل ولاحتضان القطاع على مستوى العالم. بدأ الاقتصاد العالمي والاستثماري في قطاع الإبل يرى النور بعد إطلاقه في عام 2017، واليوم، ونتيجة للجهود المبذولة لتطوير القطاع، أسس صندوق الاستثمارات العامة في المملكة شركة جديدة (سواني) بهدف دعم نمو صناعة منتجات الإبل، كجزء من استراتيجية صندوق الثروة السيادي لتعزيز التنويع الاقتصادي في المملكة في قطاع الغذاء والزراعة. وسيعمل الصندوق بالشراكة مع القطاع الخاص في تعزيز القدرة الإنتاجية للصناعة ودعم النظام البيئي المحلي من خلال تحديث العمليات وتحسين توطين المعرفة والاستثمار في أحدث تقنيات القطاع. وأخيراً، تتمتع المملكة العربية السعودية بخبرة ومعرفة واسعة بصناعة ألبان الإبل وإمكانات هائلة لتوسيع قدراتها التشغيلية ونظامها البيئي الأوسع، وتمثل هذه العوامل ميزة تنافسية عبر سلسلة التوريد بأكملها، والتي، جنبًا إلى جنب مع الاستثمار، ستمكّن من تحقيق نمو كبير في الصناعة، وتؤدي في النهاية إلى تصدير منتجات ألبان الإبل إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.