يؤثر دعم الأسرة وموقف الحب والرفاهية على نفسية وسلوكيات الأفراد وإنجازاتهم في الحياة. إن الحصول على مكانة في نطاق مجموعة الأقران، وتعلم عملية التنشئة الاجتماعية، والتأثير الذاتي، واختيار الزوج، والمساعدة في التكيُّف مع الحياة الزوجية، وما إلى ذلك من حاجات يمثل قيماً مهمّة جداً في تقييم الرفاهية بشكل أساسي وفقًا للمعايير الفردية والرضا عن الحياة بالكامل، فكلما ارتفع مؤشر الرفاهية النفسيّة، تتحسن الحالة الصحية، ويمتلك العقل قدرات أعلى على التركيز والإنتاج، وتصبح قدرة التكيُّف البيئي أفضل، وتقل السلوكيات السلبية. وتؤدي المواقف الاجتماعية والاقتصادية المختلفة إلى رفاهية مختلفة قد تكون إيجابية أو سلبية، حيث يؤثر دعم الأسرة على الرفاهية. تحتل الأسرة مكانة مهمة في النمو الفسيولوجي والنمو النفسي، فالأسرة سيظل لها تأثير كبير جداً على الحالة النفسية للكبار حتى وإن كانوا من كبار المديرين أو من كبار رجال الأعمال، أو من كبار الخبراء. التواصل الإيجابي بين أفراد الأسرة يمكن أن يقلل من مشكلات السلوك الداخلية والخارجية على الصعيد النفسي. ومن المعروف علمياً أن دعم الأسرة له تأثير مهم ومركزي وحيوي جداً في الحد من التوتر، ويمكن أن يجعل الناس يواجهون تحديات كبيرة في الحياة مثل مواجهة تحديات المعيشة. وكما هو معلوم فقيم مثل الامتلاك والمحبة والوجود تعتبر هي احتياجاتنا الأساسية الثلاثة المهمة في حياتنا، والموقف من الحب إنسانياً كما بين الأصدقاء أو أسرياً كما هو في العائلة يمكن أن يتنبأ لنا بشكل فعّال حول أسباب وجود أو غياب الرفاهية النفسية بالغة الأهمية في حياتنا. واعتماداً على كل هذه المعايير المهمة والتي تشكل نمط سير حياتنا الشخصية كأفراد، فإن الدعوات الدائمة وغير المنقطعة لإيلاء أهمية متوازنة للحياة الاجتماعية أسرياً وعلى نطاق الزمالة ليست دعوات تساق من قبيل الترف الفكري، ولكنها دعوات تمثل نداءً ملحاً على المستوى الفكري لبني الإنسان في زمن طغيان الحياة المادية، لإنقاذ الحالة النفسية المتردية لدى عدد ليس بالقليل من الناس في عالم اليوم. التركيز على السلامة النفسية، وعلى الحصول على القدر الكافي من الحب ومن المشاعر التي تمدنا بالاتزان النفسي هو تركيز ملح في نطاق التدريب الموجه للأفراد في كل القطاعات، لأن هذا النوع من التدريب هو حاجة حقيقية اليوم لتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة حول الحياة، ولتعزيز قدرة المفاهيم الصحيحة على تحقيق المستهدفات النفسية والاجتماعية الضرورية لاستمرار حصول الأفراد على الاتزان النفسي والعاطفي الذي لا غنى عنه، والذي لا يمكن النظر إليه على أنه ترف أو تصنيفه على أنه ثانوي في حياتنا. * دكتوراه علم نفس إداري