يحتفل العالم كل عام بيوم المرأة العالمي، تأكيداً على دورها في تحقيق التنمية وصناعة الحضارة البشرية وتذكيراً بإنجازاتها وحضورها في الأحداث في شتى المجالات. وبلادنا الحبيبة الغالية والعالية - بإذن الله تعالى - المملكة العربية السعودية، بلاد الحرمين الشريفين، تشارك العالم هذه المناسبة، وهي كلها فخر واعتزاز بما حققته المرأة السعودية من إنجازات في كافة المجالات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، حيث حظيت في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - بتمكينها من العمل والمشاركة الفاعلة في بناء هذا الوطن المعطاء وتحقيق أهداف وتطلعات رؤية سيدي ولي العهد 2030، واستحداث الأنظمة التي كفلت حصولها على كافة حقوقها، وإجراء تعديلات واسعة على عدد من الأنظمة واللوائح، بما يحمي حقوقها ويعزز حضورها في المجتمع، مستمدة ذلك من الحقوق التي كفلتها لها الشريعة الإسلامية السمحة التي تضمن لها حياة كريمة وفرصاً جيدة. وبدون شك المرأة كانت حاضرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين إذ كانت صاحبة رأي وإدراك يؤهلانها أن تستشار وخاصة في الأمور التي تخص النساء، وقد شاور الرسول صلى الله عليه وسلم أم سلمة، حين طلب من الصحابة قبل عودتهم إلى المدينة أن يحلقوا رؤوسهم ويذبحوا الهدي تحللاً من الإحرام فلم يفعلوا فكررها ثلاث مرات فلم يقم أحد منهم فدخل على ‹›أم سلمة›› رضي الله عنها غاضباً قائلاً: (هلك المسلمون وأخبرها بما حدث)، وكأن الله تعالى أنطق الحل لهذه الغمة على لسان حواء الذكية الحكيمة حيث ردت قائلة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك نحر بيده، ودعا حالقه فحلقه.. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق لبعض حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً. وهذا يدحض من يدعي عدم مشاورة المرأة ومشاركتها المجتمع المسلم؛ فهي نصف المجتمع أي مجتمع، والحقيقة أنه لا يمكن لمجتمع أن ينهض ونصفه معطل، فهي بمثابة اليد الثانية، وقديماً قيل: «اليد الواحدة ما تصفق»، ولقد كثر الحديث أخيراً في وسائل الإعلام المحلية والعالمية عنها؛ لأنها هي محور الحياة الأسرية وهي الجوهرة الثمينة التي يجب علينا المحافظة عليها، وعندما نتكلم عن المرأة لدينا فهي معززة ومكرمة بفضل هذه العقيدة الإسلامية ثم بهذه القيادة الحكيمة.