رفع أصحاب المعالي الوزراء والمفتون والعلماء والقيادات الدينية المشاركون بمؤتمر دول آسيان الثاني "خير أمة" أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهم الله-، على الخدمات الجليلة التي يقدمانها في خدمة الإسلام والمسلمين، منوهين بالجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية، لتصحيح النظرة المشوهة تجاه الدين الإسلامي، ونشر الوسطية والاعتدال التي تقوم عليهما الدعوة، كأساس للتعاطي مع بقية الشعوب وأتباع الديانات الأخرى. الدين السمح وشدد المشاركون في المؤتمر على أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة، خاصة بقيادتها الحالية، في نشر مبادئ الدين السمح من رحمة ومودة وعدل بين الناس، مؤكدين على أن المملكة باتت تشكل نموذجا ل "خير أمة" في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله-، آملين أن يعمم هذا النموذج على الأمة الإسلامية كلها، من خلال مواصلة العمل معها لتحقيق الغايات النبيلة التي ستعود بالخير على المسلمين والبشرية جمعاء، من استقرار وسلام وائتلاف ومحبة. تصحيح الخطاب وأكد أصحاب المعالي والفضيلة أن الطريق إلى "خير أمة"، يمر عبر تصحيح فهم الخطاب الديني وإعادة النظر في فهم القرآن والسنة، بالاسترشاد بفهم الصحابة -رضوان الله عليهم- وخاصة الخلفاء الراشدين، لتستعيد أمة الإسلام ألقها وزهوتها التي كانت عليها في ذلك الزمان، محذرين من أن معركة التصدي للانتهازيين ممن اتخذوا الدين مطية لتحقيق أهدافهم السياسية والشخصية ضرورة حتمية، على كل مسلم أن يخوضها بما امتلك من قدرات مهما كانت بسيطة. ونوه المشاركون في أعمال المؤتمر بالجهود التي بذلتها وزارة الشؤون الإسلامية في التنظيم والإعداد للمؤتمر وتهيئة كافة السبل لإنجاح أعماله، سائلين الله أن يديم على المملكة وقيادتها الرشيدة دوام الأمن والتقدم والاستقرار وأن يبارك في جهودها المقدمة في خدمة الإسلام والمسلمين بالعالم. وكان مؤتمر آسيان الثاني الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية قد اختتم أعماله في جزيرة بالي الإندونيسية بعد يومين من المداولات العلمية، خلص في نهايتها إلى إصدار عدة توصيات، تتعلق بسبل تحقيق خيرية الأمة والوسائل والأدوات الواجب توفرها، لتحقيق هذا الهدف. معاناة المسلمين من جهة أخرى التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بمدينة بالي نائب وزير الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا الدكتور زين التوحيد سعادي، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جاكرتا الأستاذ عصام عابد الثقفي وعدد من كبار المسؤولين بالوزارتين المشاركين بأعمال المؤتمر. وخلال اللقاء أكد معالي الوزير آل الشيخ على أهمية التنسيق والمتابعة لتنفيذ توصيات البيان الختامي للمؤتمر الدولي آسيان الثاني "خير أمة"، الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية وحقق نجاحا كبيرا بمشاركة 130 شخصية من الوزراء والمفتين ورؤساء الجامعات والمراكز والجمعيات الإسلامية، وقيادات دينية وثقافية بدول آسيان. وبين "آل الشيخ" أن النقاشات وأوراق العمل في المؤتمر تطرقت إلى ما يعانيه المسلمون في العالم بسبب تقصيرهم في العمل على أن يكونوا "خير أمة"، مؤكدا الحاجة إلى العمل على تصحيح فهم القرآن الكريم والسنة المطهرة، مثنياً على التنسيق بين الوزارتين في كل ما من شأنه خدمة العمل الإسلامي المشترك ونشر منهج الوسطية والاعتدال والتصدي للتطرف وتنفيذ المؤتمرات الدولية التي تسهم في تحقيق تطلعات القيادتين في البلدين الشقيقين. حضور رفيع من جانبه، شكر نائب وزير الشؤون الدينية الإندونيسي معالي الوزير "آل الشيخ" على الجهود التي بذلتها الوزارة لإنجاح أعمال المؤتمر بدورته الحالية الذي شهد حضورا على المستوى الرفيع من الحكومة الإندونيسية وكافة الوفود المشاركة من دول آسيان. وثمن الدكتور زين التوحيد سعادي الجهود التي تبذلها قيادة المملكة في دعم كل ما يسهم في خدمة الإسلام والمسلمين بالعالم والعناية بضيوف الرحمن والتيسير عليهم لتأدية المناسك بكل يسر وطمأنينة، مشيراً إلى أن إندونيسيا هي أكبر دولة يفد منها الحجاج والمعتمرون ويجدون كل تقدير وتيسير لهم في رحلة الحج والعمرة. كما ناقش اللقاء عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك لا سيما ما يتصل بالتعاون الثنائي بين الوزارتين في العمل الإسلامي وخدمة الدعوة وفق منهج الوسطية والاعتدال. تتويج كبير وأكد الملحق الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين بجاكرتا الشيخ أحمد بن عيسى الحازمي أن نجاح مؤتمر آسيان الثاني هو تتويج للدعم الكبير الذي قدمته قيادة المملكة التي تولي خدمة الإسلام والمسلمين جّل اهتمامها وتبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك، منوهاً بالحضور الرسمي للمؤتمر من كافة الدول في جنوب شرق آسيا. وقال "الحازمي" في تصريح صحفي له "إن النجاح بالمؤتمر وتنفيذه هو بفضل توجيهات ومتابعة معالي الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي ذلل كل العقبات وتابع التنفيذ والإعداد والتنسيق للمؤتمر بوقت مبكر، مشيرًا إلى أن فعاليات المؤتمر رسخت جهود المملكة في نشر الوسطية والاعتدال، ومبدأ التسامح والتعايش بين الأديان حتى تقطع الطريق على أصحاب الأفكار الضالة من أهل الغلو والإرهاب. التصدي للمهددات وأكد أن البيان الختامي للمؤتمر هو رسالة الوفود من الدول المشاركة فيه وهو لا محل ولا وجود بإذن الله لأصحاب هذه الاتجاهات الفكرية المنحرفة والضالة التي تسعى لهدم كيان دين الرحمة والمودة، مبيناً أن المؤتمر في دورته الحالية ركز على ملامح ومحددات خيرية الأمة والتصدي لمهدداتها. وبين "الحازمي" أن مؤتمر دول آسيان الثاني "خير أمة" والمقام في مدينة بالي بجمهورية إندونيسيا حظي برعاية وحضور دولة نائب رئيس الجمهورية الإندونيسي البروفيسور معروف أمين، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وبمشاركة نخبة من ممثلي الأديان من دول آسيان، وهذا يؤكد على أهمية المؤتمر وحجم التنسيق بين الدول المشاركة وراعية المؤتمر. ترك التحزب وشدد الشيخ أحمد الحازمي على أهمية البيان الختامي للمؤتمر والذي أكد على التعريف بخيرية الأمة، وشمولها لقيم التسامح والوسطية والاعتدال، وبيان مصادرها ومظاهرها في نصوص الكتاب والسنة، وضرورة تضافر الجهود للتأكيد على أن خيرية الأمة باجتماعها وتعاونها على البر والتقوى، والاجتماع على الكتاب والسنة، وترك التحزب والتفرق والاختلاف، والعناية بتعليم العلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة، والعناية بالدعوة إلى الله بالمنهج الوسطي المعتدل، منهج أهل السنة والجماعة، وترسيخ قيم الوسطية والتسامح، وإنشاء مراكز متخصصة تُعنى بذلك. وجدد الملحق الديني التأكيد على أن جهود wوزارة الشؤون الإسلامية بمتابعة معالي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة من أجل إنجاح المؤتمر وتحقيق أهدافه المنشودة، مثمنا جهود سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا بتوفير كل الإمكانات للمشاركين والمنظمين كي تتحق ثمرة النجاح . وفي ختام تصريحه رفع الشكر والثناء لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بمناسبة نجاح المؤتمر وعلى دعمهم ورعايتهم لمثل هذه المؤتمرات التي تقرب الشعوب الإسلامية، وتساهم في إيضاح رسالة الإسلام والتصدي للكراهية، سائلاً الله أن يوفق بلادنا وولاة أمورنا وبلاد المسلمين لكل ما فيه الخير. صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر آسيان الثاني الشيخ أحمد الحازمي