يواجه الملك تشارلز الثالث مهمة شاقة وتحديات كبيرة، بعد توليه العرش رسمياً الأسبوع الماضي، فهو يرث مملكة تمر بمرحلة اقتصادية واجتماعية قاسية، فيما تتصاعد النزعات القومية وتشتد الدعوات إلى الانفصال الكامل عن بريطانيا، إذ من المتوقع خروج المزيد من الدول عن التاج البريطاني. ومع ذلك قالت وسائل إعلام بريطانية، إن "النظام الملكي لن يتغير كثيراً، بعد رحيل الملكة إليزابيث، ولكن الوضع مختلف في دول الكومنولث والتي كانت جميعها أقاليم في الإمبراطورية البريطانية وترأست الملكة إليزابيث الاتحاد منذ 1952". يذكر أن الملك تشارلز يترأس اتحاد "الكومنولث"، حيث عين اجتماع رؤساء حكومات "الكومنولث" في 2018، الأمير تشارلز أمير ويلز، ليكون الخليفة المعين للملكة، رغم أنه لا يوجد نص رسمي عن المنصب الشرفي، وبعد رحيل الملكة، عاد السؤال عن مستقبل ومصير الكومنولث، في حين شكك البعض في التزام الملك الجديد به. يقع المقرّ الرئيسي للكومنولث بالعاصمة البريطانية لندن. وتهدف رابطة دول الكومنولث إلى تقوية الروابط الاقتصادية والسياسية واللغوية والثقافية بين البلدان الأعضاء وتسعى إلى دعم قطاع المشاريع الاقتصادية الصغرى لأهميتها بالنسبة للطبقة الوسطى التي تعتمد عليها الدول السائرة في طريق النمو، لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي كما تعمل الرابطة على دعم ركائز الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحوكمة داخل الأنظمة، باعتبارها ضرورية لأي تقدّم اقتصادي منشود. وتقدّر مساحة دول الكومنولث مجتمعة، بحوالي واحد وثلاثين مليونًا، وأربع مئة واثنين وستين ألفًا، وخمس مئة وأربعة وسبعين كيلومترًا مربعًا. كما يُقدّر عدد سكانها بحوالي مليار وتسع مئة وواحد وعشرين مليونًا وتسع مئة وأربعة وسبعين ألف نسمة، وتعتبر كل من بريطانياوأستراليا من بين أغلى الدول الأعضاء فيما تعد بنغلاديش من أفقرها. وتعد بربادوس آخر دولة نالت الاستقلال من التاج البريطاني واستبدلت الملكة برئيس، كما اتخذت موريشيوس الإجراء نفسه عام 1992، وقبلها جمهورية الدومينيكان عام 1978، وترينيداد وتوباغو عام 1976، وغيانا عام 1970. ويُرجّح أن تحذو جامايكا حذوها قريبًا، بعد أن أعلنت صراحة عن ذلك قبل عدة أشهر، وكذلك فعلت بليز، وأجرت أستراليا العديد من المناقشات حول هذه المسألة، وكانت آخر مرة أجرت فيها البلاد استفتاء لإقالة الملكة من منصب رئيس الدولة عام 1999، لكن 54.9 % صوّتوا ضدّ القرار. وكانت الهند دائماً تُعرّف بأنها درة التاج البريطاني. ولكن هذه الدرة سقطت عن التاج. ومنذ ذلك الوقت انحسرت الشمس عن الإمبراطورية البريطانية التي كانت تمتد في آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية.