تتجه أنظار العالم من رؤساء دول وقادة صناعة النفط والغاز والمستثمرين والمستهلكين وخبراء الطاقة والمحللين العالميين لعاصمة الطاقة العالمية، الرياض، اليوم الاثنين حيث تستضيف الاجتماع الشهري لمنظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، وشركائها في تحالف أوبك بلس، بقيادة المملكة العربية السعودية، مؤسسة ومنظمة ومفكرة ومدبرة شؤون التحالف في عامه السادس من الإنجازات التي تتجلى للعالم عن كثب، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان. ويزن الاجتماع التثبيت أو الخفض في إنتاج النفط الخام للدول المشاركة بالتحالف بعدد 23 دولة من مختلف أنحاء العالم، من فينزويلا غرباً مرورا بعدة دول رئيسة في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا، يشكل إنتاجهم ما يقرب من نصف الإنتاج العالمي في أكبر وأقوى تحالف نفطي عالمي مشترك عرفته البشرية، بحسب رئيس أوبك بلس. ويأتي هذا الاجتماع الحساس جداً في كل قراراته ومرئياته وقراءاته العميقة للأسواق على الفترات كافة بحنكة نخبة وزراء نفط وغاز ومعادن وطاقة لدول التحالف بقيادة نزيهة شفافة مبتكرة حينما وضع رئيس تحالف أوبك بلس وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان النقاط على الأحرف وأبان وشرح للعالم الأسبوع الفائت ما يخفى لمعظم مهتمي النفط السطحيين ما يخفى للعالم في دهاليز بورصات المضاربين من مراهنات ليس لها أدنى علاقة بمستوى الإنتاج وموازين العرض والطلب ومصالح الدول واقتصادات العالم مقابل الأرباح الفورية من المضاربات الورقية التي لا تجسد السعر الحقيقي والمعقول لبراميل النفط الخام. وقراءة "الرياض"، لما سبق تجدها في ثنايا التصريحات العالمية الأخيرة لوزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان والتي تداولت على نطاق عالمي شاسع، حيث قال الأمير إن أوبك+ لديها الوسائل والمرونة للتعامل مع التحديات، وقال إن التقلبات "الشديدة" ونقص السيولة تعني انفصال العقود الآجلة بشكل متزايد عن الأساسيات، وقد أدى ذلك إلى جلسة متقلبة يوم الاثنين شهدت هبوطًا في غرب تكساس الوسيط بنسبة 5 ٪ تقريبًا قبل أن يغلق بثبات. ولمّح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى احتمال قيام منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، في أوبك+، بخفض الإنتاج لدعم اعتدال الأسعار، كما أن المناقشات بشأن اتفاق بشأن برنامج إيران النووي لا تزال متوقفة، مما يثير تساؤلات حول أي استئناف لصادراتها. وشهد النفط فترة مضطربة من التداول منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير إلى ارتفاع التدفقات التجارية، وألغت أوبك + جميع تخفيضات الإنتاج التي تم إجراؤها أثناء الوباء، لكن الأمير عبدالعزيز قال إن المنظمة قد تحتاج إلى تشديد الإنتاج عندما تجتمع الشهر المقبل لمناقشة أهداف الإمداد. وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان يوم الاثنين إن أوبك+ قد تخفض إنتاج النفط لأن "الشعور الزائف بالأمن" في الأسواق العالمية جعلها منفصلة عن الأساسيات. وفي غضون أيام، أعرب العديد من أعضاء أوبك الآخرين عن دعمهم لتعليقات وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان. كما ظهرت تقارير تفيد بأن أوبك + ستدعم خفض الإنتاج إذا عاد النفط الإيراني إلى السوق بموجب اتفاق نووي متجدد، ورداً على ذلك، صعد خام برنت، معيار النفط الدولي، للارتفاع مرة أخرى فوق 100 دولار للبرميل بعد أن تراجع لأسابيع وسط مخاوف من ركود وعلامات على إحراز تقدم في الاتفاق النووي الإيراني. وللمزيد من الإيضاح، أوضح وزير الطاقة،" أن تذبذب أسواق البترول وضعف السيولة يعطيان إشارات خاطئة للأسواق في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى الوضوح"، وشدد سموه على أن مجموعة أوبك بلس أكثر التزاماً ومرونة، ولديها وسائل ضمن إطار آليات إعلان التعاون تمكنها من التعامل مع هذه التحديات، التي تشمل إمكانية خفض الإنتاج في أي وقت، وبطرق مختلفة، وهو ما أثبتتهُ مجموعة أوبك بلس مرارًا وبوضوح خلال العامين الماضيين. ولكن يرى وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بأن سوق البترول الآجلة وقعت في حلقةٍ سلبية مفرغة ومتكررة تتكون من ضعف شديد في السيولة وتذبذب في الأسواق، تعملان معًا على تقويض أهم الوظائف الأساسية للسوق، ألا وهي الوصول بفاعلية إلى الأسعار المناسبة والصحيحة، وتجعل تكلفة التحوط وإدارة المخاطر كبيرة جداً على المتعاملين في السوق الفورية. ولهذا الوضع تأثيره السلبي الكبير في سلاسة وفاعلية التعامل في أسواق البترول، وأسواق منتجات الطاقة الأخرى، والسلع الأخرى لأنه يُوجِد أنواعًا جديدة من المخاطر والقلق، وتزداد هذه الحلقة سلبيةً مع المزاعم التي لا تستند إلى دليل في الواقع حول انخفاض الطلب في السوق، والأخبار المتكررة بشأن عودة كميات كبيرة من الإمدادات إلى الأسواق، والغموض وعدم اليقين بشأن الآثار المحتملة لوضع حد سعري على البترول الخام ومنتجاته، وإجراءات الحظر، وفرض العقوبات. وحذر وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان هذا الوضع المُتذبذب في أداء الأسواق وقال إنه شديد الضرر، لأنه من دون سيولة كافية لا يمكن للسوق أن تعكس واقعها الحقيقي بشكلٍ هادفٍ، بل يمكنها، في الواقع، أن تعطي إحساسًا خاطئًا بالأمان، في وقت أن الطاقة الإنتاجية الاحتياطية محدودة للغاية، ومخاطر الانقطاعات الشديدة في الإمدادات مرتفعة جدًا. وما قاله وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أكثر وضوح بأن وفي الوقت الراهن، "لا نحتاج إلى النظر بعيدًا لنرى الدليل على هذا، فالسوق الآجلة والسوق الفورية أصبحتا منفصلتين عن بعضهما بشكلٍ متزايد، وأصبحت السوق، بشكلٍ ما، تعاني من حال انفصام"، مشدداً بأن هذا الوضع، بلا شك، يوجد سوقًا تعاني من التذبذب بين الارتفاع والانخفاض، ويبعث رسائل خاطئة في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إلى مزيد من الشفافية والوضوح، وإلى أسواق تعمل بفاعليةٍ وكفاءة عاليةٍ أكثر من أي وقت مضى، ليتمكن المتعاملون في السوق من التحوط، وإدارة المخاطر الكبيرة، والتعامل مع حال عدم اليقين التي يواجهونها بفاعلية. ونجحت أوبك بلس بالتعامل مع كثير التحديات، حيث واجهت أوضاعاً أكثر تحديًا في الماضي، وخرجت منها أكثر قوةً وتماسكًا من أي وقت مضى، لقد أصبحت مجموعة أوبك بلس أكثر التزامًا ومرونة، كما أن لديها وسائل ضمن إطار آليات "إعلان التعاون" تُمكّنها من التعامل مع هذه التحديات وإرشاد الأسواق، وتشمل هذه الوسائل إمكانية خفض الإنتاج في أي وقت، وبطرقٍ مختلفة، وهو ما أثبتتهُ مجموعة أوبك بلس مرارًا وبوضوح خلال العامين الماضيين. ولفت وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان للانتقال لمرحلة جديدة في تاريخ تحالف أوبك بلس "والعمل على صياغة اتفاقية جديدة لما بعد عام 2022م، سنواصل فيها البناء على خبراتنا وإنجازاتنا ونجاحاتنا السابقة، ونحن مصممون على جعل الاتفاقية الجديدة أكثر فاعلية، والواقع أن ما شهدناه، خلال الفترة الماضية، من تقلُّباتٍ خطيرة أثرت سلبًا في أساسيات أداء السوق، وقوضت استقرارها، لا يزيدنا إلا إصرارًا على تحقيق ذلك". تحالف أوبك+ يمضي في عامه السادس بطموحات أكثر تعزيزاً لتحقيق توازن الأسواق