فجرت "إخلاص" ابنة الراحل الكبير طلال مداح "1940 - 2000"، مفاجأة مدوية، أخذت ردود فعل واسعة على مستوى الوطن العربي، تناولها المارة من المهتمين بالثقافة الفنية، كانت إخلاص تفتش عن ذكريات والدها وممتلكاته في بيتهم المهجور منذ سنين، الجولة التي رصدتها كاميرا جوالها الخاص في منزل والدها، كانت تحتوى على ذكريات مهمة وممتلكات أخرى في جغرافية "كيلو 10" بجدة، كان من ضمنها ذاكرة الإستديو الخاص الذي سماه -رحمه الله - "سويعات الأصيل"، هذا الإستديو بالذات شهد زيارات عدّة من أعمدة الفن العربي ومن كان لهم دور بارز في نهضة ورُقي ثقافتنا المحلية والقدرة على انتقالها لأقطار أخرى. إخلاص التي نبشت التاريخ وأعادتنا لعقود من الإبداع، تقول ل"الرياض": منزل والدي - طلال مداح - يعتبر إرثاً عظيماً، ليس لنا كأولاده وحسب، بل لثقافتنا المحلية ولجمهوره العريض في كل مكان، هذه الحقيقة الدامغة! لكننا نتمنى أن لا يكون ضمن الإزالة، آمل ذلك، لأن هذا المنزل بالذات كان نبعاً من الثقافة الفنية، فأقيمت فيه مناسبات كثيرة وزاره شخصيات مرموقة من شعراء وفنانين وشخصيات عامة. إخلاص التي فاجأت الجميع بفيديوهات مختلفة عن منزل والدها، تأمل أن يتم ترميم هذا المنزل، ليكون متحفاً ونادياً ثقافياً يُستثنى من الإزالة. صدمات الفيديوهات المؤثرة، أعادتنا لتاريخ نبوغ ثقافة الأغنية الحديثة، حينما أوعز طلال مداح بفكره الخلاق ابتكار أنغام حديثة تفوق تطلعات مجتمع الفن آنذاك، حيث مضى بها قدماً إلى الحداثة، "زارع الورد" بداية رائعة، لم يقدمها إنسان عادي، بل طموح غيّر مجرى الغناء المتشابه، هناك في دول الجوار يحتفلون بمن قادوا رحلة ثقافتهم الغنائية، عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وغيرهما من رموز الوطن العربي، حيث مازالوا يقدمونهم عبر متاحف في منازلهم، أشياؤهم وممتلكاتهم وذكريات ألوان جدرانهم التي مازالت شاهداً على عصر النهضة الفنية. أو على طريقة متحف "تشارلي تشابلن" في سويسرا. ثقافتنا وفنون الغناء والاعتزاز بقيمنا الإبداعية، تحتاج إلى فكرة مختلفة، تُسهم في تغيير الطابع العام عن الفن ورموزه والتي أقصتهم في سنين سابقة، اليوم نعيش دوافع أخرى رئيسة من خلال معايشتنا المزدهرة في "رؤية 2030"، ومدى تأثيرها على الجانب الثقافي والإبداعي وجميع نواحي الحياة التي نستمتع بعيشها. والتي ستشكل توءمة الجهود المسؤولة في ترميم منزل المبدع طلال مداح ولملمة كل محتوياته وجعله أنموذجاً يتطلع من خلاله كل أبناء هذا الجيل أن يحذوا حذوه في الفكر الخلاق، أو تصميم وبناء متحف آخر يجمع كل محتوياته ويكون تفاعلياً. جيلنا الحديث عندما يتعرفون على الأوائل السابقين وتاريخهم الفني واهتمام المسؤولين عن هذه الثقافة الإبداعية ستساعدهم أن يكون الفن أول اهتماماتهم. لقد شكل طلال مداح - رحمه الله - توءمة فنية مع فكره وعوده في مساحة إبداعية شغوفة بالموسيقى منذ صغره، استمدها من خلال معرفته التامة بأنواع الموسيقى المختلفة من كل مكان والاستماع إلى نتاج الأسطوانات حينها. هذه الترسانة المعلوماتية الفنية ما زالت باقية في بيته العتيق، حسب ما أوردته إخلاص.