يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بشهر رمضان المبارك والذي يحظى بمكانة كبيرة في نفوسهم، ويظهر الاحتفاء جلياً في البلاد العربية من خلال الكثير من الطقوس المشتركة بين الدول التي ترتبط بشكل كبير بموعد الإفطار حتى السحور، إلا أن عادات استقبال هذا الشهر الفضيل يختلف من بلد لآخر ومن دولة لأخرى. فنجد السعوديين يستعدون لشهر الصوم من قبل قدومه بفترة في احتفائية رمضانية، إذ يقومون بتجديد أطقم المائدة، كما يقومون بتزيين منازلهم فرحاً بقدوم الشهر الفضيل. وتقول المصممة الداخلية عضو الهيئة السعودية للمهندسين المهندسة سارة بن منيخر: نحن شعب مضياف تهمنا التفاصيل، إذ أوجد البعض منا في منزله مساحة استقبال للعائلة أو للضيوف والأصدقاء نكيّفها حسب احتياجاتنا ومناسباتنا الخاصة الدينية أو الموسمية، وسأتحدث اليوم عن تصميم المساحة بما يتناسب مع الشهر الفضيل، سواء كانت مجلسا أو غرفة معيشة أو حتى خيمة رمضانية، غالباً لا يحصل فيها تغيير جذري إنما هي ديكورات بسيطة تضفي الأجواء على المكان، نحن كمصممين داخليين نُرشّح بعض الطرز لاعتمادها في هذا الشهر الفضيل، مثل الطراز السعودي والمغربي والمصري والدمشقي والأندلسي، وذلك لبروز الروح الإسلامية والعربية فيها عموماً. وتضيف المهندسة ابن منيخر: أن من أهم العناصر في مناطق الاستقبال هي المقاعد، وغالباً تكون مجرد إضافة، بينما نميل إلى إضافة الوسائد الأرضية الكبيرة للجلوس أو ذات القوائم القصية أو الوسائد المحشوة بحبيبات الفايبر، أما السجاد من الممكن الاستعانة بالقطع المنسوجة يدوياً مثل السدو أو الكليم والمرقوم والسجاد الإيراني والأفغاني والبوهيمي وغيرهم، كما نضيف بعض طاولات الخدمة من الخشب المنحوت أو المطعم بالأصداف، أو الطاولات النحاسية المطروقة، أيضاً الوسائد الصغيرة المضافة للأريكة تعطي المكان جمالية أكبر وترفع مستوى الراحة في الجلوس، من الممكن اختيارها مطعمة بالخرز أو خيوط الصوف أو الأحجار، أما بالنسبة للحوائط فمن الممكن تغيير اللوحات الفنية فيها بلوحات ذات روح شرقية أو إسلامية، مثل لوحات المستشرقين أو اللوحات بالخط العربي، فالخيار الأخير هو تعليق السجاد كبديل للوحات، أيضا وجود مرايا الأرابيسك أو المرايا الدمشقية خيار جيد لأن تكون النقطة المركزية ومنها ينشأ التوزيع المناسب للمكان، مؤكدةً أن الإكسسوار هي الإضافة البسيطة والفارقة بكل فراغ، لذا يجب انتقاؤها بعناية، مثل الفانوس والهلال والنجمة من أكثر المظاهر الشعبية ارتباطا بشهر رمضان، الفازات والمزهريات الفضية والنحاسية، والصناديق الخشبية المطعمة بالصدف والمسامير أيضاً، أما بالنسبة للإضاءة هي ما تجعل الأجواء مميزة جداً جداً، وكما ذكرنا أهمية الفانوس كإكسسوار هو أيضاً عنصر مهم في الإضاءة، فاختيار الفوانيس بالزجاج الملون فهي تعطي انعكاسات جميلة وعميقة للمكان، أيضاً الشمعدانات والشموع الظاهرة تعطينا طبقات مختلفة من مستوى الإضاءة، الإضاءات المعلقة بأشكال مختلفة تزين المكان وتعزز الأجواء الرمضانية، ثم إن هناك شمعدانات جدارية كخيار بديل عن الإضاءات الجدارية فنحن لا نحتاج معها أي تمديدات كهربائية، وعشان تكمل الأجواء الرمضانية لا ننسى البخور والعود والعطورات الشرقية فهي رابط عاطفي وحسي بين المكان والزمان والحدث، وتنهي حديثها المهندسة مُشددةً على أنه يجب للفرد أن ينتبه من انشغاله بالديكور ليكن همه الأول والأخير ويحل محل الشعائر الدينية للإحساس بالشهر الكريم، وإنما الديكور نوع من الاحتفاء بهذا الضيف العزيز.