قال تعالى «وَالصُّلْحُ خَيْرٌ». قاعدة قرانية يجب أن نتأملها جيداً ونطبقها.. الصلح بين الناس يزيل أسباب الخلاف والاختلاق، ويغلق أبواب الشر التي يدخل معها شياطين الإنس والجن لإثارة الفتنة وإلى التفرقة والشقاق بين المسلمين وإلى قطيعة الرحم بين الأقارب، به تدوم المودة والألفة وتصفو النفوس من الحقد والبغضاء، قال تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» هذا عقد عقده الله بين المؤمنين، أنه إذا وجد من أي شخص كان، في مشرق الأرض أو مغربها، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فإنه أخ للمؤمنين، وهذه الأخوة توجب أن يحب له المؤمنون، ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون له، ما يكرهون لأنفسهم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم آمرًا بحقوق الأخوة الإيمانية: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا يبع أحدكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا المؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره»، وقال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن، كالبنيان يشد بعضه بعضًا» وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه. وإصلاح ذات البين عبادة من أفضل العبادات أشاد الله تعالى، ورسوله بها، قال تعالى: «إِنَّمَا 0لْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَ0تَّقُواْ 0للَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ». وأبان لنا الرسول الكريم فضلها وقداستها في الحديث: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة). نحمد الله عز وجل الذي أمرنا بالإصلاح وحثنا عليه في كثير من الآيات والأحاديث النبوية ونهانا عن التنازع والتقاطع وعواقبه الوخيمة ورغبنا في الإذعان للحق والانقياد له والابتعاد عن الباطل. ولا شك أن الصلح خير وأفضل من التعنت وبقاء كل فريق متمسك برأيه متشبث بما عنده، لا يرى نفسه إلا على صواب ولا يحق له أن يتنازل عنه، وخصمه على خطأ ويجب عليه التراجع عنه، وعلى هذا النهج ستبقى المشاكل قائمة بينهما والنزاعات مستمرة والقطعية بين المسلمين مشكلة كبيرة؛ لذلك يجب أن يسعى الجميع لإصلاح ذات البين.