تتشكل أهمية المدرسة ودورها كمستوى ثانٍ استكمالاً لدور الأسرة في التنشئة الاجتماعية حيث تساعد الطلاب على التعامل في حياتهم التعليمية والعملية وتطوير أفكارهم الفكرية والثقافية. تعتبر المدرسة هي المؤسسة التعليمية الوليدة في العديد من المواهب والأفكار فمن خلالها تُبنى وتنمو الشخصيات ولها تأثيرات فعّالة في طريقة تفكير الأفراد، إن تماثل أو تطابق شخصية المعلم حيال مهنة التعليم أمر بالغ الأهمية فجودة شخصية المعلم للتعليم تجاه طلابه هو لا يبني فقط شخصية واحدة إنما يصنع أجيالاً وأُمما بشرية عديدة خلفه. إن المعلم يقع على عاتقه الكثير من المسؤوليات تجاه طلابه فمن ضمنها القدوة الحسنة لطلابه، التواصل شبه المستمر مع أسرة الطالب لتقوية مهاراته السلوكية والمعرفية، بث روح التعلم في تعزيز وتمجيد هذه الصفة في نفوس طلابه سواءً كان تعليماً منهجياً أو تعليماً ذاتياً. إن خلاصة ما تخرجه المدرسة للطلاب هي تلك الصفات والأساليب والأدوات التي تجعل الطالب كيف يفكر ؟ وكيف يتعلم ؟ وكيف ينقّح هذه المعارف سواء كانت حقائق أم شائعات لا أصل لها من الأُطر العلمية، كما تكسبه كيف يتعامل مع الآخرين المُعاونين والجالبين للمعارف على المستوى الدراسي وحتى على المستوى المهني فيما بعد ؟ إضافةً إلى أنها تكسبه كيف يضبط وعيه ويُنشّط لديه التفكير الناقد والتفكير الإبداعي ؟ كيف يمتد لديه أثر التعلم باستخدامه البحث والاطلاع العلمي والثقافي بعيداً عن المناهج الدراسية. إن ما ينظر له البعض تجاه المعلم أو المدرسة على وجه العموم هو مهمتها حشو أو حقن المعلومات والمعارف في ذهن الطالب بهدف إنهاء مقرر الاختبار أو إنهاء مرحلة دراسية معينة. ويشكل ذلك بطء نمو سير العملية التعليمية. إن عقول البشر ليست قوالب جاهزة لتعبئتها وملئها بالمعارف الهوائية التي سُرعان ما تأتي وسرعان ما تذهب. إن تحفيز الطلاب ومحاولة تشجيعهم سواء كان في التعليم العام أو الجامعي بشتى الطرق أمر هام لتحقيق السعي الجيد ورفع أسهم النجاح؛ فالمدرسة الحقيقية هي من تصنع أولاً الأخلاق والشخصية المهنية المتينة الصلبة لذلك المستقبل. إن أساس أي ثروة مستدامة وكبيرة وواسعة وازدياد الربح الحقيقي لها هو الاستثمار الجيد للعنصر البشري، العنصر البشري هو من أكبر عجائب المخلوقات والذي يتجلى فيه عظمة الخالق هو ركيزة النمو والتنمية بمفهومهما الشامل في كل زمان ومكان فهو الذي اخترع لنا الكهرباء ووسائل المواصلات والاتصالات وهو الذي قام بغزو الكواكب، ولأن الاستثمار الجيد والأمثل في العنصر البشري لا يتحقق إلا من خلال التعليم الكفء، التعليم الجاد، التعليم الفاعل.