الرياضة أصبحت صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواء حديثاً أو منذ فترة طويلة.. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم الدكتور شجاع البقمي، أستاذ الصحافة والإعلام الاقتصادي، والكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي.. فإلى نص الحوار: تحميل الإعلام الرياضي وحده مسؤولية التعصب فيه "مبالغة كبيرة" * ماذا يعني تحول الرياضة إلى صناعة؟ * تحول الرياضة إلى صناعة يعني المزيد من الحوكمة، والشفافية، والاستثمار.. لدينا - ولله الحمد - في المملكة اقتصاد حيوي وقوي في الوقت ذاته، ومختلف القطاعات اليوم تشهد تطورات إيجابية.. وذلك بعد إطلاق الرؤية الوطنية الطموحة (رؤية 2030)، والقطاع الرياضي واحد من القطاعات المهمة، التي من المتوقع أن تشهد تطورات إيجابية على صعيد تحول الرياضة إلى صناعة؛ بما يحقق قيمة حقيقية مُضافة للاقتصاد الوطني من جهة، وبما يحقق في الوقت ذاته تقدما كبيرا على صعيد قدراتنا التنافسية الرياضية العالمية من جهة أخرى هذا هو الطموح الذي سيتم تحقيقه بإذن الله. أُشهر البطاقة الحمراء في وجه صنّاع (التعصب) * برأيك.. هل يتحمل الإعلام الرياضي مسؤولية التعصب كما يرى ذلك البعض؟ * تحميل الإعلام الرياضي وحده مسؤولية التعصب فيه مبالغة كبيرة، فأنا لست مع من يحمل الإعلام الرياضي وحده مسؤولية التعصب، اللاعبون الركيزة الأساسية للعبة على سبيل المثال لماذا يخرجون من المسؤولية، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على إدارات الأندية، ومسؤوليها الجميع يتحمل المسؤولية وإن كنت أعتقد أن الوعي الجماهيري هو الرهان الحقيقي لكسر قيود التعصب والاستمتاع بكرة القدم؛ وهذا لا يمنع أن يكون هنالك طرح إعلامي متزن يميل أحيانًا إلى الترفيه عن النفس و"المزح"، بعيدًا عن الاحتقان. مسؤولية العاملين على الإعلام في إدارات الأندية لا تقل أهمية عن مسؤولية الإدارات التنفيذية * الأدوار الإعلامية التي تقدمها الأندية من خلال مراكزها.. كيف تُقيمها؟ * لست متابعا جيّدا للأدوار الإعلامية التي تقدمها الأندية، لكن من مشاهدات بسيطة حدثت أخطاء وقعت فيها بعض إدارات الإعلام داخل الأندية ومن المهم أن يدرك العاملون على الإعلام في إدارات الأندية أن مسؤوليتهم لا تقل أهمية عن مسؤولية الإدارات التنفيذية هذه مسؤولية كبيرة ومن المهم أن يتطلعوا دائمًا للأداء المهني والمميز، والذي يزيد من جمالية كرة القدم، ويخفف من حدة التعصب وتداعياته وفي المقابل هنالك نماذج إيجابية للغاية وتستحق الإشادة. أُشجع تشيلسي عالميًا والهلال محلياً ويعجبني توخيل * هل حسابات الأندية بمواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدور إيجابي للجماهير، أم لك رأي حولها؟ * الجمهور اليوم أصبح واعياً جدًا ولا يخفى عليه بعض الممارسات التي قد توجد في شبكات التواصل الاجتماعي، سواء كان ذلك من حسابات الأندية أو من حسابات الإعلاميين، هذا أولًا فيما يخص سؤالك، شخصيًا لا أتابع أيًا من حسابات الأندية، لكن من مشاهدات بسيطة أجد بعضها يقوم بدور جميل من خلال تنويع المواد الإعلامية، والصور الاحترافية، واستخدام الإنفوجرافيك بشكل موسع لديهم القدرة على تقديم المزيد، وعشمنا بهم كبير. تأثير الجمهور * القنوات الفضائية الرياضية وضيوفها هل تغير محتواها مع سيطرة السوشل ميديا؟ * في الإعلام كنّا نتحدث سابقًا عن أن النخب الرياضية على سبيل المثال هي من تؤثر على الرأي الجماهيري الرياضي، اليوم الواقع تغيّر مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، فأصبح الجمهور قادرا على التأثير، لذلك لا أستبعد تأثير الجمهور على بعض ضيوف البرامج الرياضية من خلال المحتوى الذي يقدمونه، ولكن من متابعتي لبرامج رياضية معينة أجد هنالك ضيوفا مميزين جدًا وأحيانًا كثيرة قد يغضب منهم بعض جمهور أنديتهم بسبب رأيهم المتزن خلال البرنامج التلفزيوني مثل هؤلاء أتمنى الحفاظ عليهم من قبل هذه البرامج وعدم التفريط بهم. * هل من الممكن أن نرى مساهمات أقسام الإعلام من خلال عقد ورش تطويرية للمراكز الإعلامية؟ * أتمنى ذلك، الأندية الرياضية تهتم كثيرًا بصفقات اللاعبين، والطواقم الفنية، وتغفل جوانب مهمة، من أهمها الجانب الإعلامي والاتصالي أتمنى أن يكون هنالك مبادرات لتحقيق هذه الخطوة وكلي ثقة بأن أقسام الإعلام في الجامعات السعودية لن تدخر جهدًا في سبيل تقديم ورش تدريبية أو برامج أكاديمية معينة، من شأنها تطوير منظومة الأداء، بما يواكب التقدم الكبير الذي تتطلع إليه المملكة للقطاع الرياضي في ضوء رؤية 2030. * هل أنت مع توجه نقل المراسل الصحفي للأخبار صوتا وصورة عبر وسائل التواصل أكثر من صياغتها ورقياً عبر الصحف ولماذا؟ * إن كنت تقصد تكليفه من قبل الصحيفة للقيام بتغطية الحدث صوتًا وصورة ونقله عبر حسابات الجريدة في شبكات التواصل الاجتماعي أولًا قبل الصياغة، هذا أمر طبيعي في حال كان الحدث غير خاص للجريدة، وقد يكون فيه نوع من الأسبقية في تغطية الصحف الأخرى للحدث ذاته عبر حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أنه من المهم ألا يكون ذلك على حساب المهنية، وإن كنت تقصد قيام المراسل الصحفي بنقل الحدث عبر حسابه الشخصي في شبكات التواصل الاجتماعي، قبل إرساله للصحيفة التي يعمل بها هنا لي رأي آخر، فإن كان هذا المراسل يعمل لصحيفة ورقية، والصحيفة تنتظر منه المادة الصحفية حتى تستكمل صفحاتها، ليس من المهنية أن يبادر إلى نقل الحدث عبر حسابه الشخصي في شبكات التواصل الاجتماعي، فالأولوية للصحيفة هذا أمر، الأمر الثاني قد يكون هنالك خبر مهم يقدمه المراسل عبر حسابه الشخصي ويحرم الصحيفة من الانفراد به وهذا أمر إن حدث لا يمكن لي قبوله لو كنت رئيسًا للتحرير أو مديرًا للقسم الرياضي داخل إحدى الصحف الورقية. * المقالات الصحفية واتجاهاتها ماذا ينقصها الآن لتعود أكثر وتجذب القراء؟ * كثير من القراء اليوم أصبحوا يميلون أكثر لشبكات التواصل الاجتماعي، لأنهم يميلون إلى الرأي المختصر في كثير من الأحيان، لكن يبقى المقال الصحفي واحدا من أهم الفنون الصحفية والحفاظ عليه من قبل الصحف أولوية مهمة، وعطفًا على سؤالك فإن المقال الصحفي ما زال يتصدر اهتمامات الكثيرين خصوصًا حينما يطرح بأسلوب كتابة مميز، ويناقش موضوعًا مهمًا، ولدينا أسماء وطنية رائعة في هذا الشأن ومقالاتهم يتم تداولها بكثرة في شبكات التواصل الاجتماعي. الإعلام يسيّر الرياضة * هل ترى أن ثمة علاقة تجمع الرياضة بالإعلام؟ * الإعلام تجده في المجالات والقطاعات كافة، بما فيها القطاع الرياضي نقل الحدث، التعبير عنه، والأخبار، والتحليل، والشرح، وغير ذلك جميعها أدوار يقوم بها الإعلام للقطاع الرياضي وغيره من القطاعات الإعلام مثل الدم الذي يسير في شريان كل قطاع. * هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسللا" بلغة كرة القدم؟ * نعم.. ينطبق هذا على الاشتراك بالأندية الرياضية كلما حاولت الانتظام أجد نفسي متسللًا خارج النادي وأسواره بعيدًا عن الهدف الذي أطمح إليه. * في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس، فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا؟ * النجاح في المجالات التي تحدثت عنها وغيرها من المجالات؛ هو نجاح عظيم يفخر به الوطن والمواطن كما أن الشهادة الأكاديمية، والجوائز العلمية، هما تتويج للنجاحات، وتقدير عظيم للذات. * العقل السليم في الجسم السليم عبارة نشأنا عليها رغم خطئها، فكم من شخصية عبقرية لا تملك جسدا سليما، باختصار نريد منك عبارة بديلة منك لجيل المستقبل؟ * "الاستثمار في الذات.. يحقق النجاحات". * في نظرك هل الرياضة تفرق أم تجمع؟ ولماذا؟ * الرياضة تجمّع بلا شك والدليل المحافل العالمية والبطولات التي يلتقي فيها العالم أجمع.. وإن كنت تقصد التعصب فأنا أراهن على الوعي الجماهيري أولًا وثانيًا وثالثًا. * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ * المشي هو الرياضة الوحيدة التي ما زلت متمسكا بها وإن منعتني مشاغلي في بعض الأحيان عن المشي، أشعر بأن يومي لم يكتمل وأحاول جاهدًا تحقيق ذلك حتى وإن كان عبر جهاز المشي الرياضي في منزلي، على الرغم من أنني أفضل المشي خارج المنزل في كثير من الأيام، وعلى صعيد متابعتي للأحداث الرياضية، فأنا متابع جيّد لمباريات "تشيلسي". * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ولأي لقاء حضرت؟ * آخر زيارة كانت لاستاد الملك فهد الدولي، اللقاء كان بين منتخبنا الوطني ومنتخب الأرجنتين وديًا. * بصراحة ما ناديك المفضل؟ * عالميًا "تشيلسي" وسعيد جدًا بما يحققه الفريق هذه الأيام من انتصارات ونجاحات ويعجبني "توخيل" كثيرًا، ومحليًا "الهلال". * أي الألوان يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * اللون الرمادي، والبيج، والكحلي، والأبيض. * لمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لكل صحفي قدم مصلحته الشخصية على مصلحة الصحيفة التي يعمل بها. * والبطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * صنّاع "التعصب" الذين يحاولون تغذيته. * لو خُيرت للعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟ * رئيسًا لمجلس إدارة النادي فلا أعتقد أنني سأستطيع النجاح بمهامي وتحقيق تطلعاتي إذا كانت هنالك إدارة لا تستوعب العمل الذي أقوم به، والتطلعات التي آمل تحقيقها.. لذلك رئيسًا لمجلس إدارة النادي سأكون المسؤول الأول والذي يتحمل كامل النتائج. * روشتة إعلامية توجهها إلى الجماهير السعودية؟ * لا تسلموا عقولكم للآخرين.. أملنا بكم كبير.. وما زالت أراهن على الوعي الجماهيري لإيقاف كل مهددات قد تواجه المجتمع بسبب التعصب الرياضي وما ينشأ عنه من تداعيات سلبية. الهلال د. شجاع البقمي مع ابنته حلا تشلسي