قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. أحمد بن طالب بن حميد – في خطبة الجمعة –: "الكلمة الطيبة نعمة الله ورحمته، فمن تقلدها نجا، ومن تبدلها هلك، فإن الله قد تفضل عليكم بما خلق وسخر، فلا تكونوا ممن ظلم نفسه وكفر ربه، أهل لا إله إلا الله لهم بالكلمة الطيبة في قلوبهم شجرة، راسخ بالإيمان عرقها، وقائم باللسان أصلها، وعال بالأعمال غصنها، بخلاف أهل الشجرة المقطوعة والثمرة الممنوعة". وأضاف: "إن الله ألزمكم كلمة التقوى أصلها وفرعها، لتلحقوا بالسابقين الأولين الذين كانوا أحق بها وأهلها، فلما تحققوا بها صدقاً، صدقهم الله وعده حقاً، وقرن صفاتهم بذكر سيد الأبرار وأغاظ بهم الكفار، كلمة التقوى هي الكلمة العليا والعروة الوثقى التي أتم بها الخليل الأواه الكلمات، فرفعت له الدرجات، ونال القدح المعلى، واتخذ مقامه مصلى، وشرف بالعهد، وسعد بالوعد، فأمن الناسك، ورزق المجاور، ومتع الكافر، ورفع القواعد، وأري المناسك، فأعظم بالكلمة وصية بنيه بعد أن بارأت بينه وبين قومه وأبيه، "وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون". وتابع: "لا تكونوا ممن ظلم نفسه وكفر ربه، قال تعالى: "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار، جهنم يصلونها وبئس القرار، وجعلوا لله أنداد ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم النار"، إن الخليل الحليم لم ينفك عن دعوة الرحيم الكريم، فإبراهيم أواه منيب، والله قريب مجيب، فخص عليه السلام وعم وتحبب وتوسل وتلطف وخشع وتضرع حتى بلغت دعوته آخر نفس مؤمنة تكون، "وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نبعد الأصنام رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون".