دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الفصائل الفلسطينية إلى حوار جاد على مدار الساعة لإنهاء الانقسام وبناء الشراكة الوطنية. وقال عباس في مستهل اجتماع للمجلس الثوري لحركة (فتح)، التي يتزعمها في رام الله، الليلة الماضية "أدعو حركتي فتح وحماس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والجهاد الإسلامي للعودة فورا إلى حوار جاد على مدار الساعة، لإنهاء الانقسام وبناء الشراكة الوطنية على كل المستويات لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية". وأكد عباس، أن الشعب الفلسطيني بوحدته الوطنية الصلبة "سيسقط كل المؤامرات التي تحاك لضرب جبهتنا الداخلية، وسنحمي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني"، مشددا على "مواصلة الجهود الحثيثة لإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية". وتابع، أن الشعب الفلسطيني "لن يكل ولن يلين في مسيرته العظيمة حتى إنهاء الاحتلال عن أرض دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية، موجها حديثه للإسرائيليين "نقول بصوت عال ليرحل هذا الاحتلال عن صدورنا وأرضنا وشعبنا". وأشار عباس، إلى أن القيادة الفلسطينية على تواصل تام مع مصر والأردن وقطر وباقي الدول الشقيقة والمجتمع الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، مشددا على أن دولة فلسطين هي العنوان الشرعي لإعادة الإعمار، وذلك يتطلب وقفاً كاملاً وشاملاً للعدوان في كل مكان على أرض دولة فلسطين. وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد، على مواصلة العمل من أجل تطوير وتحديث مؤسسات "دولتنا الفلسطينية وفق سيادة القانون، والاستمرار في معالجة أية سلبيات أو أخطاء وتصحيحها". وحيا الجماهير الفلسطينية وأحرار العالم الذين "وقفوا وقفات عز في عواصم العالم ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس العدوان والاحتلال و"الأبارتهايد" والاستيطان وسرقة الأرض والموارد"، مشددا على أن "الاحتلال والعنصرية إلى زوال وستبقى فلسطين وشعبها الأبي الصامد المتجذر في أرضه وأرض أجداده". وكان مقررا أن تستضيف العاصمة المصرية القاهرة منتصف الشهر الجاري محادثات للفصائل الفلسطينية إلا أنها أرجئت حتى إشعار آخر دون تحديد موعد جديد لإجرائها في ظل الخلافات بين فتح وحركة حماس. وجاءت دعوة مصر للفصائل بشأن ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني في إطار رعايتها لاتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لإنهاء جولة التوتر التي اندلعت في قطاع غزة من 10 إلى 21 مايو الماضي. وأدت موجة التصعيد الاسرائيلي التي وصفت بالأعنف منذ سنوات استشهاد أكثر من 250 فلسطينيا ومقتل 13 شخصا في إسرائيل فضلا عن تدمير واسع في المباني والمنازل السكنية والبني التحتية في قطاع غزة. ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة فيما فشلت عدة تفاهمات في تحقيق المصالحة. من جهة أخرى، قال وزير الجيش الإسرائيلي بني غانتس، الليلة الماضية، إنه لن يتم إعادة تأهيل الاقتصاد في قطاع غزة دون عودة الجنود الأسرى المحتجزين لدى حماس. وأضاف غانتس في اجتماع لحزبه: "فيما يتعلق بقضية غزة أكرر، "إذا لم تفهم حماس بعد فسنحرص على تفهيمها.. بدون عودة الجنود الأسرى والاستقرار الأمني لن تعود غزة اقتصاديا." وفق تعبيره. وأشار إلى أن إسرائيل ستعمل على تعزيز التعاون مع السلطة الفلسطينية وبدعم مصري مهم، في قضية إعادة تأهيل قطاع غزة". وبخصوص لقاحات كورونا، زعم أن لإسرائيل مصلحة طبية وسياسية وأمنية واضحة في تطعيم الفلسطينيين ضد كورونا. وأبدى ترحيبه بإعلان السلطة الفلسطينية العودة إلى تنفيذ الاتفاق بشأن توفير اللقاحات من إسرائيل.