أشاد أكاديميون وخبراء في التعليم بالخطوات التي أعلنت عنها وزارة التعليم لتطوير المنظومة التعليمية والحد من انقطاع الطلاب والطالبات عن متابعة الدراسة عبر تطبيق الفصول الدراسية الثلاثة بدءاً من العام المقبل، مؤكدين أنها تثري الجوانب المعرفية لدى الطلاب والطالبات وتطور مهاراتهم التعليمية والفردية وتؤهلهم للالتحاق بسوق العمل بعد المرحلة الثانوية. وترى أستاذ مساعد في قسم المناهج وطرق التدريس من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. خلود فواز التميمي أن تطبيق الفصول الدراسية الثلاثة يحمل إيجابيات كثيرة منها إتاحة فرصة أكبر للطلاب لتلقي عدد متنوع من المقررات التدريسية التي تثري الجانب المعرفي لدى الطلاب، وزيادة عدد ساعات التعلم للإسهام في تحقيق النواتج المميزة، إضافة إلى المرونة والأريحية للطلبة حيث يتخلل هذه الفصول عدد جيد من الإجازات الرسمية والوطنية التي تكسر الروتين. ووصفت أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة شقراء د. ابتسام عبدالعزيز الناهض تطبيق الفصول الدراسية الثلاثة بأنها خير إعداد للطالب وإكسابه المهارات الفعلية التي تؤهله للانخراط في سوق العمل باكراً، حتى لو كان بعد المرحلة الثانوية، مؤكدة على التوظيف الجيد للأيام الدراسية والساعات التعليمية. وقال د. محمد سعيد عبدالله القحطاني من كلية التربية جامعة الملك فيصل: إن تطبيق الفصول الدراسية الثلاثة سيؤدي إلى زيادة مساحة التعلم والتعليم، ووجود مقررات ومواد دراسية إضافية تطلبها المرحلة الحالية وزيادة ساعات أيام الدراسة على مستوى العام الدراسي. وأشار د. سالم العنزي من كلية التربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى أنه في نظام الفصلين الدراسي كانت فترة الإجازة نحو أربعة أشهر وبالتالي هناك هدر تعليمي، لأن الطالب عندما يعود في بداية العام الدراسي الجديد يكون منقطعاً بصورة كبيرة عن المحتوى التعليمي؛ مشيراً إلى أن النظام الجديد سيكون له إضافة كبرى في زيادة المهارات لدى الطلاب وخاصة ما يتعلق بمهارات الحياة ومواكبة النظم التعليمية العالمية. وقال وكيل كلية الدراسات والتطوير وخدمة المجتمع بجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل د. عبدالعزيز محمد الشيخ: إن تطبيق الفصول الدراسية الثلاثة سيسهم في تقليص الفاقد التعليمي على صعيد المدارس والطلبة، إلى جانب تقليص فترة الانقطاع التي كانت تصل إلى 4 أشهر متواصلة، بالإضافة إلى المردود الكبير للاستفادة من هذا الوقت في إثراء الطلاب والطالبات بالتعليم المستمر والدائم وهو ما سيعكس تطوير مهارات الطلبة وتحصيلهم العلمي. وأوضح أستاذ المناهج والتطوير بجامعة الإمام محمد بن سعود د. عبدالله سليمان الفهد أن تطبيق الفصول الدراسية الثلاثة يساعد في الوصول إلى المعرفة بدلاً من تلقيها، إلى جانب التركيز على الاتجاه الجديد بإعطاء الوقت الكافي في مسألة التطبيق بدلاً من التلقي فقط، مشيراً إلى كفاءتها من ناحية استثمار الوقت المهدر في الإجازات الطويلة وتحويله إلى نواحٍ تعليمية فعّالة. وكيل كلية التربية للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الملك فيصل محمد عبداللطيف الملا، قال: إن هناك جوانب إيجابية لتطبيق المسار الثانوي تتمثل في خلق فرص عمل للطلاب بعد المرحلة الثانوية دون الحاجة للالتحاق بالتعليم الجامعي مما يساعد في تلبية احتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى تحسين نواتج التعلم ودراسة الكثير من المقررات المتعلقة بالمهارات الحياتية كالتفكير النقدي والتعبير عن الذات والعمل مع الآخرين. من جهته، قال مساعد رئيس قسم التربية الخاصة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. يوسف بن أحمد بوسعد: إن الدراسات أثبتت أن طول الإجازة الصيفية يؤثر بشكل سلبي على التحصيل الأكاديمي للطلاب مما يجعل هناك صعوبة لتكيف الطلاب مع بدء العام الدراسي، موضحاً أن زيادة شهر وتقسيم الفصول الدراسية إلى ثلاثة سوف يساعد في معالجة هذه الفجوة بطريقة إيجابية. وأضاف بوسعد أن تطوير المناهج والخطط الدراسية من أولويات وزارة التعليم، مشيداً باهتمام الوزارة بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال المناهج الخاصة وأدلة المعلمين، وكيفية التعامل معهم بما ينعكس إيجاباً على مخرجات التعليم. إتاحة فرصة أكبر للطلاب لتلقي عدد متنوع من المقررات التدريسية