تهدف خطة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- لتطوير المدن إلى حياة كريمة عامرة بالرفاهية للمواطن، في مدينة تتوافر فيها كل سبل الحياة الراقية للمواطنين. وعند تخطيط المدن الكبرى لم تعد الأمور عشوائية وفق الأمزجة الشخصية، وما تم تحقيقه في عشرات السنين السابقة يختلف تماماً عما تتطلع إليه القيادة الرشيدة وفق الاستراتيجية التي وضع أسسها ولي العهد، فقواعد التطوير التي ينادي بها في مختلف القطاعات والأجهزة لا حدود لها، وعند تخطيط المدن الكبرى أصبح لزاماً علينا الاعتراف الصريح أن ولي العهد سبق عصره عندما قال: «إن الخطط الاستراتيجية لتطوير مدينة الرياض الهدف منها استيعاب ما بين 15 - 20 مليون نسمة، بهدف تنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد». وقال محللون إن المدن الكبرى تنشأ لأغراض استيعاب الازدياد السكاني، ما يتطلب معه تخطيط حضري بمشاركة جهات متنوعة ينظم شكل المدينة وتوزيع الخدمات وتصميم الأحياء والشوارع واستكمال البنية التحتية، ويمكن أن يكون لعلم الاجتماع دوره المهم في المشاركة بالتخطيط الحضري، وذلك لما يملكه من استكمال البنية الفوقية، المتمثلة في تحليل سلوك السكان وتغير القيم، وما ينشأ معها من قضايا اجتماعية كثيرة، مثل: القضاء على البطالة والحد من الجريمة والانحراف، وهذه مسألة مهمة، وتتأكد أهميتها في ضوء تسارع تغير المدن الكبرى وفق استراتيجيات جديدة تواكب رؤية 2030. وأوضحوا أن مشروع أنسنة المدن يتطلب معه ضرورة بناء هوية إنسانية للمدن من خلال رسم سياسات عليا موحدة تحدد المصالح العليا التي ينبغي الالتزام بها أو عدم تجاوزها على الأقل، وهو بناء مدن تتسم بجودة الحياة. خاصةً أن المدن سوف تشهد تحولات كبرى في النمو الحضري في المستقبل القريب، حيث أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -فبراير 2021- عن الخطط الاستراتيجية لتطوير مدينة الرياض، بحيث يمكن لها أن تستوعب ما بين 15 - 20 مليون نسمة، بهدف تنويع مصادر الدخل ونمو الاقتصاد، مما يؤكد على الاستعداد المبكر بالبحوث والدراسات والتقارير الاستشرافية للتحولات الاجتماعية والاقتصادية والحضرية القادمة.