وصف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، مفهوم برنامج الأمن الفكري، بأنه أوسع مسارات وأشمل من مجال الفكر المتطرّف والغلو، كونه برنامجاً يواجه التحديات القادمة من الجهات المعادية للتأثير على أمن الوطن وفكر المجتمع. وقال "لن يكون هناك مجاملة لأي أحد، وسنقف صفاً واحداً ضد كل من يستهدف أمن الوطن في الفكر والتطرف والغلو، انطلاقا من أسس وأهداف وإستراتجيات برنامج الأمن الفكري الذي تشرف عليه إمارة المنطقة". إطلاق مشروعات تقنية في بريدةوعنيزةوالرس وتدشين تطبيق تقييم المنشآت التجارية ولفت سموه الانتباه خلال رئاسته اجتماع اللجنة العليا لبرنامج تعزيز الأمن الفكري في قاعة الدرعية للمؤتمرات بالإمارة أمس، إلى أن هناك تحديات قادمة تستهدف أمن الوطن وفكر المجتمع، وتنحصر في أربعة محاور تتمثل في استشاطة الأعداء لنشر الإلحاد، والتأثير على النشء في الجانب الأخلاقي، ونشر المخدرات للتأثير على العقول، والتطرف والغلو، كاشفاً أن هذه أدوات موجهة من جهات معادية لتبسيط هذه المفاهيم مما يدفعنا إلى أن نقف بقوة ضد كل ما يؤثر على شبابنا وفتياتنا، وحماية مجتمعنا، من جميع الأفكار الضالة أو الحزبيات أو الانتماء لما يفرق المجتمع أو يشكك بشرعية ولي الأمر، داعياً إلى الحذر والتنبؤ المجتمعي بأي وجود لخلايا نائمة، بعد أن واجهتها قيادة هذه البلاد – أيدها الله -، بحزم وعزم. وأكد أهمية إعمال الفكر والعقل للخلوص إلى أدوات جديدة تتواءم مع أهداف برنامج تعزيز الأمن الفكري، لمواجهة المخاطر الفكرية والعمل بطاقة عالية للوصول إلى الأهداف المنشودة - بإذن الله -، متسائلاً عن كيفية إعادة دور الأسرة لتكون قدوة حسنة كما كان عهدها في السابق، مبرراً سموه ذلك بأن الأسرة في الوضع الحالي أصبحت متعددة داخل أسرة واحدة، مرجعاً ذلك إلى تأثير التقنية الحديثة، موصياً بإعادة التفكير بدور الأسرة لتكون فاعلة، مشددا سموه على دور التعليم بمختلف مستوياته لتعزيز مفهوم الأسرة وترابطها. وحذر سمو أمير القصيم من غزو فكري في مواقع التواصل الاجتماعي والتقنية الحديثة، لكونه يمثل خطراً فادحاً على الثوابت الشرعية والاجتماعية، مطالباً بأخذ هذا الأمر على محمل الجد، ومواجهة جميع التيارات بحزم وقوة وخصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والفكر الضال. واقترح سموه خلال الاجتماع إلى تأسيس رابطة أصدقاء الأمن الفكري بالمنطقة، قائلا "هناك كثير من برامج الأمن الفكري في الجامعات ومراكز البحوث، ويكون لها منصة إلكترونية لاستقبال جميع الآراء والأفكار التي تعزز من جهود برنامج الأمن الفكري"، مشيداً بجهود جميع الجهات الحكومية بما تحقق من إنجازات لبرنامج الأمن الفكري. فيما استعرض وكيل الإمارة للشؤون الأمنية بإمارة القصيم اللواء الدكتور نايف المرواني، من جانبه خلال الاجتماع ما حققه البرنامج من إنجازات خلال العام الماضي، وجهود الجهات الحكومية والخاصة، حيث بيّن أن البرنامج شارك في عدة مهرجانات كبرى في المنطقة قدم من خلالها 1000 استشارة نفسية واجتماعية واسرية، وتوزيع أكثر من 10 آلاف كتيب تعريفي بالبرنامج، وتوزيع أكثر من 5 آلاف هدية للزوار، كاشفاً أن عدد المستفيدين من الملتقيات بلغ 492800 مستفيد، وإقامة 86 نشاطاً استفاد منه 39500 مستفيد، مبيناً بأن عدد المستفيدين من حملة معاً ضد الإرهاب والفكر الضال أكثر من 850 ألف مستفيد، شملت المحاضرات والرسائل التوعوية لحماية عقول النشء من الإرهاب والأفكار الضالة، مشيراً إلى أن برنامج تعزيز الأمن الفكري بالقصيم سيعمل خلال الفترة القادمة على التوسع في مفهوم الأمن الفكري، وتدريب القوى العاملة على مفاهيم الأمن الفكري، وتفعيل دور الأمن السيبراني والمعلوماتي. حضر الاجتماع وكلاء الإمارة ومديرو الجهات الحكومية المعنية. من جهة أخرى أكد أمير منطقة القصيم أن التوسع في التخصصات التعليمية والتقنية والمهنية بما يحقق احتياج سوق العمل ويوفر الفرص الوظيفية لطالبي العمل، هو ما تنتهجه الآن الحكومة الرشيدة - أيدها الله -، مشيرا إلى أن التوسع في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لإيجاد تخصصات جديدة في الكليات التقنية بالمنطقة، يؤكد على حرص القيادة الحكيمة لتحقيق مستهدفات رؤية الوطن 2030، واهتماماً من المؤسسة لتوفير كل التخصصات التدريبية المستهدفة. جاء ذلك خلال إطلاق سموه عددا من المشروعات التقنية والمهنية بالمنطقة، بحضور معالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور أحمد بن فهد الفهيد، ووكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالرحمن بن حسين الوزان، ومدير إدارة التدريب التقني والمهني بالمنطقة محمد المذن. واستمع سموه لشرحٍ من المذن، عن المشروعات التقنية والمهنية التي جرى إطلاقها، وشملت كلية السياحة بالقصيم بمحافظة الرس بمساحة إجمالية 30000 متر مربع، وتضم في مراحلها الأولى تخصص السفر والسياحة وتخصص إدارة الفعاليات، مشيراً إلى أن طاقتها الاستيعابية تصل إلى 1200 متدرب، ومشروع الكلية التقنية للبنات بمحافظة عنيزة بمساحة إجمالية بلغت 200 ألف متر مربع وتضم تخصصات المحاسبة والسياحة والفندقة كمرحلة أولى وفقاً لاحتياجات المرحلة لتمكين بنات الوطن لسد احتياجات سوق العمل من هذه التخصصات، كاشفاً أن طاقتها الاستيعابية ستتجاوز أكثر من 2500 متدربة، كما شملت المشاريع أيضاً إطلاق مشروع بكالوريوس الأمن السيبراني في الكلية التقنية للبنين بمدينة بريدة الذي يستقطب خريجي مرحلة الدبلوم للكليات التقنية بالمنطقة وما يعادلها ويستقطب أيضاً العديد من منسوبي الجهات الحكومية وقطاع الأعمال لسد احتياجاتها من تلك التخصصات وتمكين منسوبيها من الالتحاق بتلك البرامج خلال الفترة المسائية. من ناحية أخرى أكد الأمير فيصل بن مشعل على أهمية التحوّل التقني في الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين من خلال التطبيقات الإلكترونية التي تقدم مجموعة من الخدمات والمعلومات المتكاملة. وأوضح أمير القصيم أن العمل على التطبيقات الإلكترونية تُعد نافذة مهمة للتواصل مع المستفيدين كون التقنية الحديثة تُسهل عملية التواصل وتختصر الجهود للوصول إلى الخدمات والاستفادة منها، مشيداً بما يبذله أمين منطقة القصيم المهندس، وفريق العمل بالأمانة من جهود لتوفير أفضل البرامج والخدمات الإلكترونية، التي تسهم في التواصل بين المواطنين والأمانة. جاء ذلك، بعد تدشين سموه بمقر الإمارة، التطبيق الإلكتروني لتقييم وتصنيف المنشآت التابع لأمانة منطقة القصيم، بحضور وكيل إمارة القصيم الدكتور عبدالرحمن بن حسين الوزان، وأمين المنطقة المهندس محمد بن مبارك المجلي واستمع الأمير فيصل بن مشعل إلى شرحٍ موجز من أمين منطقة القصيم عن التطبيق وأبرز الخدمات التي يقدمها، مشيراً إلى أن التطبيق يهدف إلى إشراك المستفيدين من أصحاب المنشآت في خدمات أمانة المنطقة، سعياً لتحسين جودة العمل الرقابي، ورفع مستوى الرضى عن أعمال الأمانة في مراقبة المنشآت التجارية، وتقييم العمل الرقابي حسب معايير الجودة، وقياس مدى الوعي بالأنظمة والتعليمات البلدية الخاصة بالمنشآت التجارية. من جانب آخر تسلم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رئيس برنامج تعزيز الأمن الفكري بالقصيم، تقريراً عن مشاركة أمانة المنطقة وبلدياتها في برنامج تعزيز الأمن الفكري. جاء ذلك خلال استقبال سموه بمكتبه بامارة منطقة القصيم، أمين منطقة القصيم المهندس محمد بن مبارك المجلي، وعدداً من مسؤولي أمانة منطقة القصيم. كما استقبل أمير منطقة القصيم بمكتبه أمس، القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية في الرياض لدى المملكة مارتينا سترونغ، والوفد المرافق له. وجرى خلال اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. وأشاد القائم بأعمال السفارة الأميركية في الرياض بما تشهده منطقة القصيم من تطور وتقدم كبقية مناطق المملكة. كما استقبل أمير منطقة القصيم، سفير مملكة الدنمارك لدى المملكة السيد أوله موسبي ورحب سموه في بداية اللقاء بسفير الدنمارك لدى المملكة، منوهاً بعمق العلاقات التي تربط المملكة بالدنمارك في مختلف المجالات، وسعي البلدين نحو تعزيزها وتطويرها وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية وبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. من جهته أشاد السفير الدنماركي بما تمتلكه المملكة من مقومات حضارية وتراثية وما حققته من تطور ونماء بارز خلال هذه الفترة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وخلال لقائه القائم بأعمال السفارة الأميركية في الرياض .. الأمير د. فيصل بن مشعل يستمع إلى شرحٍ من أمين القصيم عن التطبيق وأبرز الخدمات التي يقدمها