احتاج رئيس الشباب خالد البلطان عامين بالتمام والكمال ليعيد النادي العريق إلى الواجهة بعدما ظل بعيداً عن المنافسات طيلة خمسة مواسم وسط حالة من التشتت الإداري والفني وغياب الحضور الشرفي الداعم كما كان في السابق. البلطان وإن كان حضوره في ظروف مختلفة من ناحية الدعم المالي والشرفي، إلا أنه استطاع - متكئاً على خبرة وتجارب سابقة امتدت لأكثر من عشر سنوات - النهوض بالشباب وإسعاد عشاق «الليث» حتى الآن، إذ أعطى وصول الشباب لوصافة ترتيب الدوري بفارق نقطة عن المتصدر الهلال مؤشراً هو الأهم في مسيرة النادي الكبير للعودة بطلاً كما كان سابقا. لا يتمتع الشباب بنفس القوة والملاءة المالية التي تمتاز بها أندية النصر والهلال والاتحاد والأهلي، لكن العمل الإداري في النادي العاصمي تفوق على نظرائه في النصر والأهلي والاتحاد، من خلال كفاءة الصرف وتعزيز الموارد المالية غير الحكومية. يتمتع الشباب بأكبر عدد من الرعاة والشركاء، صحيح أن مبالغ كل عقد ليست بالضخمة لكن حضور النادي من خلال هذه الشركات وفي مختلف القطاعات يعزز من تواجد النادي وحضوره في كل مكان، إذ يعطي انطباعاً جيداً، ومنافع غير مباشرة. الحضور الإعلامي أيضاً كان طاغياً في الشباب، واستفاد البلطان من خبرته في تحريك الرأي العام في غير اتجاه، وآخرها تصريحاته على قناة النادي على منصة «يوتيوب» والتي حملت الكثير من الآراء المثيرة في ملفات عدة أهمها مسألة التجديد مع المهاجم عبدالله الحمدان. على المستوى الفني، كان الشباب حاضراً في كثير من المباريات وإن كان عانى من عدم قدرة المدرب السابق على تعزيز حضور الفريق وتوظيف عناصره إلا أن المؤشرات تؤكد أن رفاق النجم الأرجنتيني بانيغا سيكون لهم بصمة كبيرة في المتبقي من الموسم، وخصوصاً في مشوار الفريق في الدوري خصوصاً وأن تراجع الهلال قلص الفوارق الكبيرة بينه وبين بقية الفرق التي أظهر الشباب أنه أكثرها جهوزية للتواجد في المنافسة. المهم أن لا يستعجل الشبابيون كثيراً، ولا يمارسوا الضغوطات من أجل تحقيق الدوري، خصوصاً وأن بناء فريقهم لم يكتمل بعد، إذ من الواضح أن الفريق يتجه بشكل مثالي لاقتناص الألقاب خلال موسمين إن استمر العمل الإداري والفني على هذه الوتيرة.