المملكة الأم الرؤوم الحاضنة لجميع فئات شعبها بمختلف أنواعهم وأجناسهم، الداعمة لكل مَن على أرضها، الغارسة بذور الانتماء فيهم مُنذ رشفة الحليب الأولى على لسانهم، لم تُضيع تلك الفرصة الإنسانية لدعم ذوي الهمم، في لفتة إنسانية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله - سيتم تدشين الاحتفال باليوم العالمي للغة أصحاب العصا البيضاء والقلوب البيضاء كذلك، لغة "برايل". ولغة برايل هي نظام كتابة يستخدمه المكفوفون وضعاف البصر، حيث هي الطريقة المُثلى التي تجذبهم إلى نور العِلم، والتي تم اعتمادها من منظمة الصحة العالمية وعُمِّمَت وتم تطويرها لتشمل أكثر من لغة، وتشمل كذلك صاحب الهمة من المكفوفين وتأهيله في جميع الجوانب التعليمية والاجتماعية حتى في التعاملات اليومية، وإيمانًا من خادم الحرمين الشريفين بأهمية كل فرد في المملكة وأهمية سعيه ليلحق بموكب التقدم السائر نحو نهضة الأمة، فإنه قرر تطويع أغلب الهيئات العامة والخاصة وإمدادهم بأجهزة حديثة تضمن تيسير تعاملاتهم. بِسِت نقاطٍ أساسية بارزة في صفين، وبمجرد لمسها بالأنامل تتشكل جميع الأحرف الأبجدية والأرقام، وتضاء أبواب الأمل لأطفالٍ وشبابٍ من ذوي الهمم، فتفتح لهم آفاق المعرفة، وترسم لهم آمالًا تهيئ لهم حياة طبيعية. وكون الكتابة بطريقة برايل تتطلب مساحة أكبر بكثير من الخط العادي فإن المُجلد الواحد ليتحول بطريقة برايل قد يتم كتابته في عشرة مجلدات، لكنها أبدًا لم تَكُن عائقًا أمام المملكة وجهودها الجبارة لتشملهم نسمات النهضة التي عمَّت البلاد. وبموجب القرارات تم تخصيص ميزانية ضخمة لإمداد المدارس الخاصة بأصحاب الهمم من المكفوفين بأحدث الأساليب والأجهزة التكنولوجية مثل آلات بيركنز التي تعتبر بمثابة القلم الكفي وتوزيعها مجانًا لتيسر على أبنائنا الطلاب عملية التعليم، ليخرج من بيننا علماء ومفكرون كبار يضعون بصماتهم في تاريخ المملكة العريق. قدَّمَت التكنولوجيا وجهًا حانيًا من أوجه التطوير لطريقة برايل، حيث أصبحت عملية تحويل الكتابة العادية للكتابة بطريقة برايل أسهل من ذي قبل، عن طريق برامج مكَّنَت ذوي الهمم من المكفوفين من قراءة الكتب العادية، في إضافة رموز لغة برايل على لوحات المفاتيح وأجهزة الصراف الآلي حتى يتمكنوا من استخدامها بكُل سهولة ويُسر. الجميع اليوم مستعدون ودائمًا ساعون بأفضل أساليب وتقنيات الفحص والعلاج لإنقاذ ضعاف البصر، وتنظيم حملاتِ توعوية تشمل جميع فئات المجتمع باحتياجات ذوي الهمم وأهمية تنمية مواهبهم والعمل على دعمهم ودمجهم في المجتمع من دون أن يشعروا بأي فرق. فخطة 2030 التنموية لا تستهدف فقط مؤسسات، بل ستضع بصمتها في كل مواطن على أرض المملكة.