الإرهاب سلوك لا أخلاقي؛ حقيقة بدهية لا يختلف عليها أحد، ومن هنا فإن الإدانة الأخلاقية لأي عمل إرهابي هي واجب يفرضه الضمير وقبله الديانات السماوية المختلفة. والمملكة حين تدعم أي فعل ذي مسلك إنساني وأخلاقي فهي إنما تصدر عن قناعة راسخة بأن عمارة الكون تكون بالخير ومدّ يد العون لكل جهد من شأنه إشاعة التعاطف والتواد والمحبة والسلام في كل أصقاع الكون. وبالنظر لبُنية التسامح اللغوية ودلالاتها العميقة؛ فإن فعل التسامح مِنْ "سمح " تحيل إلى معانٍ عظيمةٍ منها الجود والعطاء والسماحة؛ وهي سجايا وخصال دأبت بلادنا على التعاطي معها عملياً؛ عبر مواقف ومساعدات وجهود تتّسم بالعطاء والجود وتعزيز التسامح كقيمة من قيمنا الدينية والإنسانية اللتين ارتبطتا بشخصية المملكة وباتت ملمحاً بارزاً لا يمكن لأي منصف أن يتجاهله. الصورة الذهنية التي يحاول أن يلصقها البعض من الشانئين والحاسدين بالمملكة أثبت الواقع والتجارب أنها لدوافع شريرة ولا تستقيم مع الواقع الحقيقي لبلادنا التي عمَّ خيرها وأثرها الإنساني البالغ الثراء كلّ البقاع؛ ودون ارتهان هذه المواقف الإنسانية بعلائق عقدية أو مصلحية نفعية؛ وإنما مواقف أملَتْها منظومة القيم والمبادئ الشريفة المغمورة بالخير والسلام والتسامح التي تشكّل شخصية وملامح دولتنا العظيمة. إنّ أي تشويه يستهدف بلادنا لا يعدو كونه افتراءً وتزييفاً ومحاولةً بائسةً ويائسةً في حجب الجهود والنجاحات التي تشهدها مملكتنا؛ وهي جهود من التنوع والثراء ما يجعل استهدافها بُغية وهدفاً للطامعين ذوي المآرب السيئة تحرّكها ذات الأذرع الرخيصة ودوافعها الارتزاقية. يبقى القول إنه من الأهمية أن تتعاضد الجهود الدولية لتعزيز التسامح كقيمة حقيقية؛ تسامح حقيقي إن على المستوى الوجداني أو المعرفي، ونشر ثقافة هذا التسامح بشكل حقيقي وعبر مؤسسات دولية تضعه كمُرشد فاعل وحقيقي للتسامح، كسلوك وتعامل يتم البدء فيه من اجتثاث الأفكار المغلوطة عن المسلمين والعرب وموقفهم من التشدد والتطرف والإرهاب، فهذا الجهد من شأنه أن يُخفّف تأجيج الصراع ومشاعر الكراهية ذات الإرث الثقيل الذي تم تعميمه وتأطير العرب والمسلمين فيه بشكل غير عادل ولا منصف وليس أخلاقياً.