لماذا نشير إليهم دائما، لماذا نتذكر ألسنتهم في الفرح وفي الغضب، في الحب الكاذب وفي الحقد المعلن من قبلهم؟، لماذا نسعى دوما لنبرهن لهم أننا لا نخشاهم؟، لماذا نشتمهم ونتشبّه بهم؟، لماذا يندفع بعضنا ليرد الكلمة بمثلها؟. لماذا.. لا نتجاهلهم.. نؤمن أننا أرقى وأسمى أن نرد عليهم.. ندعهم في غيهم يعمهون؟. ألسنا.. ندرك أن بلادنا الآن تسمو فوق السحب، نعيش في ظلالها بأحسن حال من الأمن والأمان والسعي المكفول بأن لكل مجتهد نصيب.. ولا يعنيها ويعنينا من ينعق.. أو كذب؟!. نعلم أنهم أقل وجاهة وبأتفه منطق بحيث أنهم لا يقدرون على تشويهنا في أي تجمع عالمي، أو حضور أممي، فقط من على منابر الحاقدين أصحاب الأموال والأجندات الفاسدة الذين سرعان ما يلفظونهم ويستعيرون غيرهم. نحن لم نكن ننتظر كلمات مدح منهم ولا فعلا طيبا من قبلهم.. نحن نعرفهم، ندرك أنهم متلونون.. مع من دفع؟!.. ومع من أعلن عداء لبلادنا؟!.. هم يعرفون دمنا المسكوب لأجل قضاياهم.. وأموالنا المليارية لأجل راحتهم.. لكنهم مازالوا يتفننون في الأذية.. ينقادون بسهولة لفعلها، يناصرون من يضمر لهم ولنا الشر ويقتات على سوء دبرتهم وضعف حيلتهم. يمسّهم هوس من ذكر أسمائنا ومن الأفعال الرائعة لقادتنا.. ارتقاء نهضتنا.. الإعلان عن رؤيتنا، ترعبهم قيمتنا الدولية.. يتلصصون علينا في كل شاردة وواردة.. يتابعون أفعال حكومتنا، بل إنهم يكادون يظهرون أمام نافذة مطبخنا وعند سور حديقتنا.. منشغلون بنا، لا يستطيعون مغادرة أخبارنا.. حتى لا يقدروا أن يخلدوا إلى النوم دون التفكير فينا. بصراحة هم لم يشفوا من نار الحقد التي تغلغلت في صدورهم حتى بات اقتلاعها مرتبطا باقتلاع القلب نفسه.. فهم ما زالوا يعتقدون أن صحراء الجزيرة العربية لم يكن لها أن تنجب الأفذاذ من أصحاب الرؤية والشمولية والارتقاء.. ليس لها أن تنعم بالخير على أهلها.. أن يرتفع اسمها وتأثيرها عاليا.. أن تتقدم وترتقي لتصبح نبراسا للتفوق والعلم.. أن تكون عظيمة بأفعالها.. قائدة سيدة قرارها.. حقيقة هم لن يشفوا منّا أبدا.. لأنهم فقدوا بوصلتهم.. واستمروا أتباعا يتعلقون بالأخرين؟!. مرضهم النفسي صعب الشفاء فلا أدوية تُبرئ سقمهم.. فالوضع المرضي يحتاج إلى تغير أجيال.. لا تغيُّر أفراد؟!. المهم في القول إننا نعرف طريقنا.. ولن نلتفت للخلف لأننا لا نشمت بأحد ولكي لا نزيد أوجاعهم أشد مما هم عليه.. والأهم أن لدينا مستقبلا زاهرا حريا أن ننشغل به أكثر؟!.