أكد الرئيس التنفيذي بالهيئة الملكية بالجبيل، المهندس مصطفى بن محمد المهدي، أن حجم استثمارات القطاع الخاص بالمدينة الصناعية بالجبيل يصل إلى 518.7 مليار ريال، وفي مدينة رأس الخير نحو 101.7 مليار ريال، وأن الهيئة في حاجة إلى شراكات أكبر وأكثر اتساعًا مع القطاع الخاص لما بعد جائحة كورونا، وأنها مُقبلة على مشروعات جديدة بعدد عقود 164 عقدًا تُقدر ب29.3 مليار ريال، وهي موجهة إلى المقاول الوطني وتمنحه الأفضلية، وأن الهيئة لا تفرق بين المقاول من الباطن أو المقاول الأساسي فجميعهم مقاولون لدى الهيئة، مشيرًا إلى أن فلسفة الهيئة تقوم على أن المقاول هو شريك النجاح الأول بالنسبة لها، وأنها دائمًا ما تدعم المقاولين وفقًا لأفضل الطرق المتبعة. وقال المهدي: إن فترة الجائحة لن يكون لها تأثير على تقييم المقاولين، داعيًا القطاع الخاص بضرورة متابعة الفرص المستقبلية التي تقدمها الهيئة بعد الجائحة، وذلك من خلال منصة اعتماد للمنافسات الحكومية، وحضور المنتديات، مثل منتدى المشروعات المستقبلية في 2020، منوهًا بأهمية مراجعة المقاولين لخطط استمرارية الأعمال والاهتمام بالعمال ومساكنهم وإعادة تقييم الوضع الحالي وتحسينه لتقليل المخاطر، فضلاً عن التسريع في عمل التطبيقات الإلكترونية. وأوضح المهدي، مدى الأهمية التي يُمثلها المقاول الوطني بالنسبة للهيئة فهو الشريك الأهم بالنسبة لها، لافتًا إلى أن الهيئة تطبق لائحة تفضيل المحتوى المحلي في كافة مشروعاتها؛ إذ تصل في المشروعات الإنشائية إلى ما نسبته من 82 % إلى 92 %، ولكنها قد تصل إلى 65 % في المشروعات التخصصية التي يصعب فيها توافر المحتوى المحلي من سلاسل الإمداد لمواد التشييد، وإنه في عقود توريدات المشروعات تتأصل ضمن بنودها الأولوية للمنتجات أو المواد المحلية، كما أن الهيئة لا تنظر فقط إلى المحتوى المحلي في إطار التوريدات، ولكنها تضع كذلك العمالة الوطنية على قائمة خياراتها الأساسية، وفيما يتعلق بجائحة كورونا وكيفية تعامل الهيئة معها، أكد المهدي، أن الهيئة تعاطت بشكل كبير مع الأزمة فعمدت إلى تطبيق كافة اشتراطات وزارة الصحة سواء فيما يتعلق بسكن العمالة أو المصانع، وأقامت حجرًا صحيًا في كل من الجبيل الصناعية ومدينة رأس الخير حتى وصلنا بحمد الله إلى أعلى درجات التعافي، مشيرًا إلى لجنة إدارة الأزمات والمخاطر التي لعبت دورًا كبيرًا في الحد من الانتشار وتخفيف المخاطر؛ إذ تركزت مهمتها في دارسة المخاطر وتقديم سيناريوهات للمستقبل، وكانت تنعقد اللجنة بشكل يومي مع مديري العموم، وكذلك بشكل أسبوعي مع الرؤساء التنفيذين للشركات الصناعية. وعن مواكبة الهيئة للتحول الرقمي، قال المهدي: إن هناك استراتيجية وطنية للتحول الرقمي، وأن الهيئة تواكب هذه الاستراتيجية، فعمدت إلى تحسين البنية التحتية والقدرات البشرية، وهو ما ساعد بشكل كبير في تحقيق النجاح الذي ظهر بشكل واضح مع بدء جائحة كورونا، ويتم العمل الآن على هذا الاتجاه التخطيطي في مدن الهيئة الملكية وطبق بشكل رئيس في خططها العامة وتطبيقاتها وعلى سبيل المثال لقد نفذت الهيئة العديد من المشروعات والتطبيقات في مدينتي الجبيل ورأس الخير الصناعيتين كمنظومة إدارة الحركة المرورية والمنظومات الشمولية للإدارة التشغيلية للمباني والمرافق ومنظومات الإدارة الذكية للخدمات مثل إدارة النفايات وأتمتتها بالإضافة إلى التطبيقات الذكية في التصميم وإدارة التشييد والبناء. جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته غرفة الشرقية، مُمثلة بلجنة المقاولات، منتصف الأسبوع الماضي، عبر تقنية الاتصال المرئي، وحضرها رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية، عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي، وأدارها عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة المقاولات بالغرفة، حمد بن حمود الحماد، الذي أكد على الأهمية الاقتصادية لقطاع المقاولات بوصفه محركًا رئيسا للاقتصاد الوطني، ويعد مستهلكًا أوليًا للمنتجات الصناعية المحلية، مشيرًا إلى حالة النمو المتصاعد التي كان يشهدها القطاع حتى الجائحة، التي أضرت وفقًا للحماد وعوامل أُخرى بالقطاع بشكل لافت؛ وبات يواجه المقاولون السعوديون أوضاعًا صعبة بسبب تباطؤ الطلب، وتأثر التدفقات النقدية، وتأجيل المشروعات، وتعطل سلاسل الإمداد. مصطفى المهدي