كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، النقاب عن مراحل تطبيق مخطط الضم بالضفة الغربية، المزمع تنفيذه في الأول من يوليو المقبل. وقالت الصحيفة العبرية، أمس الأربعاء، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يدرس إمكانية تنفيذ مخطط الضم بالضفة الغربية، على مرحلتين. وأضافت، أنه وفقاً للمقترح الجديد، سيبدأ الضم أولاً بالمستوطنات الكبرى، بنسبة 10 % من مساحة الضفة، وفي المرحلة الثانية، ضم 20 % من المناطق بالضفة، بما فيها الأغوار. ولفتت الصحيفة، إلى أن إسرائيل، ستعمل على مطالبة الفلسطينيين بالعودة للمفاوضات، بين المرحلتين، وأن هدف هذا المقترح هو تقليل التوتر مع الأردن، والانتقادات الدولية لإسرائيل. وأشارت، إلى أنه تم تحويل هذا المقترح إلى الجانب الأميركي، لمعرفة موقف الإدارة الأمريكية منه، من دون تحديد خرائط الضم النهائية حتى هذه اللحظة. وذكرت الصحيفة العبرية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو قال خلال محادثات مع عدة جهات إسرائيلية، في الأيام الماضية، إنه يدرس تنفيذ مخطط ضم مناطق واسعة في الغربية لإسرائيل على مرحلتين، أو "نبضتين"، وبحيث يتم تنفيذ المرحلة من خلال ضم المستوطنات "المعزولة" الواقعة خارج الكتل الاستيطانية وفي عمق الضفة. وحسب خطة نتنياهو، فإن "النبضة الأولى" ستشمل "المستوطنات المعزولة" خارج الكتل الاستيطانية، وأن يتم من خلالها ضم 10% من مساحة الضفة، علماً أن مساحة هذه المستوطنات أقل من ذلك بكثير، ما يعني أن المخطط يقضي بضم مناطق أخرى لا توجد فيها مستوطنات. ويدعي نتنياهو في خطته هذه، أنه بعد تنفيذ هذه المرحلة، سيتوجه إلى السلطة الفلسطينية "ويدعوها إلى طاولة المفاوضات". وفيما يرفض الفلسطينيون وبحق مخطط الضم برمته، ويتوقع أن يرفضوا العودة إلى طاولة المفاوضات، "ستبدأ إسرائيل بتنفيذ النبضة الثانية في 20 % المتبقية" من مساحة الضفة، بادعاء أن خطة "صفقة القرن" تنص على ضم 30 % من الضفة لإسرائيل. وقالت الصحيفة إن نتنياهو يريد معرفة موقف الولاياتالمتحدة حيال خطته هذه، والتي ما زالت "في مرحلة أولية جداً ولم ترسم خرائط بعد". وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو قرر تنفيذ المخطط على مرحلتين لعدة اعتبارات، ويزعم الاعتبار الأول أن "هذه الخطوة ستعكس للمجتمع الدولي والمنطقة أن إسرائيل صاغية للانتقادات وتنفذ خطواتها بحذر"، وأن "خطوة مؤلفة من مرحلتين تلائم توجه البيت الأبيض الذي يرى برؤية ترمب خطة سلام وليس خطة ضم". والاعتبار الثالث، بزعم نتنياهو، هو أنه إذا دُعي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى استئناف المحادثات مع إسرائيل، "فإن هذا الأمر يلائم منطق خطة ترامب، الذي يريد نقل رسالة إلى الفلسطينيين بأن الوقت لا يعمل في صالحهم". وفيما يتعلق بضم المستوطنات "المعزولة" أولاً، يعتبر نتنياهو أن "الامتناع عن ضم غور الأردن سيجعل رد الفعل الأردني، الذي يثير قلق الإدارة الأميركية، معتدلاً. إضافة إلى وجود إجماع إسرائيلي واسع ببقاء غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلي في اي اتفاق مستقبلي، ولذلك ينخفض الإلحاح على البدء بالضم في هذه المنطقة. ولهذا السبب أيضاً، يفضل نتنياهو عدم البدء (بضم) الكتل الاستيطانية الكبرى، مثل أريئيل، معاليه أدوميم وغوش عتصيون. وبموجب كافة خطط السلام التي طُرحت، كان يفترض أن تكون الكتل جزءاً من إسرائيل". وفي المقابل، حسب نتنياهو، فإن "فرض السيادة الإسرائيلية في عمق المستوطنات، أي في المناطق التي تعتبر قلب أرض إسرائيل القديمة، سيشكل مقولة سياسية ذات أهمية تاريخية وستزيل عن الأجندة إمكانية اقتلاعها في المستقبل". وقالت الصحيفة إن نتنياهو توصل إلى الاستنتاج بوجوب تغيير خطة الضم "في أعقاب المصاعب الكثيرة التي تواجهها الخطة مؤخراً. وخلافاً للتقارير في وسائل الإعلام، فإن نتنياهو ليس قلقاً من تدهور في العلاقات مع الدول العربية ويعتقد أن الخطوات العقابية الأوروبية لن تكون ذات أهمية، وبالمقابل، طلب الولاياتالمتحدة بأن تكون خطة السيادة بالاتفاق مع قادة كاحول لافان، وذلك في الوقت الذي يرفض فيه بيني غانتس وغابي أشكنازي الإفصاح عن موقفهما، جعل نتنياهو يبحث عن مسار يخرج العربة من الوحل". وأضافت الصحيفة أن ثمة سبباً آخر لتغيير خطة الضم، وهي أن الخريطة الأصلية للخطة تركت منطقة يوجد فيها تواصل جغرافي لإقامة دولة فلسطينية، وعارضتها جهات في اليمين الإسرائيلي. "وعلى هذه الخلفية، تم استعراض خريطة مختلفة أمام الأميركيين، وهي مريحة أكثر للاستيطان ولا يوجد فيها تواصل جغرافي للفلسطينيين. وأجرت اللجنة الإسرائيلية - الأميركية لترسيم الخرائط مداولات كثيرة على هذه الخريطة ولم يتم التوصل إلى اتفاق". وتابعت الصحيفة أن "نتنياهو يميل إلى تقسيم خطة السيادة إلى نبضتين، لأنه في المرحلة الأولى لن يكون حسما إزاء حدود إسرائيل المستقبلية مع الدولة الفلسطينية. ورغم أن إمكانية قيام دولة فلسطينية ضئيلة بموجب خطة ترمب، لكن مسألة ما هي أراضي هذه الدولة النظرية محل خلاف كبير داخل إسرائيل ومع الأميركيين أيضا. وفرض سيادة جزئية على مستوطنات معينة، من دون ترسيم خط متواصل الآن، يمنع الحاجة إلى الحسم حالياً في نقاش نتنياهو مع كل من الولاياتالمتحدة واليمين الإسرائيلي، الذي يعارض قسم منه الخطة". ونقلت الصحيفة عن مصادر في البيت الأبيض قولها إنه "لا توجد خريطة سيادة حتى الآن. لجنة ترسيم الخرائط تواصل عملها وعملية الترسيم لم تنتهِ بعد". مقترح المستوطنين في هذه الأثناء، يسعى قادة المستوطنين إلى "لجم" أو "على الأقل تصحيح" خطة ترمب، حسبما ذكر موقع "يديعوت أحرونوت"، ويطرحون "خطة ضم بديلة"، شبيهة بخطة المراحل التي يطرحها نتنياهو، بهدف شمل 19 مستوطنة "معزولة" في خريطة الضم، وإنشاء تواصل جغرافي بينها وبين الكتل الاستيطانية، "ومن الجهة الأخرى من دون تجاوز حجم المنطقة المسموح بها وفقا للخطة، وهو 30 %" من مساحة الضفة. ويتحدث المستوطنون أيضاً عن ضم على مراحل، وأنه مقابل ضم المستوطنات "المعزولة"، الواقعة في قلب الضفة الغربية، يتم إرجاء ضم مناطق أخرى "يفترض أن تكون تحت سيادة إسرائيل بموجب خطة ترمب"، بينها مناطق تقع بمحاذاة شارع 443، والتي يسكنها آلاف الفلسطينيين، وذلك من أجل "استكمال" ضم 30 % من المناطق داخل الضفة الغربية. وأضافت "يديعوت" أنه تم رسم آلاف الخرائط لهذا الاقتراح البديل، وسلمها مجلس المستوطنات إلى الإدارة الأميركية، وهم بصدد نشرها في الأيام القريبة المقبلة، لكن جهات سياسية إسرائيلية قالت إن "البيت الأبيض رفض طوال الوقت إجراء أي تغيير في الخرائط التي رسمها ووافق على (تغييرات تجميلية) فقط". واعتبر رئيس مجلس المستوطنات، دافيد إلحياني، أنه "على الرغم من الرفض الأميركي، على نتنياهو الإصرار على هذه التغييرات. ونطالبه بأن ينصت لاحتياجات المستوطنات ويقدم خريطة أفضل للسيادة وليس خريطة لدولة فلسطينية".