تخصصي عزز علاقتي بأكبر الشركات الأميركية.. والتطوع مفتاح الانطلاق تحفر المبتعثة السعودية حكيمة المطيري، اسمها بحروف من ذهب، في قلب الولاياتالمتحدة الأميركية، وتبدع كل يوم في تدريب الموظفين والموظفات على تحقيق أقصى درجات النجاح في بيئات العمل المختلفة، وهذا ما جعلها في قائمة أشهر المدربات في هذا المجال. وترى المطيري، أنه لا فرق بين بيئة عمل في دولة متقدمة، وأخرى في دولة نامية، إذا ما وجدت التهيئة النفسية التي تحفز الموظفين على الإبداع والتألق وإثبات الذات، مؤكدة، أن الموظف السعودي طموح وناجح ومتألق دائماً، ولكنها عادت وحذرت من أن مجال تدريب الموظفين السعوديين في خطر بسبب «الإنجليزية». حكيمة الحاصلة على ماجستير في «علم النفس التنظيمي» من جامعة هيوستن كلير ليك، تدعو العالم العربي إلى الاهتمام بهذا التخصص، وتؤكد أن أميركا اهتمت به قبل 10 سنوات، واليوم تجني ثماره، وقالت إنه يحق للمملكة الاستفادة من خبرات مبتعثيها في الخارج، ولكنها شددت على أن هؤلاء المبتعثين في حاجة إلى تدريب خاص قبل الالتحاق بسوق العمل، حتى يمنحوا خلاصة خبراتهم لوطنهم.. وهنا تفاصيل الحوار مع حكيمة المطيري. * وسط كوكبة من مبدعات الوطن في العديد من المجالات والقطاعات المهمة سواء في الداخل أو الخارج، هن سفيرات فوق العادة من خلال أعمالهن المتميزة.. كيف استطعتِ في حياة الغربة والثقافة المختلفة، أن يكون لك مكان خاص بك؟ * الشكر لله الحمد أولاً، ثم لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- على توفير سبل الارتقاء بالمواطن، ومنه الابتعاث الخارجي الذي كان فرصة لي ولأبناء وطني في تطوير أنفسهم واكتشاف إمكاناتنا. في الواقع، أنا أؤمن بأن اقتناص الفرص مهارة لا يجيدها الكثيرون؛ لذا سعيت جاهدة إلى استثمار فترة ابتعاثي بالطريقة التي تليق بالمبتعث السعودي، وما يوفره له وطنه من إمكانات في بلد الابتعاث، فحرصت على تطوير نفسي بشكل مستمر، لأضع بصمة تميزني، وتحقق ما أرجوه من تمثيل لائق للوطن، وهذا ما حصل بفضل الله ومنته. * تقومين بتدريب وتأهيل الموظفين في أميركا.. كيف تم ذلك؟ * أدركت في وقت مبكر ضرورة تهيئة مجالِ العملِ لنفسي، فلم أشأ أن أنتظر التخرج لأبدأ العمل، بل تطوعتُ مع عدةِ شركاتٍ طوال فترةِ دراستي، وكان هدفي الأولُ الحصولُ على خبرةٍ، وربطُ ما أتعلمُه بما أعمل به، ومثل هذا الأمر فتح لي أبواب الشركاتِ الأميركيةِ عند التخرجِ، ودائماً أنصحُ المبتعثين الراغبين في العملِ في أميركا بعد التخرجِ، بالتطوعِ خلال فترةِ الدراسةِ، حتى تعرفهم الشركاتِ، وتقدمُ لهم عروضاً وظيفيةً جيدة بعد التخرجِ. * ما أهم «بيئات العمل» التي تقومين بتدريبها للموظفين؟ * عملت في بيئات مختلفة، ما بين بروفيسورات جامعيين وموظفين في قطاعاتٍ مختلفةٍ تعليميةٍ وتكنولوجيةٍ. * وما أهم الجهات والهيئات الأميركية التي قمتِ بتدريب موظفيهم؟ * عملتُ مع TLPAC USA وهي شركةٌ مختصةٌ في الاعتمادِ الأكاديمي، وMenlo Technology وهي شركةٌ تكنولوجيا كبيرةٌ من الشركاتِ المهمة في السيلكونِ فالي، وكما عملتُ مع University of Houston Clear Lake وهي الجامعة التي تخرجت فيها. أما بالنسبة لأهمُ مفاهيمِ بيئةِ العملِ الناجحةِ والمحفزةِ للموظفِ، فهي معاملةُ الموظفِ كإنسانٍ وليس آلةٍ، فبيئةُ عملٍ جيدةٍ تعني موظفاً سعيداً، وسعادة الموظف تؤدي إلى رضا العميلِ وإلى الإنتاجية العاليةِ، وننتجُ من ذلك شركة ناجحة وميزانية ممتازة. * ما أهم الأهداف التي تسعين إلى تحقيقها من خلال تأهيل الموظف؟ o أن يكون الموظف راضياً وسعيداً، وألا يكون هناك فجوة بين الموظفين بعضهم البعض، وبين الموظفين والإدارات العليا، حتى ولو كان هناك مشكلات في بيئة العمل، إذ ينبغي ألا تؤثر على أداء الموظفين، فنحن لا نستطيع العيش في منزل غير مريح، فكيف نستطيع الإنجاز في بيئة غير مريحة. o ما نسبة الموظفين المتنقلين من أعمالهم؟ o في عام 2018 قامت Mental Health America بدراسة عن نسبة الموظفين الذين قاموا بتغيير وظائفهم في ذلك العام، والسبب وراء ذلك، وأثبتت الدراسة أن قرابة 17 ألف موظف من حوالي 19 مجالاً وظيفياً مختلفاً قاموا بتغيير مكان عملهم لأسباب عدة، كان من أهمها الضغط النفسي وعدم الرضا الوظيفي. o حصلتِ على درجة الماجستير في علم النفس التنظيمي من جامعة هيوستن كلير ليك.. هلا تحدثينا أكثر عن هذا التخصص؟ o هذا التخصص جزء من علم النفس التطبيقي، ويعرف -أيضاً-بسيكولوجية الشركات أو علم السلوك البشري. ويختص هذا العلم بدراسة سلوك الموظفين واكتشاف الثغرات التي تؤثر في إنتاجيتهم في العمل، وعلى بيئة العمل بشكل عام، وبناءً على النتائج يتم توجيه المؤسسات إلى وضع خطط التطوير والتدريب، ثم قياس مدى التحسن باستمرار، ومراقبة فعالية المتغيرات الجديدة، من أجل الوصول إلى بيئة عمل جاذبة، وموظف راضٍ وسعيد. هذا الفرع من فروع علم النفس ذو أهمية كبيرة، لكنه -وهذا أمر مؤسف- لا يلقى الأهمية التي يستحقها في كثير من الدول، ومنها الدول العربية، في حين بدأ اهتمام مؤسسات العمل الحكومية والخاصة في أميركا به منذ 10 سنوات، ورغم أنها فترة متأخرة نسبياً، لكن نتائجها كانت مبشرة وواعدة، ما جعل الاهتمام بهذا الفرع جزءاً من قطاع شؤون الموظفين في كل مؤسسة. * قدمتِ دورات تطوير مجانية من عام 2017 حتى الآن للمبتعثين، سواء كانوا سعوديين أو خليجيين أو عرب بهدف تأهيل المبتعث لسوق العمل.. كيف لمست التجاوب، وماذا اكتسبت من ذلك؟ * الهدف من إقامتي لدورات التدريبية هو مساعدة المبتعث السعودي خاصة، والعربي عامة على اكتساب المهارات التي تساعدة في الدخول إلى سوق العمل بعد عودته إلى وطنه، خاصة وقد أدركت أثناء العمل والتواصل مع كثير من هؤلاء، وجود مخاوف من تجربة العمل وتحقيق النجاح المأمول بعد العودة. * حظيتِ بفرصة التدريب العملي مع وكالة NASA للفضاء لمدة ستة أشهر في تصميم البيئات الافتراضية، كيف تصفين هذه التجربة؟ * كانت هذه التجربة ضمن خطة دراستي في مجالِ التصميمِ التعليمي والتكنولوجي وهو مجالُ دراستي الآخر كما تعلمون، فإن يكون هناك تدريب مع وكالة NASA، فهو أمر كبير وفرصة عظيمة، وكانت فرصة العملِ على أفضلِ الوسائلِ التكنولوجية في إنشاءِ virtual reality أو ما يُسمى البيئةِ الافتراضيةِ، والفكرةِ من إنشاءِ بيئةِ افتراضيةِ لبيئةِ الفضاءِ الحقيقية هي لتهيئةِ روادِ الفضاءِ لهذه التجربة، اعتبرُ هذه التجربةُ من أهمِ التجاربِ في حياتي، ورغم صعوبتِها، لكنها كانت تجربةٌ مميزةٌ وثرية. * شاركتِ في تأسيس منصة «متطوعين» في هيوستن، ما الهدف من ذلك؟ * صحيح كان الهدف من إنشاء هذه المنصة مساعدة المرضى السعوديين والخليجيين القادمين للعلاج في هيوستن بالتحديد، لوجود أكبر مستشفيات علاج السرطان، وكلنا نعلم حاجة المريض الماسة لمن يقف بجواره سواء في الترجمة أو الزياره أو أي شيء آخر يحتاجه، خاصة أن هناك كبار سن، يشعرون بالغربة وعدم التأقلم في هذا البلد الغريب ويحتاجون لمن يشعرهم أن هناك أهلاً يقفون بجوارهم.