لم يكن يدور بخلد أي إنسان فيما مضى أن يحصل على ما يريد من مشتريات وهو جالس في بيته، إذ كان الأمر في السابق يتطلب الذهاب إلى أماكن التبضع من أجل انتقاء الحاجيات التي يرغب الحصول عليها، ومن ثم العودة إلى المنزل وهو يحملها بين يديه، وقد يستغرق ذلك وقتاً طويلاً بحسب الزحام، وفي بادرة جديدة بدأت منذ عقود باتت المحلات التجارية والمطاعم تقدم خدمة التوصيل، ولعل أول المحلات التي بدأت بتقديم تلك الخدمة المطابخ الشعبية التي تعد طعام الغداء والعشاء، وذلك بأن يحضر الزبون ذبيحة أو أكثر بحسب ما يكفي الضيوف، ويطلب من المطبخ أن يجهزها طعاماً للغداء أو العشاء، ويتفق على وقت معين يحدده بالساعة والدقيقة، بحيث يقوم صاحب المطبخ بإيصال الطعام إليه في الوقت المتفق عليه. بعد ذلك بدأت محلات التموينات الغذائية بمهمة التوصيل إلى المنازل، والذي كان في بداياته بمقابل، أو يشترط على الزبون أن يبلغ قيمة مشترياته حداً معيناً ليتم التوصيل مجاناً، ثم غدا بعد المنافسة الشديدة بين المحلات مجاناً، وكانت خدمة التوصيل في بداياتها تواجه العديد من المشكلات، وعلى رأسها الوصول إلى العنوان الصحيح، إذ كانت عملية التواصل عن طريق الهاتف الثابت حيث يقوم طالب خدمة التوصيل بوصف مكان إقامته بذكر الحي، وأقرب معلم بارز كمسجد جامع أو مدرسة أو حديقة وهكذا، وكان الأمر يتطلب وقتاً كبيراً من أجل وصول الطلب إلى صاحبه، وقد يحدث في أحايين كثيرة خطأ غير مقصود، وذلك بإيصال بعض المشتريات إلى غير أهلها، أو أن تكون هذه المشتريات ناقصة أو فيها زيادة غير مقصودة، وكحل لهذه المعضلة قامت الجهات التجارية التي تقدم خدمة التوصيل بوضع ملصقات على البيوت مرقمة وكل رقم يسجل فيه موقع المنزل حتى يسهل على سائق التوصيل إيصال المشتريات بسرعة من دون السؤال عن موقع المنزل. تسوق إلكتروني وبعد أن تقدمت التطبيقات الذكية التي يستطيع مقتنوها من تحديد موقعه عن طريق خدمة تحديد المواقع عبر محرك البحث "قوقل ماب" ومن ثم تحديد موقعه "اللوكيشن" وإرساله إلى المحل الذي يريد الشراء منه ليقوم على الفور بالوصول إلى عنوانه الصحيح عن طريق استخدام التطبيق من دون عناء البحث والاجتهاد والسؤال، وبعد تقدم الزمن وفي خضم المنافسة المحمومة بين التجار والشركات والمسوقين للحصول على أكبر حصة من المتسوقين فقد ظهر ما يعرف بالتسوق الإلكتروني أو التسوق عبر الإنترنت، وهو شكل التجارة الإلكترونية التي تسمح للمستهلكين بشراء السلع أو الخدمات مباشرة من البائع عبر الإنترنت باستخدام متصفح الويب، إذ يجد المستهلكون منتجاً للاهتمام من خلال زيارة الموقع الإلكتروني لمتاجر التجزئة مباشرة، أو من خلال البحث بين البائعين البديلين باستخدام محرك بحث للتسوق، والذي يعرض توفر المنتج نفسه والتسعيرة في مختلف تجار التجزئة الإلكترونية، ويمكن للعملاء التسوق عبر الإنترنت باستخدام مجموعة من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المختلفة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المكتبية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر اللوحي والهواتف الذكية. صور وأوصاف وتقوم مواقع التسوق عبر الإنترنت عادة بعرض صور وأوصاف البنود المعروضة على الموقع، ويتحتم الاختيار بين البنود المطلوب شراؤها، وإضافتها لعربة التسوق الخاصة، ويمكنك إضافة وحذف البنود من عربة التسوق حتى تكتمل عملية الشراء والتسوق من خلال تسديد المبلغ المستحق لقاء شراء البنود المطلوبة، وقد ساعدت تلك الطريقة على حصول المتسوق لأي بضاعة بثمن أقل مما يعرض في الأسواق، كما أن هذه التجارة الإلكترونية أتاحت لمن يرغب في الحصول على أي بضاعة في أي دولة من دول العالم، إذ ما عليه إلاّ إتمام صفقة الشراء ومن ثم يتم شحن البضاعة إليه في غضون أيام قليلة، ومن فوائد هذه المواقع التسويقية عبر الإنترنت الحصول على السلعة بقيمة أقل كثيراً من قيمتها في أماكن عرضها في الأسواق، مما أدى إلى نشر ثقافة الوعي لدى المتسوقين بالحصول على السلع بأرخص الأثمان مع جودتها. قصد السوق وكان الناس فيما مضى يعتمدون على أنفسهم في إنجاز أعمالهم وخصوصاً الضرورية منها، فإذا ما أراد أحد أن يشتري ما يلزمه من مؤنة لبيته قصد السوق واشترى ما يريد من أغذية ولحوم وكل ما يحتاجه، وكانت المحلات التجارية في الأسواق والتي كانت تسمى إلى وقت قريب ب"الدكاكين" قليلة وغير متخصصة فكل شيء تجده فيها، كما لم تكن الحاجة تستدعي أن يطلب أحد من المحل بضاعة يريدها ليوصلها إليه رغم ظهور الهاتف منذ زمن بعيد، حيث كان كل شخص يتولى إحضار ما يلزمه بنفسه، ولكن مع تقدم الزمن، وتوسع المدن، وتوفر الكم الهائل من البضائع بعد فتح باب الاستيراد على مصراعيه بعد تحسن الظروف المعيشية والرفاهية التي يعيشها المجتمع، وانتشار المحلات المتخصصة في نوع معين من الأطعمة كمحلات الحلويات والمكسرات ومحلات تقديم الوجبات السريعة، وغيرها من الأطعمة والمطاعم والمقاهي، إضافة إلى انشغال الناس بأعمالهم التي لا تمكنهم من التفرغ للذهاب إلى المحلات التجارية لإحضار ما يحتاجه البيت من مواد تموينية أو أكل من المطاعم، فقد بات من الضرورة البحث عن خدمة التوصيل إلى المنازل، فصار ما على من يريد أي سلعة تموينية أو طعام سوى الاتصال بالمحل، وطلب ما يشاء ليأتيه على الفور إلى منزله من دون عناء الذهاب إلى المحلات وقضاء وقت طويل في التبضع والذهاب والإياب، كما أن بعض الأسر التي يغيب عائلها لأي ظرف ما، تستطيع أن تحصل على ما تشاء من مواد تموينية، وغيرها على الفور عن طريقة خدمة التوصيل إلى المنازل. تلبية احتياجات وفي ظل الإجراءات الاحترازية الوقائية التي يعيشها الكثيرون في جل دول العالم في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) فإن خدمة توصيل الطلبات قد ساهمت وبشكل كبير في تلبية احتياجات الكثير من الأسر في الحصول على ما يلزمها من حاجيات، وخصوصاً التموينية منها خلال فترات منع التجول، حيث ساهمت خدمات التوصيل المجانية في إيصال متطلباتها بمجرد الاتصال بالهاتف، أو استخدام التطبيقات الذكية، حيث تصل الطلبيات في فترة وجيزة، كما أن ظهور التقنية الحديثة اليوم سهلت لمن يرغب في شراء أي سلعة في أي مدينة من مدن المملكة أو في خارجها الحصول على البضاعة التي يريد أيضاً، فليس على من يرغب في ذلك سوى الدخول إلى المتجر الإلكتروني الذي يعرض بضاعته في المواقع الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية ومن ثم اختيارها والدفع مسبقاً عبر البطاقة المصرفية، ومن ثم كتابة العنوان لتصل سريعاً عبر إحدى شركات التوصيل، وباتت "ضغطة زر" كفيلة بشراء وتسوق أو طلب أي خدمة في لحظات. حذر وانتباه وعند استخدام التسوق الإلكتروني ينبغي على المتسوق الحذر من الوقوع في شركات وهمية، فالتسوق عبر الإنترنت أصبح أمراً شائعاً جداً في الآونة الأخيرة مع وجود ملايين المواقع التي تقدم مثل هذه الخدمات، وهنالك مواقع تأخذ موقع الصدارة في هذا المجال، ولديها مصداقية عالية من الأمان والموثوقية لدى جمهور البائعين والمشترين، ولا خلاف على ذلك، ولكن كما أن لكل قاعدة شواذاً فإن احتمال تعرض المرء لعملية احتيال من بعض مواقع التسوق الوهمية والمشبوهة أو المزيفة يُعد أمراً وارداً جداً إن لم يأخذ حذره من المواقع المشبوهة، والمزيفة التي تدعي أنها مواقع تسوق إلكتروني، والتي غزت عالم الإنترنت بشكل لا يُصدق، إذ يسهر عليها جيش من المحتالين و"الهاكرز" الذين ينتظرون "غلطة" من أي متسوق لسرقة كل أمواله الموجودة في حسابه البنكي. خدمة توصيل البقالات بدأت عبر الدبّاب الخروج قديماً من أجل شراء الاحتياجات في الماضي كان المستهلك يقصد السوق باستمرار التسوق الإلكتروني خدم الناس وهم في منازلهم حمود الضويحي