بثت الموافقة الكريمة على تغيير أوقات منع التجول وعودة بعض النشاطات مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الفرح والسرور لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض المباركة، لما تحمله من حرص وسلامة على صحة الإنسان أولاً، فمنذ بداية أزمة فيروس كورونا بذلت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - جهوداً كبيرة في مواجهة فيروس كورونا "كوفيد 19"، بدأت باتخاذ الحكومة قرارات استباقية تضمنت إجراءات احترازية وإجراءات وقائية صارمة، ولم تفرق في الحقوق الصحية بين مواطن ومقيم وحتى المخالف على أرضها، لتبهر العالم بأن "الإنسان يأتي أولاً" في جميع القرارات التي اتخذتها بشكل متواصل منذ بداية جائحة كورونا، لتقدم درساً عملياً تاريخياً لحقوق الإنسان عجزت عنه دول العالم، لتقف المملكة على رأس العالم أجمع كقائدة حقيقية فاعلة من خلال رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها المملكة، لتعكس الكلمة التاريخية لخادم الحرمين عمق التحدي واستشعار المسؤولية، مشدداً على الجميع بأن هذه الأزمة الإنسانية تتطلب استجابة عالمية، ويعول العالم علينا التكاتف والعمل معاً لمواجهتها، لتضخ قمة العشرين أكثر من "5" تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي، من السياسات المالية والتدابير الاقتصادية لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية للجائحة، لتكون المملكة أول دولة تقدم دعماً لمنظمة الصحة العالمية لمواجهة الجائحة، لتثبت المملكة بأنها مركز صناعة القرار العالمي لمواجهة جائحة كورونا، فهي الدولة التي اتخذت قرارات جريئة وشجاعة وشفافة لخطر الفيروس والتحديات التي يفرضها، ليقول قائدها الملك سلمان بن عبدالعزيز في حديث مع الشعب إننا نعيش مرحلة صعبة في تاريخ العالم، ولكننا ندرك تماماً أنها مرحلة ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها وصعوبتها. وها هي المرحلة اليوم تمضي وفق موافقة كريمة على اتخاذ إجراءات عودة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي، لتسجل هذه المرحلة مرحلة الانتصار على هذا الفيروس، وذلك من حيث إن قيادة المملكة بذلت الغالي والنفيس من أجل شعبها وكل من يقيم على أرضها، لتقدم دعماً مالياً بقيمة "120" مليار ريال لتخفيف آثار كورونا كتدابير عاجلة، لتوفير المتطلبات المالية اللازمة لتنفيذ الإجراءات الوقائية والمباشرة للتعامل مع تبعات الوباء، والعمل على الحد من انتشاره، وضمان استمرارية أعمال الأجهزة الحكومية، ومبادرات لمساندة القطاع الخاص، لتكون يد الخير السعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية علامة فارقة على صعيد العمل الخيري على مستوى العالم، وذلك من خلال استحداث لجنة مختصة معنية بمكافحة فيروس كورونا لدعم الدول المتضررة، لتسجل المملكة من خلاله المركز الأول عربياً والخامس عالمياً بدعم الدول على مستوى العالم في مواجهة كورونا. وطمأنت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أول ايام عيد الفطر المبارك من خلال الاتصال المرئي بمشاركة كل من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، وأصحاب السمو والمعالي قادة أفرع القوات المسلحة، وكبار مسؤولي وزارة الدفاع بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك الشعب السعودي بأن الظروف السيئة إن شاء الله تزول، ونحن مقبلون إن شاء الله على خير دائمًا بهمة رجال المملكة العربية السعودية سواء عسكريين أو مدنيين، وعيدكم مبارك، وإن شاء الله ينعاد علينا بسنين مديدة وبأحوال أفضل إن شاء الله دائمًا من سنة إلى سنة"، لتكون دافعاً كبيراً لدى الشعب السعودي، الذي يثق برؤية ولي عهده الأمين التي اتسمت بالوضوح والشفافية، فقد ضحى بكثير من المكتسبات الاقتصادية في سبيل مواجهة فيروس كورونا، وتمكن من النجاح الكبير برسم تناغم مميز أبهر دول العالم، وذلك من خلال تناغم كافة القطاعات الحكومية لمواجهة الفيروس، ولا بد أن يعي المواطن والمقيم بأن الفترة القادمة على تطبيق الإجراءات الاحترازية بشكل كامل، خاصة أن المواطن أثبت خلال المرحلة الماضية الالتزام واتباع كافة الإجراءات واستشعار مسؤوليته "كلنا مسؤول"، واعتزازه بالمنظومة المتكاملة التي تعمل لإدارة الأزمة بقيادة خادم الحرمين، وولي عهده الأمين - حفظهما الله -، ويجب على الجميع أن يلتزم بالتباعد الاجتماعي، وكافة الإرشادات الصحية لمواصلة هذا النجاح والوصول إلى بر الأمان وفق تطلعات قيادتنا الرشيدة.