أتى إعلان شركة "سابك" عن عزمها تعليق إنتاج مادة "بوليمرات ألتم" في مصنعها بمدينة كارتاخينا الإسبانية خلال العام 2020، الذي عزته الشركة بأنه ضمن تحسين عملياته العالمية، في الوقت الذي كانت "الرياض" تجري مسحاً استطلاعياً لمؤشر سوق البتروكيميائيات العالمي ومدى صموده وأوضاعه الراهنة وتوجهاته المستقبلية، حيث غلبت النظرة التشاؤمية المدفوعة بمخاوف الضغوط على صناعة البتروكيميائيات العالمية في ظل طفرة الإنتاج الكبير من الصين وأميركا مع حرب العالم على البلاستيك وصناعته. واعتبر المستطلعون من نخبة الخبراء في السوق المحلي والدولي النتائج المالية لأكبر خمس شركات في العالم للكيميائيات بأن جميعها تعاني في عام التحول والتحديات التي خضعت لاتخاذ إجراءات جريئة. في وقت تواجه الصناعة خيار تغيير جذري أو المخاطرة بالتخلف عن الركب، بينما تكافح شركات البتروكيميائيات في العالم في رحلتها التحولية نحو خلق القيمة والنمو مع تأثير ظهور الحمائية التجارية على سلاسل التوريد الخاصة بالشركات والتأثير أيضاً على سلاسل التوريد الخاصة بعملائهم ما يجبر العناصر الكيميائية على إعادة التفكير في استراتيجياتها العالمية وتحويلها. فيما يجب مواصلة دفع جهود الابتكار في الصناعة الكيميائية وتشجيع المزيد من الاستثمارات المبتكرة في تنويع اللقيم والتركيز الآن على تعزيز القدرات التشغيلية التنافسية وخلق القيمة واتخاذ تدابير نمو فعالة لتوفير اتجاه للمستقبل في هذه البيئة التجارية غير المستقرة بشكل متزايد التي تتطلب إحداث دور لافت في التحول للابتكار في كافة العمليات كضرورة حتمية للنمو والتوجه السائد بدمج عمليات التكرير في المصافي بوحدات إنتاج البتروكيميائيات كضرورة لتقليل التكاليف مع زخامة الإنتاج وهي الاستراتيجية التي تخوضها شركة أرامكو السعودية بدمج قطاع التكرير بقطاع الكيميائيات. والجميع يدعون الصناعة إلى اتخاذ إجراءات استراتيجية من أجل الحفاظ على أهميتها في بيئة الأعمال العالمية التنافسية للغاية، مع أهمية الشراكة مع مزودي التكنولوجيا لتحسين القدرات التنافسية وخلق نمو جديد للأعمال لتلبية الاحتياجات المتغيرة بسرعة لأسواق المستخدم النهائي، والطريق أمام القطاع غير واضح المعالم وطويل ومليء بالتحديات الفريدة التي تتطلب الطريق الصحيح لقيادة الصناعة إلى مستقبل أكثر تنافسية وتحقيق خلق قيمة أكبر من خلال صياغة شراكات استراتيجية طويلة الأجل في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وخارجها. وشركة "سابك" التي توقعت أثراً مالياً غير نقدي بقيمة 700 مليون ريال الذي سينعكس في الربع الأول من 2020، تواصل ريادتها العالمية الأولى في تنوع محفظتها الاستثمارية والمنتجات المتخصصة والبلاستيكيات الهندسية المبتكرة والحفاظ على قدرتها على تلبية احتياجات وخدمة العملاء الحاليين والمستقبليين للمنتج المذكور من خلال مصانعها الأخرى، وأن هذا القرار ليس له تأثير مباشر على العمليات المتبقية الأخرى في مصانع كارتاخينا. فيما يأتي تعليق عمليات أحد مصانع "سابك" الأوروبية في وقت تعكف الشركة حالياً على مضاعفة تركيزها على أصول الشركة في أوروبا والتي تعتبرها المنطقة المحركة الأهم للنمو والابتكار حيث إن 80 % من جميع التطورات الجديدة للمنتجات تأتي من أوروبا، الأمر الذي يعزز قدرة الشركة التنافسية الهيكلية من خلال برنامج إعادة تنظيم أعمال سابك في أوروبا، الذي يهدف إلى تحسين الأداء المالي والتشغيلي ليصل لأعلى المستويات. في وقت نجح فريق «سابك» الأوروبي بالإسهام في تطوير العديد من مشروعات التغيير التي حدثت على الصعيد العالمي خلال السنوات القليلة الماضية والتي تتسق مع توجه الشركة الاستراتيجي نحو أهمية الاستثمار في تطوير منتجات جديدة عالية الجودة لدفع النجاح المستدام لشركائها والعمل المستمر على خلق حلول مبتكرة لعملائها تجيب على تحدياتهم تماشياً مع التزام سابك الاستراتيجي بالابتكار القائم على متطلبات واحتياجات العملاء.