لم تكن التحديات التي يواجهها "فنان العرب" محمد عبده، في افتتاح مهرجان "فبراير الكويت" اليوم، إلا إصراراً وتكملة لسلسلة العناق التاريخي مع جمهوره في الكويت، حيث كانت سنوية افتتاح حفلات المهرجان الموسمي، و"ماركةً" مسجلة للجمهور الكبير في الوطن العربي. في هذا الوقت يستَّعد لإحياء حفلة غنائية في مسرح مركز الشيخ جابر الثقافي. هذا الارتباط بين "فنان العرب" وموسيقاه، التي عادت بذاكرتنا إلى ستينيات القرن الماضي، في مسرح سينما الأندلس عام "1968" في الكويت، وحتى العام "1974"، التي أحيا فيها حفلة أخرى، ليعود مجدداً في فبراير "1979"، حيث غنَّى يومها في سينما الأندلس، وأمتع جمهوره بوجدانيات الخليج "مرتني الدنيا"، و"ردي سلامي"، و"فز الخفوق"، و"في الجو غيم".. من تلك الأيام و"فنان العرب" يتواجد في ذاكرتهم ليصبح بذلك من أبرز الفنانين السعوديين غناءً في الكويت. لم تكن تلك الحقبتين الماضيتين هما الفرص الوحيدة ل"فنان العرب"، بل واصل الهيمنة الفنية على مسارح الكويت، مقدماً "هلا فبراير" في نسخته الأولى عام 1999، ليقدم في تلك الليلة المخملية، "أبعتذر" من أشعار الأمير بدر بن عبدالمحسن، و"نامت عيونك"، و"مساء الخير"، و"يكفيك إنك شفتها"، وغيرها من الأعمال الخالدة التي لاسمت أحاسيس جمهوره هناك. هي الاستمرارية المفضلة لمحمد عبده التي لا يكل فيها ولا يمل، حتى "هلا فبراير" عام 2008، ليصبح الرقم الثابت والأقوى في المهرجانات الكويتية الرسمية وغير الرسمية بجميع مسمياتها "فبراير الكويت"، و"ليالي فبراير"، و"هلا فبراير". يتذكر الجمهور هناك، عند افتتاح الوصلة في "فبراير الكويت 2015"، بأغنية "مالي ومال الناس"، هذه الأغنية يعدونها ضمن وجدانياتهم، والدويتو الاستثنائي مع الفنانة المصرية آمال ماهر في أغنية "أعز إنسان"، ونفس التجربة في حفلة الكويت عام "2016" وثَّق فيها توأمة مع أنغام، في أغنية "أنت محبوبي"، وعام "2017" واستمرار "فنان العرب" متجلياً صوتياً وحسياً في دورتي "2018- 2019" متفرداً ورقماً قياسياً، في حفلاته أو في شعبيته الهائلة، نصف قرن كونت أرشيفاً كبيراً ل"فنان العرب". مكملة معها افتتاحية حفلة اليوم لمهرجان "فبراير الكويت 2020" على خشبة مسرح الشيخ جابر الأحمد الثقافي.