رودريغيز والأتراك

لا يمكن أن يمر خبر إعارة لاعب وسط الاتحاد غاري رودريغيز إلى فنار بخشة التركي ب»المجان» دون أن نتوقف عنده، نظراً لقيمة اللاعب الفنية واسمه المعروف خصوصاً في تركيا، ونتذكر جيداً ما صاحب حضوره للاتحاد، وكيف احتفل به الاتحاديون، ورأوا فيه ضالتهم بعد أن دفعت الإدارة السابقة أكثر من 40 مليون ريال لجلبه، إذ كان بإمكان الإدارة الاتحادية برئاسة أنمار الحائلي تسويق اللاعب، وبيع عقده أو حتى إعارته بمقابل مالي، أتفهم بأن بعض إدارات الأندية تتخلص من بعض لاعبيها بالمجان بسبب رواتبهم العالية، لكن رودريغيز يفترض ألا يكون من عينة أولئك اللاعبين؛ لأن إمكاناته واسمه يساعدان أي إدارة على تسويق عقده، ويبدو أن الإدارة الاتحادية اختارت أسهل الطرق وأسرعها للتخلص من اللاعب عاجلاً.
ملف انتقال رودريغيز لم يتوقف عند خبر إعارته بالمجان، بل هنالك مصادر عدة أكدت أن الإدارة الاتحادية ستتحمل نصف رواتبه وهو يلعب مع فنار بخشة، وهذه «كارثة» إن كان الخبر صحيحاً، وهو أقرب لذلك بحكم أن الإدارة الاتحادية لم تنفه أو تعلق عليه حتى وقت كتابتي للمقال، ولا يوجد أي مبرر للقيام بخطوة كهذه مليئة بالأخطاء الإدارية والمالية، التي ستنعكس سلبياً ليس على الاتحاد فقط، إنما على جميع الأندية السعودية، التي أصبحت هذه الأيام الحلقة الأضعف، واستغل الجميع ذلك سواء لاعبين أجانب أو أندية خارجية أو حتى سماسرة، فاللاعب الذي لا تتجاوز قيمته مليوناً أو مليوني يورو يرتفع عقده إلى الضعف في حال كان الطرف الآخر سعودياً.
أقدر قلة خبرة أنمار الحائلي ومعظم الموجودين في مجلس إدارته، لكن ما حدث في صفقة رودريغيز أتمنى ألا يمر مرور الكرام على المسؤولين في هيئة الرياضة، من خلال فتح تحقيق مع الإدارة، للتأكد أولاً من صحة ما تداولته وسائل الإعلام والاطلاع على التفاصيل الدقيقة، ولمحاسبة المتسببين إن كان ذلك صحيحاً، لأن فيه إهداراً لأموال النادي، وتشويهاً لسمعة أنديتنا ومسؤوليها.
إدارات الأندية مؤتمنة عليها للمحافظة على مكتسباتها، وعلى كل مسؤول فيها أن يحسب ألف حساب قبل أن يتخذ أي قرار؛ لأن أنديتنا عانت كثيراً في السابق من الأخطاء التي جعلتها أسيرة للديون الكبيرة، وأوقعت كثيراً منها تحت طائلة عقوبات FIFA، والاتحاد واحد من تلك الأندية، فلا يمكن أن ننسى ما حدث له من مشكلات كادت أن تهوي به لدوري الدرجة الأولى بقرارات انضباطية، لولا تدخل سمو ولي العهد وإغلاقه ملف ديون الأندية الخارجية، وإن استمرت بعض الأخطاء التي نراها في الاتحاد أو غيره سنعود للمربع الأول، وسيطرق الخصوم أبواب الاتحاد الدولي للمطالبة بحقوقهم المالية كما حدث سابقاً، وسيبدأ «الكابوس» الذي ظل يطارد أنديتنا فترة طويلة، وحبس أنفاس جماهيرها، وأصبح الواحد منهم ينام وهو يخشى أن يستيقظ على خبر خصم نقاط أو منع من التسجيل أو تهبيط للدرجة الأولى.