حافظت التوسعات المتلاحقة للمسجد النبوي على مواضع أساطين البناء الأول في عهد الرسول الأكرم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكانت من جذوع النخل وقد اشتهر منها ستة، كان لها حظ تاريخي، الأولى: المخلقة أي المطيبة والمعطرة وهي التي صلى إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- المكتوبة بضعة عشر يوما بعد أن حولت القبلة، الثانية أسطوانة عائشة وهي الثالثة من المنبر والقبر والقبلة، وتعود تسميتها لإخبار أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عبدالله بن الزبير بفضلها فقام فصلى عندها، وثالثها أسطوانة التوبة وتعرف بأبي لبابة أيضا وسميت بذلك لأنها شهدت توبته -رضي الله عنه، بعد أن ربط نفسه بها وحلف بألا يحل نفسه ولا يحله أحد حتى يحله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو تنزل توبته، والأسطوانة الرابعة السرير وتلتصق بالشباك المطل على الروضة الشريفة وهي محل اعتكاف النبي الخاتم، فقد كان له سرير من جريد النخل، وكان يوضع عند هذه السارية، كذلك كانت له عليه الصلاة السلام وسادة تطرح له، فكان يضطجع على سريره عندها، أما الخامسة فأسطوانة المحرس وتقع خلف السرير وتسمى أيضا بأسطوانة علي -رضي الله عنه- لأنه كان يجلس عندها ليحرس النبي المصطفى، والسادسة أسطوانة الوفود وتقع خلف المحرس شمالا وكان صلى الله عليه وسلم يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمين إليه. أسطوانة أم المؤمنين عائشة الأسطوانة المخلقة