أكد مدرب القادسية التونسي ناصيف البياوي على تطوّر الدوري السعودي في نسخته الحالية مبيناً أن وجود المحترفين الأجانب بكثرة زاد من القيمة الفنية للمنافسة وارتفاع الحضور الجماهيري في المباريات. وأوضح البياوي في حوار خاص ل»دنيا الرياضة» أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أصبح أكثر جرأة عن السابق من خلال تعامله مع جميع الأندية بميزان واحد، موضحاً أنه لا ينحاز لأي نادٍ. ووصف قبوله لاستلام الدفة الفنية بالقادسية على الرغم من وضعه الحرج بالقرار الشجاع، معتبراً ذلك نوعاً من الوفاء تجاه القادسية الذي ذكر أنه عاش فيه ذكريات جميلة وتربطه علاقات مميزة مع الشخصيات القدساوية التي يكن لها الكثير من الاحترام والتقدير، وتحدث عن الكثير من الأحداث الرياضية وتفاصيل المرحلة للفريق القدساوي عبر الحوار التالي. لا أملك عصا سحرية.. وقطبا الرياض يستحقان الدوري * كيف رأيت القادسية هذا الموسم؟ * الحقيقة إن الفريق مرّ بمراحل عدة خلال هذا الموسم، وكانت البداية متواضعة مع المدرب الصربي الكساندر استانوجيفتش ولم يحقق سوى انتصار وحيد أمام الاتحاد وكان من الواضح أن الفريق يعيش فترة غير جيدة، وبعد استلام المدرب الوطني عبدالعزيز البيشي الذي حقق الفوز على الأهلي نستطيع القول: إن الفريق بدأ يقف من جديد وواصل المدرب البلغاري بيتفا العمل المميز وحقق العديد من الانتصارات، ولكن للأسف عاد الفريق للانتكاسة ودخل في دوامة الخسائر التي كان سببها عدم الاستقرار على الاختيارات الفنية والتشكيل المناسب، وعدم التهيئة النفسية الجيدة للاعبين، على الرغم من وجود عناصر مميزة تستطيع أن تقدم الشيء الكثير للقادسية، والآن أصبح الفريق في وضع صعب جداً وأعلم ذلك ولكن ما تعلمناه من كرة القدم أن الأمل لا يزال موجوداً، ولدينا فرصة للعمل من أجل بقاء الفريق ضمن فرق دوري المحترفين. المدرب المحلي يحتاج الثقة.. و(Var) حققت العدالة * ألا تعتقد أنها مغامرة عندما وافقت على استلام الفريق بهذا الوضع؟ - الرجال مواقف، والقادسية نادٍ كبير سبق أن عملت فيه وتربطني علاقات مميزة مع القدساويين وهذا واجب مني تجاه الفريق الذي عشت فيه أياماً جميلة، وصدقني لم أفكر في مسألة هبوط أو بقاء ولم أبحث عن مصلحة شخصية لنفسي أو في مجال التدريب، وعلى الرغم من وجود بعض العروض في فترة سابقة لم استطع العمل في الدوري السعودي لبعض الظروف العائلية الخاصة، ولكن مجرد أن تواصلت معي إدارة القادسية لم أتردد أبداً ونظرت للمسألة من باب الواجب والوفاء تجاه هذا الكيان العريق. * بعد استلامك للفريق، برأيك أين يكمن الخلل؟ * الإدارة قدمت كل ما تملك للفريق من دعم وعمل وخلق بيئة مثالية ولكن التوفيق بيد الله سبحانه، كذلك نوعية اللاعبين، فالقادسية يملك نجوماً صنعت الفارق في فترات سابقة وسجلت حضوراً جيداً، ومن خلال فترة إشرافي على الفريق خصوصاً في معسكر القاهرة ومتابعة المباريات الماضية كان هناك بعض النواقص التي تخص الجهاز الفني مثل اختيارات فنية وقراءة جيدة وطريقة لعب تخدم الفريق، وكان الوضع في تدنٍ ويحتاج إلى تدخل فني يوقف هذا التراجع، ولكن للأسف هذا الأمر لم يحدث لذلك استمر الفريق في تقديم المستويات المتواضعة إلى أن وصل مرحلة الصراع على البقاء والهبوط، وهذا الخلل كان واضحاً للمتابع قبل المهتم بالأمور الفنية، ولكن لم يكن التعامل معه بصورة جيدة للأمانة. * هل ترى أن المحترفين الأجانب في القادسية قدموا الإضافة الفنية المنتظرة؟ * نملك لاعبين مميزين، وكل لاعب يمر بمرحلة هبوط في المستوى وهذا أمر طبيعي، وأكثر ما يضر الفرق هو هبوط مستويات اللاعبين بشكل جماعي، ولكن بصورة عامة الأجانب على مستوى عالٍ وقدموا مباريات جيدة. * خمسة مدربين أشرفوا على الفريق القدساوي، تعليقك؟ * طبيعي جداً والقادسية ليس النادي الوحيد الذي يشرف عليه أكثر من مدرب شاهدنا أندية كبيرة أشرف عليها مدربان وثلاثة في موسم واحد ومن وجهة نظري هو أمر عادي. * بحكم إشرافك على الفريق في فترة سابقة ما الذي اختلف عليك؟ * هناك تغييرات كثيرة على مستوى العمل الإداري والعناصر والأجواء العامة في النادي، بالتأكيد الفترة الحالية أفضل والبيئة احترافية بشكل مثالي عن السابق، على الرغم من أن نتائج الفريق غير مرضية ولم تكن على قدر طموح الجماهير المحبة للقادسية، ولكن بشكل عام، وأنا متابع للوسط الرياضي السعودي وجدت تطوّراً كبيراً جداً عن الفترة الماضية. * لماذا لم نرك من بداية الموسم مع أحد الفرق السعودية؟ * تلقيت عروضاً عدة من أندية سعودية في بداية الموسم، ولكن كان لدي بعض الظروف العائلية الخاصة منعت حضوري هنا واعتذرت عن حضوري في ذلك الوقت، والحمدلله زالت تلك الظروف وتلقيت عرضاً من القادسية وحضرت من دون النظر في وضع الفريق لأنني محب للقادسية في المقام الأول، وربما بعض المدربين لا يحبذ أن يتسلم فريقاً وهو مهدد بالهبوط حتى لا يكون مشاركاً في الإخفاق، ولكنني كما ذكرت المسألة مسألة وفاء وشجاعة. * برأيك لماذا تتجه الأندية إلى تغيير الجهاز الفني دائماً بعد سوء النتائج؟ * هذا هو عملنا وتغيير الأجهزة الفنية باستمرار أمر طبيعي جداً، لأنه هو الحلقة القابلة للتبديل عن غيره من الحلقات، فهل من الممكن أن تغيّر رئيس أو إدارة بأكملها في منتصف الموسم نادراً ما يحصل ذلك، كذلك اللاعبون مساحة التغيير محدودة لأنك ملزم بفترة انتقالات صيفية وشتوية ولكن المدرب تستطيع إقالته أو الإبقاء عليه في أي وقت، وبحكم عملي في الكثير من الأندية، بعض الإدارات تبحث عن الحل الأسرع لتعديل مسار الفريق أو لإحداث صدمة فنية من خلال تغيير الأجهزة الفنية، وهو سلاح ذو حدين ربما يصعد الفريق مع المدرب القادم ويقدم مستويات مميزة، وربما يعاني من عدم الاستقرار الذي تبحث عنه إدارات الأندية. * كيف رأيت عمل المدرب السعودي؟ * عملت مع الكثير من المدربين السعوديين، وجدتهم يملكون الفكر الاحترافي الكبير وبإمكانهم قيادة أي فريق لتحقيق الإنجازات، وما ينقص المدرب السعودي هي ثقة مسؤولي الأندية والجماهير الرياضية، وفي الحقيقة لا يختلف المدرب المحلي عن الأجنبي، كذلك لا بد أن يعمل كل مدرب سواء سعودي أو أجنبي على تطوير أفكاره واختيار الطاقم الفني صاحب الكفاءة العالية والذي سيضيف لعمله في مجال التدريب. * كيف رأيت قرار الثمانية أجانب هذا الموسم؟ * قرار ممتاز جداً، وساهم بشكل كبير في زيادة عدد المتابعة للمنافسة والحضور الجماهيري في المدرجات، ومن وجهة نظري الآن أصبح الدوري السعودي من ضمن الدوريات التي تصنف عالمياً، وسبب ذلك زيادة عدد المحترفين الأجانب، وأتمنى أن يستمر هذا العدد، وإذا كان هناك إمكانية بفتح المجال كاملاً لحضور النجوم العالميين من دون عدد محدد سيكون أفضل من ناحية رفع المستوى الفني واختفاء الفوارق الفنية بين الفرق المتنافسة، فهذا عالم احتراف وكما هو معمول في المسابقات الأوروبية لا يوجد سقف معين للاحتراف، ونستطيع القول: إن الدوري السعودي له جماهيرية واسعة على مستوى الخليج والوطن العربي التي تراه أقوى منافسة رياضية كروية. * ألا تعتقد أن ذلك سيحد من فرصة مشاركة اللاعب السعودي؟ * بالعكس، سيستفيد بطريقة مباشرة من المحترف الأجنبي ووجود العناصر الأجنبية بكثرة، وسيكون سبباً رئيسياً في تطور اللاعب السعودي لأنه سيعيش معه يوماً احترافياً كاملاً، من ناحية الانضباط في التمارين والاحتكاك الكبير والانسجام ونظام الدخول والخروج، وبالتأكيد الفائدة الأكبر للاعب المحلي، وبالنسبة لفرصة مشاركته يعد ذلك اختباراً لإمكاناته فتجده يقاتل بقوة على خانته ويحاول أن يطبق التعليمات بإتقان لأجل ضمان بقائه بين المحترفين الأجانب، وشاهدنا الكثير من لاعبي السعودية تحسّنت مستوياتهم وأصبحوا عناصر قوة لفرقهم ويعود ذلك لقرار زيادة العنصر الأجنبي. * هل اختلف مستوى الدوري السعودي عن الفترة السابقة؟ * الحقيقة اختلاف كبير، فالمنافسة أصبحت قوية والمستوى الفني مرتفع جداً، والأندية تلقت دعماً كبيراً من قبل الهيئة العامة للرياضة، والاختلاف أيضاً على مستوى خطاب الاتحاد السعودي مع الأندية الكبيرة مثل الهلال والنصر وغيرها. * ماذا تقصد بخطاب الاتحاد السعودي مع الأندية التي ذكرت؟ - أقصد أن الجميع أصبح على مسافة واحدة وبتعامل واحد، ولا يوجد محاباة تجاه الأندية ذات الجماهيرية الكبيرة، وهذا أمر جيّد ويعطي الكل الحق في المنافسة، وأيضاً المدرب يشعر بالراحة الكاملة للعمل والاجتهاد من أجل تحقيق الألقاب. * هل يعد الدوري السعودي الأقوى في المنطقة؟ * بكل تأكيد، وهو محط أنظار كل الجماهير الرياضية في الوطن العربي. * كيف رأيت نهائي كأس الملك بين الاتحاد والتعاون؟ * تابعت اللقاء والاتحاد قدم مباراة جيدة ولكن التعاون تفوق بشكل واضح من خلال انضباط اللاعبين داخل الملعب، والمحافظة على شخصية الفريق، وإصرارهم الكبير على تحقيق البطولة، كذلك العمل الفني الذي قدّمه مدرب التعاون البرتغالي مانويل بيدرو فهو عمل يستحق التتويج بالذهب. * ما رأيك بتقنية الفيديو (var) التي طُبقت في المنافسات المحلية؟ * قللت الكثير من الأخطاء التحكيمية وساهمت بإعطاء كل فريق حقه من المباراة، والآن أصبح يدير المباريات تحكيمياً مجموعة حكام، وليس حكماً واحداً فقط كما كان سابقاً، وأرى أنها خطوة جيّدة لتحقيق العدالة في المنافسة. * شاهدنا تنافساً كبيراً بين الهلال والنصر، من ترشح بطلاً للدوري؟ * في ظل التقارب النقطي من الصعب أن ترشح فريقاً على آخر، فاللقب مازال متاحاً للفريقين وتبقت ست نقاط وباعتقادي أنهما يستحقان اللقب، فهما يملكان لاعبين على مستوى عالٍ جداً، وقدموا خلال الموسم قدرات فنية عالية وضعتهم في قمة الترتيب. * ماذا تقول لجماهير القادسية؟ * سنعمل كل شيء من أجل البقاء ضمن دوري المحترفين وأتمنى ألا يفهم حديثي بالخطأ، فأنا لا أملك عصا سحرية لتغيير كل شيء في لحظة، ولكن بالتكاتف والتعاون والعمل بروح المجموعة سنحقق ذلك، وبإذن الله ندخل السرور على قلوبهم. * المساحة الأخيرة لك؟ * أشكر صحيفة الرياض على إتاحة الفرصة ويعد هذا أول حوار لي بعد عودتي للدوري السعودي، وأتمنى أن أكون قدمت المفيد لقرائكم الأعزاء. الزميل عبدالله بن سويد مع البياوي البياوي أوضح أن الهلال والنصر يستحقان لقب الدوري