أكتب مقالي هذا قبل أن يلعب «الأخضر» نهائي بطولة آسيا للشباب عندما ينازل كوريا الجنوبية، وبعض النظر عن النتيجة فإن «الأخضر» حصل على ما هو أهم في هذه المشاركة بحجز مقعده في مونديال بولندا العام القادم وباكتشاف جيل يغص بالمواهب اللافتة التي تبشر بمستقبل واعد. منذ زمن بعيد لم أشاهد منتخبا سعوديا بهذه الجودة في الفئات السنية ف»الأخضر» الذي أطاح في هذه البطولة بكبار القارة بداية من الصين في دور المجموعات مرورا بأستراليا في ربع النهائي وصولاً لليابان في نصف النهائي يملك شيئا مختلفا عن سابقيه، وقدرته على خلق فرص تسجيل بمعدل مخيف لأي خصم فمعظم مبارياته في البطولة تسيد كل تفاصيلها بأفضلية واضحة على خصومه واستحق مكانه في النهائي. هذه المواهب قادرة على تكوين جيل يعيد الأخضر لمكانه الطبيعي بين منتخبات القارة الصفراء لكن هذا يحتاج لعمل مختلف وتفاصيل أهمها حصول هؤلاء اللاعبين على فرص لعب منتظمة مع أنديتهم حين فراغهم من مشاركة الأخضر ولكن هل هذا ممكن أصلاً بالنظر للمعطيات الحالية. بالتأكيد ستكون فرص منصور البيشي معدومة حينما تطلب منه منافسة عطيف وسلمان وكنو على الخانة والأمر نفسه ينطبق على البريكان مع حمدالله والسهلاوي أو الحمدان مع ناصر الشمراني وهذه المعادلة تنسحب على باقي اللاعبين. لن أتحدث عن حلول حالمة كتسويق هذه المواهب لأوروبا فهذا الأمر إن حصل للاعب أو إثنين لن تستفيد منه باقي المواهب، لذلك فإن المنطق يفرض على اتحاد الكرة خلق حلول تضمن تطويرهم محليا، وأهم هذه الحلول برأيي فكرة دوري الرديف التي لا مبرر أصلا لتأخيرها بعد زيادة عدد أندية الدوري وتوقيف بطولة كأس ولي العهد. الدوري الرديف يحمل تفاصيل مختلفة لن تجدها هذه المواهب في الفئات السنية فالاحتكاك هنا سيكون على مستوى أعلى، وستكون هذه المواهب دائما قريبة من نظر مدربي الفرق للاستعانة بهم وفي أسوأ الأحوال سيكون لدى هذه المواهب فرص لعب منتظمة في هذا الدوري الذي يفوق فيه مستوى الاحتكاك الفئات السنية بدون شك. السطر الأخير: للمستقبل مهم تقليص عدد الأجانب لأنه سيحرم مواهب كثيرة من أخذ فرصتها مع الأندية، وهذا سيؤثر سلبيا على «الأخضر»، أما للحاضر فهذه المواهب يجب أن تأخذ فرصها في اللعب لتطوير أدائها، وهذه مهمة اتحاد الكرة. Your browser does not support the video tag.