أخطر الأمور على الشركات، هو عندما تدخل في مجال غير مجالها لتنافس غيرها في ميدان ليس ميدانها، فتخسر المنافسة وتقدم منتجاً أقل من المطلوب وهذا يؤثر بشكل مباشر أوغير مباشر على جودة المنتج وسمعة الشركة أو على الأقل سيجلب للشركة مشكلات لم تكن متوقعة، وهذا ما واجهته شركة الاتصالات السعودية بعد إعلانها آلية النقل التلفزيوني للمسابقات السعودية. حيث شُنت حملة شعبية تويترية كبيرة من الجمهور السعودي ضد شركة الاتصالات السعودية كناقل جديد وراعٍ للمسابقات السعودية، ورغم أن الشركة كانت تمارس حقاً من حقوقها إلا أن دخول الشركة في مجال النقل التلفزيوني وتحديداً المحتوى الفضائي قد سبب لها تشتيتاً جعل ممارسة الحقوق شيئاً صعباً وصعباً جداً. السعوديون لا يوجد لديهم أي شك في أن الاتصالات السعودية شركة رائدة في قطاع الاتصالات ولديها خبرة كبيرة في هذا المجال، وعندما أُعلن عن نقلهم للمسابقات السعودي استبشر البعض وبارك الخطوة لسببين رئيسين هما؛ القيمة العالية، والمحتوى الرقمي الذي سيتطور بلاشك مع الاتصالات السعودية، ولكن الخطأ الكبير الذي حدث هو احتفاظ الشركة بحقوق النقل الفضائي مع النقل الرقمي في وقت كان ينبغي التركيز على المحتوى الرقمي ونقلة بالصورة المميزة التي نتوقعها جميعاً، فيما يتم بيع حقوق المحتوى الفضائي لقنوات متخصصة داخل وخارج المملكة، لأن ذلك سيجلب للشركة مبالغ كبيرة ستغطي كثيراً من تكاليفها، إضافة إلى أن خطوة البيع ستساهم في انتشار نقل الدوري السعودي إقليمياً وهذا عامل تسويقي مهم. رقمياً متأكد أنه لا يوجد أفضل من شركة الاتصالات في نقل الدوري السعودي عبر تطبيقاتها وشبكتها الأرضية المميزة وقبل كل شيء خبرتها الكبيرة، ولكنني كنت أتمنى أن تحذو حذو شركة BT الإنجليزية التي تتحالف دائماً مع قنوات سكاي الرائدة في نقل المباريات فضائياً، لشراء مباريات البربميرليق، ويكون تركيز BT على نقل المباريات عبر الإنترنت والتطبيقات وهذا التركيز أتاح لهم تقديم محتوى رقمي مميز جعلهم خياراً أول لكثير من العملاء في إنجلترا. أختم بنصيحة للشركة المالكة لحقوق المسابقات السعودية، ركزوا على المحتوى الرقمي وكيف يقدم بشكل مميز وجذاب ومربح، أما حقوق النقل التلفزيوني فبيعها أجدى وأفضل لكم وللمشاهد. Your browser does not support the video tag.