لست من محبي الكتابة في الشأن الرياضي لجهلي دهاليزه وخفاياه فالداخل مفقود والخارج مولود خصوصاً أن بعض الجماهير الرياضية بمختلف أعمارها لا تقبل أي نقد لأنديتها إن لم تكن تنتمي لعش دبابيرها أكنت ناصحًا أو فاضحًا، كما إني لا أمتلك قدرة زملائي الكتاب الرياضيين على مواجهة الأمواج الجماهيرية الساخطة فلست ممن يجيد السباحة ضدها، لكني وجدت نفسي اليوم أميل للكتابة بالشأن الرياضي باعتباره حقًا من حقوقي الرياضية ك»مشجع» وتحمل لسعات الدخول لعش الدبابير. إن العمل المميز والذي جري ومازال يجري خلف الكواليس، والدعم المعنوي والمالي الكبير من داعم رياضتنا الأول أمير الشباب الأمير الشاب محمد بن سلمان -حفظه الله- ومن ثم جهود معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل شيخ في المضي قدمًا نحو العمل على تسديد ديون الأندية الرياضية «دون استثناء»، وإنهاء أزماتها المالية، وإغلاق قضاياها القانونية المعلقة مع الفيفا، ودعمها بالصفقات المؤثرة واستقطاب مجالس الإدارات من الكفاءات الشابة، والخبرات الإدارية من داخل البيت الرياضي وخارجه، وإعادة هيكلة المنظومة الرياضية، وتطوير أنظمة لعبة كرة القدم قد رفع من قيمة الدوري السعودي بعد أن تم تطعيمها بنجوم محليين وإقليميين وعالميين، وهو ما سيضيف بكل تأكيد متعة وتنافسية أكبر لدورينا المحلي، والأهم من كل ذلك تهيئته لخطوة خصخصة الأندية بشكل منظم خالٍ من أي عثرات قد تعطّل هذا الانتقال الاحترافي والذي طال انتظاره ليصب في صالح الأندية السعودية ومنتخباتنا الوطنية والارتقاء بمستوياتها. نعم.. مازال العمل في بدايته وينتظره بذل المزيد من الاحترافية والجهود ليصل للحد الأدنى من متطلبات النجاح لكن علينا أن نتفاءل بهذا العمل حتى وإن صاحبته بعض الهفوات الصغيرة فمن يعمل لا بد له من بعض الأخطاء خصوصاً أننا قد أصبحنا نرى خارطة طريق رياضية واضحة المعالم يصاحبها عمل دؤوب ينفذ على أرض الواقع لينطلق بنا نحو الاحترافية الحقيقية من خلال إطلاق المدارس الكروية ونشر الرياضة المدرسية وتبني المواهب الكروية والابتعاث الرياضي ومكافأة المجتهد، ومحاسبة المتقاعس ليعلم أي رياضي أن الميدان لمن يخدم الشعار ويحترمه لا لمن ينتظر خدمة الشعار له، وهو ما سيفرض عدالة التمثيل في المنتخبات الوطنية بعيدًا عن المحسوبيات والمجاملات التي أضرت سابقًا بغالبية الأندية والمنتخبات. كما من واجب الجماهير الرياضية اليوم الابتعاد عن المهاترات ومواكبة هذا الارتقاء بالرياضة السعودية من خلال توجيه طاقاتها وتنافسيتها في إبراز جماليات المدرجات السعودية لتكون أيقونة عالمية، خصوصاً أنهم من نجح بهذا سابقًا، وأثبتوا للعالم أجمع أنهم الرقم الصعب والممتع بفنونه في المدرجات، أما الإعلام الرياضي فدوره أكبر ممن سبق ذكرهم حيث تقع عليه مسؤولية تبديل مفاهيم الجماهير والارتقاء بها لخلق بيئة رياضية سليمة تبث روح التنافس لا شرور التناحر والتنابز، وليعذرني الجميع فلقد وجدت نفسي أقف على خط التماس، وكان لا بدَّ لي من مشاركتكم اللعب، وركل الكرة من خارج الملعب لعلها تصيب هدفها وتغير النتيجة. Your browser does not support the video tag.