يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - (رمضان ما هو إلا فترة راحة وهدوء، يعبر المؤمن من خلالها إلى مرافئ الصعود في درجات الإيمان، فمن استفاد من هذه الفترة في إصلاح حاله، وتجديد إيمانه، ومراجعة نفسه، فقد وجد للتغيير طريقاً).. ورمضان مدرسة تعطي في شهر واحد تدريباً رفيعاً في تهذيب النفس، ورفع درجة الإنسان المسلم إلى مستوى عال من الشعور بالآخرين، ومعرفة احتياجات الناس، والقدرة على التعامل الراقي مع الجميع. رمضان مدرسة لا نستفيد كثيراً من معطياتها، نظراً لأننا لا نطبق دروسها عملياً.. نكرر المواعظ النظرية دون تطبيق التدريب العملي على أهمية تغيير سلوكنا وحياتنا إلى الأفضل. والتغيير يحتاج إلى التكرار، والإنسان كما يقول بعض علماء النفس يحتاج من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع تقريباً ليعتاد على سلوك جيد. وفي رمضان يمكن تكرار العادات الحسنة أكثر من أربعة أسابيع، مما يعني أننا نستطيع تكرار العادات التي تبقى معنا مدى الحياة. ومن هذه العادات المحافظة على الصلوات، قراءة القرآن، زيارة الأهل والأقارب، الصدقة، المعاملة الحسنة للناس، المداومة على النوافل والدعاء والاستغفار...إلخ. وسنجد أن تكرار هذه العادات والعبادات سيؤدي إلى مزيد من التغيير في حياتنا، وينعكس إيجاباً علينا وعلى من حولنا. وإرادة التغيير في رمضان تدفعنا إلى التوقف تماماً عن بعض العادات السيئة، وفرصة جيدة لإعادة النظر في بعض العادات المدمرة للأخلاق والسلوكيات مثل الغيبة والنميمة والظلم والرياء والنفاق.. إلخ، ومحاولة اجتثاثها من أعماق النفس. إرادة التغيير تنبع من الداخل، وفي رمضان نجد أننا أكثر قدرة على التغيير.. وأن نكون على مستوى الدروس التي نأخذها من هذا الشهر الكريم، أن نتغير إلى الأفضل، أن نواجه الحقائق بكل شفافية، أن نحب بعضنا، وأن نحرص على الطاعات دون رياء أو نفاق؛ لأن الصوم ببساطة تهذيب للنفس وتزكية للروح. ومن أسباب تغيير حالنا إلى الأفضل هو الدعاء بأن يصلح الله أحوالنا، وأن يغسل قلوبنا من الغل والحقد والحسد، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم... Your browser does not support the video tag.