لا أحد يعلم كيف سيكون عليه حال المنتخب السعودي تحت 23 عاما لو قابل منتخبات قوية وهو الذي خرج صفر اليدين من كأس آسيا المقامة حالياً في الصين من دور المجموعات بعد أن ظهر بصورة باهتة ولم يستطع تجاوز منتخبات أقل إمكانات وإعداد على الرغم من الدعم والتسهيلات التي قدمت لهذا الفريق وتدعيمه بعناصر كان من المفترض أن تسهم في وصوله إلى مراحل متقدمة جداً من الاستحقاق القاري المهم. ذهب البعض فقط للوم مدرب الفريق الحالي والتذكير بما قدمه المدرب السعودي سعد الشهري مع المنتخب حينما كان يشرف عليه، وفي هذا تسطيح للمشكلة وكأن الإخفاق والنجاح مرتبط بشخص واحد في وقت لابد من أن يكون التقييم لمنظومة كاملة المدرب هو جزء منها حتى وإن لعب دوراً مؤثراً، حتى وإن كانت خيارات المدرب الأرجنتيني دانيال تيغيليا غريبة حتى قبل بدء البطولة إذ لم يكن منطقياً أن يتم مثلاً استبعاد نجم وسط التعاون عبدالمجيد السواط وهو الذي شكل علامة بارزة في الدوري السعودي للمحترفين في وقت يتم ضم عناصر احتياطية وغير مؤثرة. كان الخروج قاسياً ومراً على يد المنتخب الماليزي المتواضع وأمام المنتخبين الشقيقين الأردن والعراق وهما اللذان لا يتفوقان على الكرة السعودية من حيث الإمكانات والقدرات والتجهيز لحدث كهذا، فما شاهدناه في منتخبنا هو نتاج عمل غير منظم انعكس على إداء مخجل فلا جمل فنية مميزة ولا تمريرات متقنة ولا ترابط بين الخطوط وانعدام للتنظيم ما يجعل التساؤلات منطقية ومشروعة حول تقييم العمل أثناء الإعداد للذهاب إلى الصين وسط طموحات كبيرة. منتخبات الفئات العمرية ليست مطالبة بتحقيق الألقاب بقدر ظهورها بشكل جيد وقدرتها على تغذية منتخبات الفئات الأعلى بعناصر جيدة ومؤثرة وهو ما لم يحدث مع هذا المنتخب، وبالتالي فإنه من المنطقي والمهم الحديث عن ضرورة محاسبة المقصرين والمسؤولين عن هذه المنظومة المهلهلة والتي قدمت لنا هذا المنتخب الضعيف، والمحاسبة والتقييم يحب أن تتم من قبل اتحاد الكرة بعيداً عن التشنج وبعض الآراء السطحية التي تربط الأمر بتغيير مدرب وجلب آخر، فقد كانت المعطيات والمؤشرات تؤكد وجود خلل منذ التصفيات التمهيدية. Your browser does not support the video tag.