تعد المتاحف التراثية من أهم الأماكن في نقل القيم والعادات، وربط الجيل الحديث بماضيه، من خلال ما تمتلكه من مقتنيات تراثية وبرامج توعوية، خصوصا عندما تواكب مستجدات العصر ووسائله الحديثة، للتعريف بالماضي وما يحمله من كنوز وآثار لتصل إلى شرائح المجتمع. ورغم كل الجهد الكبير الذي يبذله القائمون على المتاحف المتعددة، إلا أن التحديات التي تواجهها كمؤسسات ثقافية وتعليمية مازالت قائمة، خاصة مع انتشار الوسائل الترفيهية التي تقبل عليها الأسر السعودية، والتي لم تكن المتاحف من بينها. الرشيد: البيروقراطية تخنق الثقافة المتحفية وهنا تبرز تساؤلات منها: هل تمكنت المتاحف من تحقيق دورها الرئيسي في تعريف المجتمعات بماضيها، وجذب مختلف شرائحها لزيارتها؟ وما الوسائل التي تستعملها لتوصيل رسالتها، وتغيير الصورة النمطية عنها بأنها مجرد خزانات وأماكن حفظ مقتنيات وأدوات تجاوزها الزمن كثيرا ؟ أبوشال: استخدام التقنية عنصر جذب منظومة تكاملية قالت نورة الرشيد: صاحبة مبادرة "تراثنا 2030" نحن بحاجة ماسة إلى توفير بيئة سياحية جاذبة، فبلادنا حباها الله بمختلف التضاريس المختلفة والتي تعد من المقومات الرئيسة. والذي نحتاج فقط إلى تنسيق متكامل لاستغلالها لجذب السيّاح والأهالي لتوفير متاحف تراثية للنهوض بالسياحة. وتبرر: هذا ما دعاني إلى إطلاق هذه المبادرة، التي أوجدت حلقة وصل بين المتاحف والجمهور، ومشاركة الناس مناشطهم وفعالياتهم لنشر الثقافة المتحفية، وتنظيم المزادات والاستثمار في التراث كدعامة ترفيه، وتطوير، وتعليم. أيضا استطاعت المبادرة ترجمة هذه الفكرة عن طريق التعاون مع بعض المتاحف النشطة والمنفتحة والقابلة للتطور لتكون نموذجًا لبقية المتاحف فالتأثير بالرؤية أبلغ وأسرع. وأوضحت الرشيد بأن بعض المتاحف نجح، والبعض منها يحتاج لقدرات فنية، ومالية، وإدارية، وأحيانا توجد متاحف ناجحة ولكن لا يتم الإعلان عنها بشكل رسمي لأسباب تنظيمية حكومية كأصدار الرخص وغيرها. وأكدت بأنه مازال هناك تعقيد بيروقراطي في بعض الأنظمة، في سبيل تسهيل دور نشر الثقافة المتحفية، سواء من البلدية أو الإمارة أو هيئة السياحة كما تحتاج المتاحف الخاصة للتكامل مع الجهات المعنية لتفعيل دورها في المجتمع كمنظومة تكاملية. الزهراني: إقامتها بالأسواق والمهرجانات ضرورة تقنيات حديثة في حين تؤكد نجلاء أبو شال "ماجستير آثار" بأن المتاحف لايزال يعتليها القصور وتحتاج إلى تطوير مستمر، وهي مقتصرة على رجال الأعمال فقط. وهناك وسائل لابد من استخدامها كالتقنيات الحديثة لزيادة جذب زائري المتاحف مثل: الصور المتحركة في تعريف الزوار بأساليب الصناعات المختلفة واستخداماتها بدءا بالعصور القديمة ثم العصور الإسلامية وحتى العصر الحديث، وكذلك التعرف على الأزياء التي كان يرتديها أجدادنا السابقون. ولكي تعزز المتاحف من وسائل جذب الأسر التي تعودت على الذهاب للأماكن الترفيهية تبين أبوشال: حاليا اختلف شكل المتاحف الإقليمية وأسلوب عرضها، وأصبحت تجمع بين العلم والثقافة، ولكن لابد من عمل قاعات أكبر للمتاحف وعرض ورش تعليمية صغيرة، مثل تحويل القطع المصنوعة من المعادن إلى أدوات تستخدم في قطع اللاَحم وعمل الأسلحة، أيضا عمل مكان توضع فيها مكونات الطين التي يصنع منها الفخار وأساليب زخرفته وأيضا وضع ركن يضم أدوات للغزل والنسيج ليستطيع الصغار مشاركتهم وهذا نوع من أنواع الجذب برامج جاذبة وأشارت الأستاذة لمياء الزهراني بأنه يوجد قصور كبير لدى طلاب المدارس بثقافة المتاحف والآثار، ونتمنى من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بأخذ زمام المبادرة والتنسيق مع المدارس، لتنظيم رحلات مجدولة إلى المتاحف والمواقع الأثرية. كما دعت الزهراني إلى أن يظهر القائمون على المتاحف في أماكن تواجد الجمهور في الأسواق والمهرجانات، من خلال إقامة معارض صغيرة تجذب الزوار وتدفعهم إلى جعل المتحف جزءاً من برنامجهم الترفيهي. وهو ما يلقي بمسؤولية كبيرة على العاملين بالمتاحف لتطوير محتواها ببرامج جاذبة، مستخدمة التقنيات الحديثة التي أصبح الصغار يتعاملون بها ويفهمونها. وتستطرد الزهراني: إذا نجحنا في استقطاب الجيل الجديد وتوعيته بأهمية المتاحف وما تقدمه، وجذبها للجمهور خاصة الصغار من خلال البرامج والورش غير التقليدية، فأعتقد أن جزءاً كبيراً من المشكلة سيحل. عرض التسجيلات القديمة تشكلية واسعة من المقتنيات Your browser does not support the video tag.