الحياد في هذا الزمن أصبح "تبرؤا" والثناء غدا "تشبيحا" والانتقاد تحول ل"حرب".. تلك هي الأدوات التي يمارسها "بعض" من المجتمع الرياضي في تحليله للرأي أو النقد.. لم يعد هناك متسع لمفهوم "الرأي والرأي الاخر". عندما يبدأ الناقد الرياضي في تشريح جسد فريق ما تبدأ موجة التصنيفات من قبل البعض ويربطها في موازنة المصالح. الناقد الرياضي ليس مؤسسا لمبادئ أو امتهن كتابة قوانين الحياة التي لا تتغير بل هو يصدح برأي قيس في تلك اللحظة ولا يسأل عما بعدها من تغيرات قد تداهم رأيه بعد أن انقضى من برنامجه أو أرسل مادته او حتى بعد بث "تغريدته". الإعلامي ليس جهة تشريعية ترغم الواقع على المضي في نطاق رأيه الذي أصبح واقعاً يعايشه وينتظر محاكمته من بعض المتصيدين. المسؤول في الأندية "رئيس او مدرب" او أي شخصية تدير الدفة في العلن أو في الخفاء لا يحبذ النقد أو تشريح ادائه. منهم من يعلم أن هذا الانتقاد يلامس الواقع ويقبل به على "مضض" وبعضهم ممن يعانون من النقص يرى أنه "تسفيه" لدوره.. أصبح "التشبيح" مهنة بسيطة وميسرة وأقرب طريقة للوصول الى قلب الرئيس او اللاعب او حتى المدرب.. وسطنا الرياضي مبتلى بنوعية لم تنزع عنها "المهد" حتى تبدأ بالقرصنة على الأراء وتحجيمها وكأن "المنقود" قابل للكسر لا يمس ولا يستباح منه الا "التطبيل" ولا غير التطبيل. تعلمت من الإعلام أن المحترم ممن ينتسب له أن يحافظ على قناعاته وأن يستبدلها متى ما تأكد أن المعطيات تغيرت وأصبح تغيير الرأي لزاماً عليه. نصيحة للإعلامي.. صداقات الإعلام لا تبنى على مصالح لأن المصلحة تختفي ويختفي من عليها بنى معك قناة اتصال. لا تكن مدافعاً منافحاً عن شخصية ما وما وراء الأبواب المغلقة ينقلب الحال ويبوح بالواقع الذي لم يمنعه منه سوى الخوف من "الشبيحة" .