تشتمل أمراض الأمعاء الالتهابية على مرضين أساسيين، وهما التهاب القولون التقرحي ومرض كرون. تختلف شدة هذين المرضين من وقت لآخر شدةً ويسرًا. فعندما يكون المرض خاملاً فإن المريض ينعم بفترة نقاهة ونشاط لا بأس بها. وعلى الرغم من فترات خمول المرض هذه إلا أنه لا يزال يعاني المرضى من مختلف الأعراض الوظيفية التي قد تؤثر على طريقة استمتاعهم بحياتهم. هناك بعض التشابه بين بعض أعراض مرضى التهاب القولون التقرحي ومرض كرون وأعراض متلازمة القولون العصبي مثل الانتفاخ وآلام البطن وعادات الأمعاء المتغيرة (الإسهال أو الإمساك) وانتفاخ البطن. فهناك حوالي 40٪ من مرضى التهاب القولون التقرحي ومرض كرون قد يعانون من أعراض تشبه القولون العصبي. ومن المقترح أن هناك بعض الوجبات الغذائية التي تحتوي على محتوى زائد من الألياف الغذائية أو الخالية من اللاكتوز، يمكن أن تؤثر على الأعراض المشابهة لأعراض القولون العصبي. كما أنه لم يتم التحقق من فوائد هذه الوجبات الغذائية. ففي الآونة الأخيرة، وقد تبين أن الوجبات المحتوية على سكريات أحادية وثنائية ونشويات أحادية قابلة للتخمر أو ما يسمى بالفودماب (والتي هي اختصار لخمائر، أوليغوساشاريدس، ديساشاريدس، مونوساشاريدس، وبوليولس)، والتي يتم امتصاصها بشكل ضعيف في الأمعاء الدقيقة وتخمرها بكتيريا القولون، يمكن أن تؤدي إلى أعراض مشابهة لأعراض القولون العصبي مثل الانتفاخ وآلام في البطن، وتغيير عادات الأمعاء ( الإسهال أو الإمساك)، والغاز في الأفراد الحساسين لها. لقد تبين أن اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات عالية من فودماب تؤدي لزيادة أعراض القولون العصبي، في حين أن النظام الغذائي منخفض الفودماب يخفف الأعراض في مرضى القولون العصبي وفي مرضى التهاب القولون التقرحي ومرض كرون الذين لديهم أعراض مشابهة لتلك التي تحدث مع القولون العصبي. ففي دراسة تمت في عام 2009، على 72 مريضاً مصاباً بمتلازمة القولون العصب - خضع المرضى لغذاء منخفض الفودماب - تحسن أكثر من 56% من الأعراض الوظيفية الشاملة في البطن مثل الألم والانتفاخ والرياح والإسهال. وفي دراسة مستقبلية أجريت مؤخراً على 88 مريضاً يعانون من التهاب القولون التقرحي ومرض كرون وهما في حالة خمول، بينما كانت أعراضهما الوظيفية مثل ما كانت في الدراسة السابقة وتم إخضاع المرضى لغذاء منخفض الفودماب. أظهرت الدراسة نتائج مرضية. فقد زالت الأعراض نسبة 78% بعد خمسة أسابيع من خضوع المرضى لهذا النوع من الغذاء. دفعت هذه الدراسة بمجموعة دنماركية بحثية بالقيام بأول دراسة بحثية مستقبلية عشوائية على مرضى التهاب القولون التقرحي ومرض كرون الذين يعانون من أعراض مشابهة لأعراض متلازمة القولون العصبي، تتحقق من تأثير هذا النظام الغذائي منخفض الفودماب على هؤلاء المرضى. تم نشر الدراسة ونتائجها في عدد هذا الشهر (مايو 2017) من مجلة الجهاز الهضمي العالمية. اشترك في هذه الدراسة تسعة وثمانون مريضاً ممن مرضهم خامل أو يعانون من أعراض معتدلة الشدة (حسب معيار وما الثالث). احتوت الدراسة على 67 إمرأة (75٪)، بينما بلغ متوسط العمر 40 عاماً، تراوحت الأعمار بين 20-70 سنة. تم تقسيمهم عشوائياً إلى مجموعتين، مجموعة النظام الغذائي منخفض الفودماب (تحتوي على 44 مريضاً) و مجموعة النظام الغذائي الطبيعي (مكونة من 45 مريضاً). استمروا عليه لمدة 6 أسابيع ما بين يونيو 2012 وديسمبر 2013. قبل البدء في الدراسة، خضع جميع المرضى لتقييم غذائي شامل لمدة 30 دقيقة من قبل خبير تغذية، اشتمل التقييم على فحص الحالة الغذائية لكل مريض ودراسة محتوى طعامهم اليومي. بعد ذلك أعطي المرضى في مجموعة التدخل (النظام الغذائي منخفض الفودماب) جلسات فردية لمدة ساعة لتدريبهم وتعليمهم عن محتوى النظام الغذائي منخفض الفودماب. وقدمت لهم معلومات مفصلة عن النظام الغذائي منخفض الفودماب، بما في ذلك النشرات مع وصفات نصائح وخطط غذائية يومية. طلب من المرضى في المجموعة الأخرى اتباع نظام غذائي معتاد دون تغيير خلال 6 أسابيع (مدة الدراسة). وفي نهاية الدراسة خضع جميع مرضى مجموعة النظام الغذائي منخفض الفودماب لجلسة انفرادية متابعة مع خبراء التغذية ولمدة 30 دقيقة تم إعادتهم للأطعمة عالية الفودماب التي كانت مقيدة أو محظورة عليهم خلال فترة الدراسة 6 أسابيع. طُلب من المرضى أن يكملوا استبانتين إحداهما عن شدة أعراض القولون العصبي واستبانة جودة الحياة القصيرة في الأسبوع الأول قبل بدء الدراسة وفي الأسبوع السادس الأخير للدراسة. كان هدف الدراسة الأولي أن تخفض نسبة الأعراض ل ما يقل عن خمسين نقطة في الأسبوع السادس الأخير بين المجموعتين. أما الهدف الثانوي للدراسة فقد كان تأثير هذه الأنظمة الغذائية على جودة الحياة. كان هناك نسبة أكبر بكثير من المستجيبين في مجموعة النظام الغذائي منخفض الفودماب (استجاب 30 مريضاً، أي بنسبة 81٪) مما كانت عليه في مجموعة النظام الغذائي الطبيعي (استجاب 19 مريضاً، بنسبة 46٪). مما يدل من هذه الدراسة المستقبلية العشوائية، أن انخفاض الفودماب في الطعام اليومي لمرضى التهاب القولون التقرحي ومرضى الكرون الذين أعراض مرضهم قريبة من أعراض متلازمة القولون التقرحي يخفف من هذه الأعراض. من أعراضه آلام وانتفاخ في البطن