النظام الحاكم في قطر يمارس دور النعامة، النيران من حوله تشتعل ويبحث عن مفردات تضليل لشعبه قبل غيرهم, والمؤكد أنه لن يصمد كثيرا مهما حاول الالتفاف على محور المواجهة مع الدول الأربع التي اتخذت موقف المقاطعة وفق مرتكزات وأهداف واضحة...., القطريون أكثر من غيرهم يعلمون أي قوة يواجهون خاصة الرياض والقاهرة أكثر المتضررين من دعم الإرهابيين, ويعلمون يقينا أن الخيارات أمامهم محدودة إما قبول الشروط أو العزلة. استخدام مفردة الاستقلالية وسيادة القرار الوطني كان يمكن أن يحقق بعض أهدافه ويتقبلها المجتمع القطري لو أن النظام القطري احترم شعبه من الأساس وتعامل معه باعتباره عنصرا مهما ومؤثرا في بناء قطر الحديثة حيث اعتمد النظام القطري على تهميش الشعب القطري من خلال الريال مع إبعاده عمليا عن مفاصل صناعة القرار التي بقيت في يد فئة محدودة من القطريين ومجموعة من المرتزقة ممن قدموا من دول عربية بأجندات سياسية وإرهابية معروفة مسبقا للجميع وتم تكريس ثقافة الترف وغرس القيم الاستهلاكية في وجدان المواطن القطري خاصة وأنه إلى وقت انقلاب الابن على أبيه كان المواطن القطري الأقل دخلا بين دول الخليج وخاصة السعوديين والإماراتيين والكويتيين..., مما سهل مهمة التهميش. فيما النظام الحاكم في قطر انشغل بإسقاط الأنظمة الأخرى أو على الأقل إضعافها مع إشعال الشارع العربي بفتن وحراك دموي وثوري والمؤكد أنه بدون قيادة وطنية محلية أو برنامج وطني.., الهدف خلق فوضى وإثارة الفتنة لتسقط الأنظمة وتضعف المؤسسات الأمنية والعسكرية كما حصل مثلا في ليبيا...؟ والشواهد تؤكد ذلك ولم تنج من هذا العبث إلا مصر بفضل الله ثم بفضل موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله في موقف تاريخي لن ينساه أي مصري وطني من جانب أو إخونجي قبيح من جانب آخر. كما تحولت الدوحة إلى غرفة عمليات لدعم رؤوس الشر الإرهابي من جماعة الإخوان والمنشقين أو المعارضين لدولهم بالإضافة لتمويل الإرهابيين وهنا خرجت قطر من مسار دولة تبني لصالح شعبها المهمش إلى نظام منعزل عن شعبه ويعمل على تخريب الدول المستقرة بل وتسخير ثروات شعبه لصالح الإرهاب والإرهابيين...؟ من يصدق أن الإرهاب بعقيدة الدم كمرتكز عند المؤمنين به يجد من دولة دعما ماليا ومعلوماتيا مع إيواء بعض قادته...؟ الإرهاب تحتضنه عادة العصابات والجماعات المتطرفة وتحاربه الدول خاصة الدول ذات الأنظمة المدنية التي يشغلها بناء وطنها ورفاهية شعبها إلا أن النظام في قطر عكس المعادلة فأصبح هاجسه استمرار الإرهاب ونموه خاصة في دول الخليج ومصر حيث استطاعت المؤسسات الأمنية فيها مواجهته بقوة فاستغل الأريحية المجتمعية مع الخطاب الديني ليكون منفذا له في استدراج شباب تلك البلدان لتكوين خلايا إرهابية تضرب وطنها..., واليوم وبعد مواجهة نظام قطر أمام شعبه وشعوب الخليج لجأ لمفردة الاستقلالية وسيادة القرار الوطني ولكن تحت مظلة خارجية متمثلة في دعم تركي وإيراني...؟ وقوته الإعلامية الجزيرة لا يعمل فيها أي إعلامي قطري....؟ أين هي الاستقلالية وأين هي السيادة إذا كانت برامجك وخططك وأموالك تدعم تدمير غيرك...؟ السيادة حين تصبح الجزيرة منبرا قطريا لأهل قطر وحين تكون حدودك تحت حماية أبنائك وحين تكون مقدراتك لبناء وطنك وحين تملك قرارك خارج قواعد عسكرية من هنا وهناك.